ماذا يمكن لغبي أن يعمل في هذا الليل المتأخر

2019-11-05

طه الجند*

كل شيء منصت
اللوامع الناعسة تغري
وأنا لا أتقن التسلق
ماذا يمكن لغبي أن يعمل
في هذا الليل المتأخر
لماذا لا أحاول الكتابة
فهي لاتحتاج إلى سلالم
حرفة مناسبة لعاطل مزمن
بهذا المنطق العبيط
سحبت ورقاً من ظرفٍ أمامي
القلم يشبه جندياً اسبارطياً
قلّبت الأمر
هل أكتب عن الحرب المعلنة ؟
أم عن الهزائم المنسية ؟
قبل السطر الأخير
وعلى مرأى من الجِد والمواجع
أدركت كم تبدو الفكرة رخوة
إذاً الشعر نافذة الغياب
وجدار المضبطر
قفزة مباغتة فقط
الوقت ينبح في الخارج
وحيداً كمياه الينابيع
الأصابع تركض في البر
السيول تترقب المطر
لتمضي معه إلى البحر
وأنا كعِجل صغير يحرك ذيله بتعجب
وينصت لما يجري بانبهار
سريعاً تغيم المسالك وتقفر الروح هكذا
عدت منهكاً....
أنظر إلى القلم بإشفاق
وألقيت بالورق
ها أنا أحمق في السقف
خشب الصالة سبع لاغير
خمسة أبواب بالتمام كفروج البهائم
عداد الكهرباء مثبت على الجدار
تذكرت حين أعطاني أحدهم
كرتاً به ألقاب وأرقام
دونت له في المقابل رقم العداد
شخص مهم ولامع
كان لابد أن أتصرف معه بلياقة
على كل حال المطبخ هناك في الجهة المائلة
أيها الصديق لا أحب مفاجاتك المغرية
أمضي إلى الداخل لرصد الحالة عن قرب
أتحسس في الركن
كيس الدقيق لايزال مكابراً .. رغم الغارات
كومة صغيرة من البطاطا
إلى جوارها بعض البصل
الغاز واحدة.. الأخرى فارغة
الحليب.. نهاية الشهر سأشتري علبة كاملة
الموقف لابأس
بالإمكان أن أنام الان.

 

شاعر يمني *

من مجموعة ( أشياء لاتخصكم ) 2004م.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي