سجلها التاريخ.. مواقف ومكاسب نسائية في 2019

2019-12-30

نساء يرتدين الأسود ويرفعن أيديهن خلال احتجاج على عام 2019 الذي يقارب على الرحيل، كان عاما صعبا لسكان العديد من مناطق العالم حيث عصفت الأزمات والعنف وعدم الاستقرار، لكن وسط أجواء الإحباط والأمل، والتشاؤم الممزوج بالتطلع لمستقل أفضل، برزت المرأة في مواقف يشهد لها التاريخ، انطلاقا من القارات الأميركية حتى أقصى آسيا مرورا بأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.

هذا العام سينتهي كما بدأ، ملايين الأفراد على اختلاف أجناسهم وأصولهم يكافحون من أجل التغيير السياسي أو الاجتماعي أو كلاهما معا.

فمن شوارع تشيلي والعراق إلى لبنان ثم هونغ كونغ، وقفت النساء كالبنيان المرصوص في الصفوف الأمامية للاحتجاجات الشعبية التي تنادي بأوضاع أفضل وتطالب بتنحي حكومات فاسدة وتصرخ من من أجل وضع حد لعدم المساواة بشتى أشكالها.

هؤلاء الفتيات والنساء ورفاقهم من الشباب والرجال، صمدوا أمام النيران الحية والاعتقالات وحتى القتل، لإيصال رسالة واحدة إلى من يمسكون بزمام الأمور، مفادها أن الوقت قد حان للرحيل.

وعلى الرغم من تعذر ذكر جميع الأحداث والمواقف والمكاسب التي كانت المرأة بطلتها في 2019، فيما يلي بعض منها سيتذكرها الكثيرون لسنوات عديدة:

جدار بشري في الهند


في الأول من يناير، اصطفت ما بين ثلاثة وخمسة ملايين امرأة في الهند مشكّلات جدارا بشريا للمطالبة بالمساواة والاحتجاج غلى التمييز.

فقد ألهم النزاع حول ما إذا كان ينبغي السماح للنساء في سن الحيض بالدخول إلى معبد هندوسي مقدس في ولاية كيرالا جنوبي البلاد، تنظيم احتجاج غير مسبوق عبارة عن الجدار النسائي الممتد على طول أكثر من 300 ميل.

وبعد ذلك بيومين، دخلت امرأتان في عملية مباغتة إلى معبد ساباريمالا الرابض على تلة نائية، وسط حماية الشرطة قبل أن تغادراه بسرية تامة.

ذلك التحدي أثار اشتباكات بين محتجين هندوس والشرطة في عاصمة الولاية. لكن شجاعة المرأتين، وسط ترهيب وقمع المتشددين، شكل خطوة تاريخية للأمام في المعركة من أجل حقوق المرأة والحريات الدينية في الهند.

وكانت المحكمة العليا قد أبطلت في سبتمبر 2018 حظرا مفروضا منذ عقود على دخول النساء اللواتي تجاوزن سن البلوغ معبد ساباريمالا، الذي يعد أكثر المعابد الهندوسية قدسية في الهند.

ولا تزال النساء ممنوعات من دخول معابد هندوسية عدة في الهند.

تمثيل تاريخي في الكونغرس 116

في الثالث من يناير 2019، صنع الكونغرس الأميركي التاريخ مع تسلم مشرعين متنوعين أكثر من أي دورة سابقة في تاريخ البلاد، أبرزها العدد غير المسبوق للنساء في صفوفه وتوجهات أعضائه وأصولهم.

أعضاء الكونغرس وعددهم 535 بينهم 102 امرأة في مجلس النواب تنتمي 84 منهن للحزب الديمقراطي، فيما حصلت 14 على مقاعد في مجلس الشيوخ. وبين النائبات في مجلس النواب 36 عضوة جديدة و66 أعيد انتخابهن.

ومن بين الفائزات اللائي بتن يمثلن الوجه الجديد للسلطة التشريعية في الولايات المتحدة، أول نائبتين مسلمتين هما الأميركية من أصول فلسطينية رشيدة طليب من ميشيغن وإلهان عمر من مينيسوتا، وكذلك أليكزاندريا أوكاسيو كورتيز من نيويورك والتي أصبحت أصغر امرأة تنتخب في الكونغرس وعمرها 29 عاما.

وانتخبت ولايتا نيو مكسيكو وكانزاس أول امرأتين من السكان الأصليين هما تباعا الديموقراطيتان دِبْ هالاند وشاريس ديفيدز، وهي أول نائبة من كانساس تعلن أنها مثلية.

وكانت الجمهورية مارشا بلاكبيرن أول امرأة تفوز بمقعد في مجلس الشيوخ في ولاية تينيسي، فيما صنعت الديمقراطية كريستن سينيما التاريخ عندما أصبحت أول امرأة تصل إلى مجلس الشيوخ في أريزونا. وسينيما هي أول سناتور يعلن أنه ثنائي الجنس في تاريخ مجلس الشيوخ.

ومن تكساس، وصلت أول نائبتين من أصول لاتينية، إلى واشنطن هما الديمقراطيتان فرونيكا إسكوبار وسيلفيا غارسيا. أما ماساشوسيتس فاختارت أول نائبة من أصول إفريقية هي أيانا بريسلي، كما أرسلت كونيتيكت أول ممثليها في مجلس النواب من النساء السود هي جوهانا هييز.

خطوات سعودية نحو مزيد من الحقوق

في أغسطس، أعلنت السعودية سلسة من التعديلات في نظامي السفر والأحوال المدنية، تمنح المرأة حقوقا كانت تبدو شبه مستحيلة، على رأسها منحها الحقوق ذاتها التي يكفلها القانون للرجل فيما يتعلق بالسفر لمن تجاوزوا 21 عاما، والحصول على جواز سفر من دون موافقة ولي، وإمكانية اعتبارها رب أسرة.

وألغيت المادة الثالثة من النظام والتي كانت تنص على أن يشمل جواز السفر زوجة حامله السعودية وبناته غير المتزوجات وأبنائه القصر.

لكن مراقبين أشاروا إلى ثغرات لا تزال تسمح للأقارب من الرجال بالحد من تحركاتهن، وحتى تركهن عالقات في مؤسسات رعاية تشبه السجون، وقالوا إن سلطات الرياض لم تتخل عن بلاغات "التغيب"، التي يستطيع بموجبها الأقارب تقييد حركة النساء ومنعهن من مغادرة المنزل من دون الحصول على إذن مسبق.

وفي الثامن من ديسمبر، ألغت السعودية شرط تخصيص المطاعم في المملكة مدخلا للرجال وآخر للنساء، في خطوة جديدة لتخفيف أكثر القواعد الاجتماعية صرامة في العالم ضمن إصلاحات شاملة.

وكان يشترط على كل المطاعم تخصيص مدخل للنساء والعائلات وآخر منفصل للرجال، لكن وزارة الشؤون البلدية والقروية أعلنت عبر حسابها في تويتر "ألغي تسهيل الاشتراطات البلدية لأنشطة المطاعم والمطابخ اشتراط مدخل للعزاب ومدخل للعوائل".

رفع سن الزواج في إندونيسيا

في سبتمبر، رفع البرلمان الإندونيسي الحد الأدنى لسن زواج المرأة إلى 19 عاما، في قرار يتوقع أن يكبح زواج الأطفال في البلاد. وسيتم إدخال التغييرات في القوانين الحالية في غضون ثلاث سنوات.

وتسمح القوانين القائمة بتزويج الإناث اللائي يبلغن 16 عاما والذكور في عمر 19 عاما، بينما كان بإمكان الوالدين أن يطلبوا من المحاكم الدينية أو المسؤولين المحليين إذنا بزواج الفتيات الأصغر سنا مع عدم وجود حد أدنى للسن في تلك الحالات.

ولدى إندونيسيا ثامن أكبر عدد من القاصرات المتزوجات في العالم، وفق "بنات وليس عرائس" (Girls Not Brides)، وهي شراكة عالمية ملتزمة بإنهاء زواج الأطفال.

جميلات العالم في 2019 ذوات بشرة داكنة

مكسب مهم للنساء والفتيات في عالم الجمال، وخصوصا اللائي يتحدرن من أصول أفريقية أو صاحبات البشرة السمراء أو السوداء.

ففي حدث، ربما بدا مستحيلا قبل عقود، توجت جميلات سمراوات في خمس مسابقات عالمية معروفة. وفازت بلقب ملكة جمال العالم الجامايكية توني-آن سينغ، وبملكة جمال الكون الجنوب أفريقية زوزيبيني تونزي، وبملكة جمال أميركا نيا فرانكلين، وبملكة جمال الولايات المتحدة تشيلسي كريست، وبملكة جمال مراهقات الولايات المتحدة كالي غاريس.

ولم يسمح لصاحبات البشرة الداكنة بالتنافس في مسابقة ملكة جمال أميركا حتى الأربعينيات، ولم تصل متسابقة سوداء إلى المراحل الأخيرة إلا بعد مرور 30 عاما على ذلك. أما أول ملكة جمال أميركا سوداء البشرة فلم تنتخب حتى عام 1990.

الفتاة الزرقاء ودخول الإيرانيات إلى الملاعب

واجهت طهران ضغوطا متزايدة بالسماح للنساء بدخول الملاعب إثر انتحار سحر خضيري في سبتمبر أمام محكمة بطهران، بعدما تناهى إلى مسامعها أنه سيتم سجنها ستة أشهر لمحاولتها الدخول متنكرة بزي رجل لحضور مباراة في 2018.

وأثارت وفاة خضيري، المعروفة بالفتاة الرزقاء"، غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث دعا كثيرون الاتحاد الدولي "فيفا" إلى فرض حظر على إيران من المشاركة في المسابقات الدولية والمشجعين لمقاطعة المباريات.

ومارس فيفا ضغوطا على إيران، وأشار رئيسه جاني إنفانتينو بعد زيارة وفد من الاتحاد إلى طهران، إلى أن سلطات إيران قدمت "ضمانات" بالسماح للإناث بحضور مباراة ضد كمبوديا في أكتوبر ضمن التصفيات المشتركة المؤهلة لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023. وأفادت وكالة "إيرنا" الرسمية بأن السلطات "ضمنت" لـ 3500 مشجعة حضور المباراة.

يذكر أن قرار منع النساء من مشاهدة مباريات فرق رجالية على الملاعب، صدر بعد فترة وجيزة من انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

أول سير نسائي بالكامل في الفضاء

في 18 أكتوبر، صنعت رائدتا الفضاء جيسيكا مير وكريستينا كوتش، التاريخ عندما خرجتا من محطة الفضاء الدولية في أول سير نسائي بالكامل في الفضاء.

وكانت تلك أول مرة تقوم فيها مير بالسير في الفضاء، وأصبحت الشخص رقم 228 في العالم والمرأة الـ15 الذين أنجزوا ذلك. أما كوتش فكانت تلك رابع مرة تقوم فيها برحلة سير من هذا القبيل.

وأعلنت ناسا في مقطع مصور حي للعملية أن مير وكوتش خرجتا بالملابس البيضاء من المحطة الواقعة على ارتفاع 408 كيلومترات فوق الأرض، لاستبدال وحدة طاقة معطوبة مصممة للمساعدة في تكييف الطاقة المخزنة من الألواح الشمسية للمحطة في عملية استمرت نحو خمس ساعات.

تجدر الإشارة إلى أن عدد رواد الفضاء حول العالم يتجاوز 560 شخصا، لكن التمثيل النسائي في صفوفهم لا يتجاوز 65 امرأة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي