العراق ينتفض ضد ايران وأتباعها : ثكلى تطهو في انتفاضة العراق.. وتكتك ينطق ومنشد حر!

2019-11-22

شهد الحراك العراقي المستمر منذ أسابيع، وقائع لفتت الأنظار، أكدت على أن المحتجين قرروا كسر كل القيود للوصول إلى هدفهم، على الرغم من العدد الكبير لقتلى المظاهرات وما نتج عنه من مآسٍ، إلا أنهم أكملوا طريقهم بخطوات تدل على وحدة الصف لتحقيق المنال.

"نأكل ونغسل"

وجّه العراقيون الأنظار إلى قضيتهم منذ البداية لما ظهر فيها من نوادر، فبعد "المطعم التركي" الذي غدا أشهر من نار على علم، إثر تحوله من مبنى مهجور يطل على المنطقة الرئاسية الخضراء في بغداد، إلى حصن ونقطة تجمع المحتجين في العراق منذ بداية الحراك، كما أضحى نقطة تمركز على مجمل متظاهري ساحة التحرير وسط العاصمة، وهو ما أمن طعام المحتجين، ظهرت سيدة أخرى في زاوية من الحراك، وضعت أمامها حلل الطبخ ووراءها صورة لابنها القتيل.

في زاوية أخرى، خيّمت في الساحة سيدتان قررتا التطوع لغسل ثياب المتظاهرين في ساحة التحرير، حيث اعتمدت نوفة على غسالتها الوحيدة، فيما فضلت أم سلوان شراء واحدة جديدة بالتقسيط.

جارتان، قررتا التطوع لغسل ثياب المرابطين في ساحة التحرير، اعتمدت نوفة على غسالتها الوحيدة، فيما فضلت أم سلوان شراء واحدة جديدة بالتقسيط.

وكانت نوفة تتسلم حقائب ثياب كبيرة، من ابنها المرابط معهم، ثم فكرت أن تكون قربهم لتتمكن من غسل كمية أكبر وبشكل مستمر لاكثر من ١٧ ساعة يوميا.

بدأت القصة عندما كان ابن نوفة المتمركز في الساحة مع المحتجين يسلم والدته حقائب ثياب كبيرة لغسلها في المنزل، إلا أنها رأت أن هذا مضيعة للوقت، وفضلت البقاء قريبة منهم، وبدأت بالاعتصام في الساحة لأكثر من 17 ساعة يوميا، وهو ما يمكنها من غسل كمية أكبر وباستمرار.

أما أم سلوان، فقد تطوعت بدفع أقساط الغسالة الجديدة، وخيمت مع نديمتها نوفة في المكان نفسه للغرض نفسه، لأنها "تتشرف بغسل ملابس المتظاهرين الأبطال"، بحسب ما كتبته على لافتة رفعتها وراءها.

"قطعتم الإنترنت ووجدنا الحل"

"إذا قتلتمونا كلنا من ستحكمون؟"، هو عنوان آخر عدد من صحيفة "التوكتوك" التي يصدرها ويطبعها ويوزعها نشطاء من الحراك، على آلاف المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد.

تعرض الصفحة الأولى صورا لمتظاهرين يلوحون بالأعلام، وتحمل الصحيفة اسم مركبة بثلاث عجلات، أصبحت رمزا للاحتجاجات إثر استخدامها في نقل الجرحى من المتظاهرين إلى المستشفى الميداني، وبدأ صدورها منذ أقل من شهر.

ظهرت التوكتوك بديلاً ولبلورة مطالب الاحتجاجات بعد قطع خدمة الإنترنت لأسابيع، ويقف وراء المشروع نشطاء لهم خبرة في مجال النشر الإلكتروني. يكتبون المقالات ويحررون الصحيفة ويطبعونها في ورش طباعة محلية ويوزعون نحو ألفي نسخة على خيام المتظاهرين عدة مرات في الأسبوع.

ويقول رئيس تحرير الصحيفة: تعد إحدى السبل القليلة التي تمكن المتظاهرين في الشارع من الحصول على تقارير حقيقية يعتد بها عن الاضطرابات الجارية في البلاد.

وتتضمن الصحيفة مقالات يكتبها نشطاء محليون وترجمات لتقارير وسائل إعلام دولية عن العراق.

بالمقابل، قال متظاهر يقرأ نسخة من الصحيفة: "إنها عظيمة، تحوي بعضا من أدق الأخبار التي نراها. لا نعرف بالتحديد أين تكتب وتطبع، وهذا أفضل على الأرجح حتى لا يتعرض محرروها للاعتقال".

للحراك منشد وكاتب أيضاً!

بصوت جهوري، وقدرة عالية على ابتكار الألحان، ولغة عربية حيّة تميل للحزن، خرج المنشد الشاب حيدر حسن التميمي للمرة الأولى كمنشد للثورة الشبابية في 2 أكتوبر، وهو ينشد نشيداً ثورياً من متظاهر يطالب بحقوقه مع رفاقه.

وقال التميمي لـ "العربية نت": "إننا كمجتمع عربي نميل للشعر والأدب وشعر المعلقات، كما أن شعراء المعلقات هم خير مثال لنا عمن استخدم الشعر والنشيد كوسيلة للحماس، وبث الروح في صفوف الناس، فعلت مثلهم، استخدمت الأناشيد لزيادة الحماس لدى المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم المشروع، ولطرح أفكارنا سلميا".

وأضاف التميمي: "كنت منشدا للقوات الأمنية في حربها ضد داعش، ثم خرجت منشداً مع كل من نادى بحقوق مشروعة بطريقة سلمية".

كما لفت إلى أن من يكتب القصائد أخوه الأكبر الشاعر أحمد حسن التميمي، وهو شاعر عراقي معروف، كاتب قصيدة "لن أخضع والوطن هوية"، وقصيدة "يا عالم ناديتك فاسمع"، وقصيدة "نريد وطن".

وعن ألقابه قال إنه حصل على كثير منها، أهمها "متنبي العصر"، و"شاعر الثورة"، و"منشد الثورة"، وهي ألقاب أضافت من مسؤولياتي الكبيرة. كما شدد على السلمية في التظاهر للوصول إلى الحقوق المشروعة.

"حتى الجدران تكلّمت"

لم تتوقف النشاطات هنا، فقد امتلأت جدران الساحات برسومات وصور من قلب الحراك، تحدثت عنه، ونقلت مطالبه، حتى إنها كتبت أوجاعه، ثم غدت تلك الجدران متاحف يقصدها المحتجون لالتقاط الصور، ولمتابعة كل ما هو جديد نقش عليها.

يشار إلى أن حراكا شعبيا في العراق كان انطلق منذ أسابيع، في البداية احتجاجا على غياب الخدمات الأساسية وتفشي البطالة وعجز السلطات السياسية عن إيجاد حلول للأزمات المعيشية، ليتحول لاحقاً إلى المطالبة بتغيير الحكومة، ووقف التدخلات الإيرانية.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي