التايمز: مقتل سليماني قضى على رجل شرير كان يقود أعمال التخريب الإيرانية في الشرق الأوسط

2020-01-04

قالت صحيفة “التايمز” البريطانية إن مقتل قاسم سليماني قضى على رجل شرير كان يقود أعمال التخريب الإيرانية في الشرق الأوسط، ولكن الولايات المتحدة مطالبة بوضع خطة لمواجهة الانتقام الإيراني المتوقع.

وأكدت الصحيفة في مقال افتتاحي السبت أن سليماني لم يكن واحدا من كبار القادة العسكريين الإيرانيين فحسب بالنظر إلى السياسة الدولية، فمسؤوله المباشر كان المرشد الأعلى على خامنئي شخصيا.

واعتبرت أن التبرير الأمثل لقتل مثل هذه الشخصية البارزة هو تعزيز محاصرة نظام إيران العدائي. ولكنه في الوقت نفسه يثير الانتقام ويجسد الدعم والولاء للملالي، لافتة إلى أنه على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يطمئن الأمريكيين والحلفاء أن لديه إستراتيجية لمواجهة مثل هذه التطورات.

وأضافت التايمز أن جرائم سليماني ضد الإنسانية لا تخفى على أحد. فهو رجل إيران الأول المسؤول عن زرع الفتن والإرهاب في الشرق الأوسط، فحيثما وجد شيعة حركهم من أجل النفوذ الإيراني، وأمد نظام بشار الأسد بالدعم العسكري والمالي وهو يقمع الانتفاضة الشعبية بوحشية، وساعد في حصار مدينة حلب وتجويع أهلها حتى يستسلموا، ودرب الحوثيين في اليمن على مهاجمة المنشآت النفطية السعودية.

وبحسب الصحيفة، كان سليماني مسؤولا مباشرا عن قتل مئات الأمريكيين وقاد جهود إخراج القوات الأمريكية من العراق، ومع ذلك فإن قرار ترامب فيه مجازفة -تضيف الصحيفة- فبدلا من ردع إيران وأطماعها التوسعية فإن قتل سليماني قد يعزز جرأتها على تحدي المعايير الدولية.

ويعتقد ترامب أن طهران على الرغم من تهديداتها لا تملك القدرة على تنفيذ تلك التهديدات. وترى الصحيفة أن الرئيس الأمريكي يمكن أن يكون على حق لأن العقوبات نخرت اقتصاد البلاد والاضطرابات الداخلية هزت أركان النظام، وربما كشف مقتل سليماني عجز هذا النظام.

وحذرت التايمز من أن هذه ليست إلا تخمينات، فإيران لم تتراجع عن الاستفزازات التي تقوم بها في المنطقة. فقد لجأت في الفترة الأخيرة إلى أعمال القرصنة باعتراض السفن في مضيق هرمز، وهاجمت ناقلات نفط في الخليج، وأكثر من ذلك فقد أسقطت طائرة مسيرة أمريكية، وقصفت أكبر منشأة نفطية في العالم في السعودية.

وترى الصحيفة أن إيران خلال 40 عاما من الثورة دعمت هجمات إرهابية على أهداف غربية ولا بد أن تعرف اليوم أنها يجب أن تتوقف عن هذه الأعمال، وإلا فإنها ستواجه عواقب قاسية.

ووفقا للتايمز فإن ترامب خلال ثلاثة أعوام من حكمه لم يكن منسجما في مواقفه من الدول المارقة. فقد سعى إلى التقارب مع فلاديمير بوتين ومع كيم جونغ أون. كما أن طهران تعتقد أنه لا يريد الحرب، وهو ما جعلها تزداد جرأة في أعمالها. وعليه أن يطمئن حلفاءه بأنه لن يتراجع عن تبعات هذا التصعيد، بحسب التايمز.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي