لوس أنجليس تايمز: قرار البرلمان العراقي طرد القوات الأمريكية انتصار لإيران وهلالها الشيعي

2020-01-06

وصف بن كونابل، الباحث في مجموعة “راند” قرار البرلمان العراقي يوم الأحد الداعي لإخراج القوات الأمريكية من العراق بأنه انتصار إيراني وحقيقي.

وقال “بدون أن تطلق رصاصة، قامت إيران على ما يبدو بتنفيذ انتقام مدمر ضد قتل الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني. فقد صوت أعضاء البرلمان الموالين لإيران الذين استخدموا الوسائل الديمقراطية لطرد الجنود الأمريكيين من العراق. وبهذه الطريقة قد تكون إيران قد فازت بمعركة التأثير في العراق”.

و”تم توجيه الإهانة الإستراتيجية ليس من خلال الصواريخ أو الأحزمة الناسفة ولكن عبر التصويت الشرعي في ديمقراطية بنتها الولايات المتحدة”. ولو افترضنا قيام رئيس الوزراء العراقي بالتوقيع على القانون- مع أن هناك فرص لعدم توقيعه عليه- فيجب على القوات الأمريكية الخروج. وينص “اتفاق الإطار الإستراتيجي” الذي حدد الوجود العسكري الأمريكي في العراق وبشكل واضح على أن “وجود القوات الأمريكية المؤقت في العراق جاء بناء على دعوة من حكومة العراق السيادية واحترام سيادته الكاملة”. وسيرى العراقيون على أكبر احتمال أن الولايات المتحدة قامت بخرق السيادة العراقية عندما قتلت سليماني وعدد آخر في بغداد بمن فيهم مواطنون عراقيون، مهما كانت خطورتهم.

  سيختفي المستشارون الامريكيون الذين يقدمون الدعم اللوجيستي والإستشارة ولن تجد قوات مكافحة الإرهاب العراقية التي تعتمد على الأمريكيين الدعم الذي تريده

ويرى الكاتب أن ردة الفعل ستكون لها أبعاد خطيرة على المصالح الأمريكية الإستراتيجية. وبدون قوات على الأرض وطائرات في الجو فلن تكون أمريكا قادرة على الضرب مباشرة واستهداف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية. وربما اضطرت قيادة قوات المهام المشتركة التي تعمل الآن من بغداد وتدير العمليات ضد تنظيم الدولة للإنتقال من العاصمة العراقية. وستتعرض العمليات في سوريا التي تعتمد على العراق للضعف. وربما تم إغلاق القواعد العسكرية مما لن يترك مجالا للدول الأوروبية الحليفة والمتعهدين الأمنيين أي خيار بل مغادرة العراق. وحتى يرفض العراقيون الوجود الأمريكي بشكل كامل وهو سيناريو غير متوقع فيجب على الولايات المتحدة اعتبار أنها فقدت العراق لصالح إيران. ومن هنا أصبح ما يطلق عليه الهلال الشيعي الممتد من إيران عبر العراق وإلى الشرق والبحر المتوسط أصبح حقيقة. وتستطيع إيران الحفاظ على تأثيرها في العراق وكسبت الممر البري والهلال. ولو أخرج الجنود الأمريكيون فسيخسر الجنود العراقيون أقوى وأفعل حليف لهم وستجد القوات العراقية التي تنفذ الحرب ضد تنظيم الدولة نفسها في وضع صعب.

وسيختفي المستشارون الامريكيون الذين يقدمون الدعم اللوجيستي والإستشارة ولن تجد قوات مكافحة الإرهاب العراقية التي تعتمد على الأمريكيين الدعم الذي تريده. وفي كل الأحوال سيتوقف برنامج دعم العمليات ضد تنظيم الدولة المعروف باسم “درب وسلح ومول” حيث سيخرج الأمريكيون الذين يوزعون الأسلحة من البلد وسيتوقف الدعم الأمريكي للمدنيين الذين يعانون من آثار الحروب الأخيرة. وتساءل الكاتب عن الطريقة التي أوصلت الجميع إلى هذه المرحلة؟ وكيف وقعت أمريكا في المصيدة الإيرانية؟ والسبب على ما يبدو أن أمريكا ليس لديها استراتيجية طويلة الأمد في العراق، فأطار التعاون الامريكي الموقع عام 2008 كان مهتزا منذ البداية. وستجد أمريكا نفسها أمام خيارين عمليين، الأول هو قيام الرئيس ترامب بانتهاز فرصة الطرد وتخفيض عدد القوات والتورط الأمريكي في الخارج مما يعني رمي العراق في أحضان إيران التي سنتشر الفوضى فيه مما يدفع العراقيين لطردها. أما الخيار الثاني فهو الإتفاق على معاهدة جديدة مع العراق. فلو تفاوضت مع على وضعية المستشار فيمكن للولايات المتحدة الحفاظ على موقعها لمواصلة العمليات ضد تنظيم الدولة. وكل هذا في صالح العراق ويمكن التفاوض عليه لو منح الدبلوماسيون الأمريكية الفرصة للتفاوض عليها. فالحاجة لإعادة النظر في العلاقات الأمريكية- العراقية واتفاق الإطار الإستراتيجي كانت ضرورية قبل بداية الأزمة. ولو استطاع صناع السياسة والدبلوماسيين الأمريكيين التوصل لاتفاق يحدد العلاقة بين البلدين فإن هذا سيكون انتصارا على إيران ويؤكد السيادة العراقية ويطبع العلاقات التي لم تكن طبيعية ولفترة طويلة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي