حشود لبنانية في ساحات المدن ردا على مظاهرة لأنصار عون

2019-11-04

بيروت - سعد الياس - «‏عدنا إلى المربّع الأول مع كلام شعبوي فارغ يعود إلى ثلاثين عاماً مضت»، تغريدة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط اختصرت ردود الفعل على كلام رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي اعتلى منبر تظاهرة التيار إلى طريق بيت الشعب في بعبدا، دعماً لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مواجهة الدعوات لتنحّيه بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، انطلاقاً من شعار «كلّن يعني كلّن».

ونظّم التيار البرتقالي «مسيرة أهل الوفاء» إلى بعبدا دعماً لرئيس الجمهورية في سياق مبارزة بين الساحات، وخصوصاً أن تظاهرة التيار تزامنت مع عودة الروح بقوة وكثافة عالية أمس إلى الانتفاضة الشعبية تحت عنوان «وحدة الساحات»، بعدما شعر المحتجون أن أهل الحكم التقطوا أنفاسهم وبدأوا بتمييع مطالب الانتفاضة من خلال تأخير استشارات التكليف لتسمية رئيس الحكومة المكلف بالتأليف بانتظار التوافق المسبق على التشكيلة وشكلها والإصرار على توزير رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل.

شملت بيروت وزحلة والنبطية وطرابلس… وجنبلاط يرد على باسيل: كلامك شعبوي وفارغ

وفي المقابل، نزل التيار العوني بقوة على الأرض، وتحدث باسيل أمام العونيين، ومما جاء في كلامه مشبهاً نفسه بـ«الآدمي»: «ليس عدلاً أننا نظلم مرتين، مرة من رموز الفساد، ومرة من ضحايا الفساد. نحن من 90 إلى 2005 نفونا وعزلونا واضطهدونا وعملوا كل سياسات الهدر والنهب والفساد… ماذا يريد الفاسد أحسن من ان يتساوى بالآدمي؟ … لهذا يجب ان يكون شعار «كلن يعني كلن» للمساءلة وليس للظلم.
ودعا إلى تطوير النظام من خلال الدستور، و«من خلال إنشاء مجلس شيوخ تكون لديه الصلاحيات الكيانية والميثاقية، ونطبق اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة التي تسهّل حياة اللبنانيين وتنمي مناطقهم». وختم باسيل متوجهاً لأمه: «أعتذر منك إذ بسببي طالك الأذى وانت لا ذنب لك…».


وكان لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلمة مقتضبة خاطب فيها المشاركين عبر شاشات كبيرة مباشرة من قصر بعبدا، وأبرز ما جاء فيها «لقد كثرت الساحات، وثار الشعب الذي يعيش عوزاً، وحقوقه مفقودة، وفقد ثقته بدولته، وهنا تكمن المشكلة التي يجب حلّها عبر إعادة ثقة الشعب بدولته. كثرت الساحات التي لا يجب أن تكون ساحة ضد أخرى، وتظاهرة ضد أخرى. وأنا أدعو الجميع إلى الاتحاد لأن الساحات الجديدة يلزمها الدعم والجهاد». وختم بقوله «أنا أيضاً أحبكم، أحبّكم كلكن يعني كلكن».
ولم يتقبّل المتظاهرون الذين غصت بهم ساحات رياض الصلح والشهداء وصيدا وكفررمان وزحلة وطرابلس وبعلبك بإيجابية لا كلام رئيس الجمهورية ولا كلام الوزير باسيل، بل وجّهوا انتقادات لمسيرة التيار البرتقالي بالشكل وبالمضمون، مشيرين إلى أن مناصري التيار لم يحملوا العلم اللبناني فقط بل حملوا أعلام التيار الحزبية وهتفوا للزعيم بدل الهتاف للوطن، وبدت مسيرتهم طائفية لأنها شملت لوناً واحداً خلاف الذين نزلوا إلى الساحات من كل الألوان والطوائف.
ورأى أحد المتظاهرين من كفر رمان في تظاهرة التيار «نوعاً من المزايدة على الحراك»، وانتقد ما أسماه «تيار البواخر الذي هو نفسه في الحكم منذ سنوات».
وسُمع المتظاهرون في كفررمان وهم يردّدون شعار «عن هالكرسي زيح زيح بحق محمد والمسيح». وقالت متظاهرة من ساحة الشهداء «كان أحبّ علينا أن يكون رئيس الجمهورية لكل اللبنانيين وليس لفئة كما ظهر اليوم «. وأضافت «سمعناه يخاطب مناصريه مباشرة «يا شعب لبنان العظيم ونحن ماذا؟ وإذا أراد أن يخاطبنا يطل علينا برسالة مسجلة وممنتجة ويخاطبنا أيها اللبنانيون!».


واستهجن متظاهر من ساحة رياض الصلح ما شاهده على طريق قصر بعبدا وقال «يتهمّوننا بتمويل من السفارات فمن موّل تظاهرة بعبدا؟ يدعوننا إلى الحوار في بعبدا ولكن ليتواضعوا وينزلوا إلينا؟ نحن لبنان الحقيقي غير الطائفي». واستغرب شارات التيار البرتقالي ضد الفساد سائلاً «إذا كنتم ضد الفساد من مع الفساد اذاً ؟!».
وقالت إحداهن «لو كان الرئيس عون بيّ الكل لما سمح فقط لتظاهرة التيار العوني بالحضور إلى طريق القصر!»، واستغربت كلام الوزير باسيل عن محاربة الفساد قائلة «باسيل أكبر فاسد».
إلى ذلك، انتقد البعض استقدام جرس كنيسة من بلدة داريا الكسروانية إلى تظاهرة بعبدا ما تسبّب بتشنج داخل البلدة، وإلى استغراب السلطة الكنسية استخدام رمزية دينية في مناسبات سياسية، على الرغم من أن هذا الجرس ليس الجرس الأساسي لكنيسة البلدة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي