تفقد وزنك سريعاً ثم تُصاب بمضاعفات خطيرة.. 

أسباب علمية ستجعلك تبتعد عن نظام الكيتو للتخسيس

2019-10-31

هذا النوع من الحميات استعانوا منذ عام ١٩٢٠ لعلاج الأطفال المصابين بالصرع مما يخفف من حصول النوباتعلياء كيوان


انتشرت حمية الكيتو أو نظام الكيتو الغذائي في الآونة الأخيرة بين أوساط الناس وخصوصاً على قنوات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بل إنها أصبحت تحمل وسام الحل السحري لخسارة الوزن بشكل سريع، بالإضافة إلى الشفاء الموعود لكثير من الأمراض ابتداءً من العقم ووصولاً إلى السرطان. وبما إن لكل دعاية رواداً فهناك مسوقون مهرة يعرفون جيداً طريقة استقطاب المستهلك المتعلق بقشة دون النظر أو الاهتمام بطبيعة الحالة التي تستطيع استخدام هذه الحمية أو إلى المضاعفات الصحية الناتجة عن الاستخدام العشوائي على المدى الطويل.

معنى حمية الكيتو أو نظام الكيتو الغذائي

حمية الكيتو هي عبارة عن نظام غذائي يعتمد على تقليل نسبة استهلاك الكربوهيدرات (السكريات) إلى ٥ -١٠٪ في اليوم، أي ما يعادل نصف حبة فواكه، وبالتالي قطع تناول كل أنواع الحبوب والبقوليات، وكذلك يستند على أغذية عالية الدهون والبروتين، وبالأرقام فإن حمية الكيتو تتكون من ٧٠٪ دهون، ٢٠٪ بروتين و١٠ كربوهيدرات.

حمية الكيتو هي عبارة عن نظام غذائي يعتمد على تقليل نسبة استهلاك الكربوهيدرات

أي من ينتظم في حمية الكيتو عادة سيكون غذاؤه غنياً بالسمك الدهني والبيض والألبان والزبدة والزيوت والمكسرات والبذور والخضراوات والفواكه لكن قليلة الكربوهيدرات والألياف.

وذلك من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم بشكل ملحوظ، مما يستدعي الجسم إلى اللجوء لاستخدام الدهون المخزنة في الجسم كمصدر للطاقة وهي ما تعرف بعملية Ketosis وبالتالي سترتفع نسبة الأجسام الكيتونية في الدم وكذلك سيؤدي تدريجياً إلى انخفاض وزن الشخص إلى عشرة باوند تقريباً في غضون أسابيع.

ومن الجدير بالذكر إن هذا النوع من الحميات قد تمت الاستعانة به منذ عام ١٩٢٠ لعلاج الأطفال المصابين بالصرع مما يخفف من حصول النوبات وكذلك تم استخدامه لمرضى الزهايمر وباركنسون وهناك بعض الدراسات التي ناقشت فعاليته في علاج السكري نوع ٢ والبدانة ولكن تحت إشراف طبي.

الأجسام الكيتونية في الدم


البعض قد يتخيل بسعادة إن بدء عملية حرق الدهون بسبب إيقافه تناول السكريات ستأتي على كل خلية تخزن الدهون، ويهمل ما قد يشعر به من أعراض مصاحبة، ولكن لا بد أن تعرف أن دخولك في مرحلة حرق الدهون سيؤدي كذلك إلى استخدام الدهون المخزنة في العضلات مما سيؤدي إلى تقلص في البنية العضلية والذي يؤدي إلى الشعور بالتعب وحالة الإجهاد العام، ولا بد أن أضيف هنا كذلك ما سيترتب على الحالة البيولوجية التي ستعاني منها الخلايا بسبب هذا الإجهاد وما يترتب عليه من خلل في الوظائف المرتبطة بعمليات نقص مصادر الطاقة والتجويع والبحث عن بدائل، فلو عدنا إلى تشريح الخلية فستجد إنها أساس تركيبها هو كربوهيدرات – دهون – بروتين، ولذلك فإن النقص الحاد في أي من هذه المكونات سيؤدي إلى خلل عام بالجسم

إن كثافة الترويج لهذا النوع من الحميات على الفضاء الإلكتروني والمصاحبة لقلة الوعي الصحي ستؤدي إلى وقوع الكثيرين في مضاعفات صحية مختلفة، وما كانت ستحصل لو راجع الشخص عيادة طبيب أو استشاري قبل البدء بالحمية بشكل عشوائي، وهنا لا بد أن أشير إلى أن هناك شريحة كبيرة من النساء تلاحق بدون وعي أي معلومة جمالية أو منتج مما يترتب عليه الكثير من المشاكل الصحية. فكثيرون من يشاركون تجربتهم بفقدان الوزن السريع على حسابات السناب شات والإنستغرام ولكن لا يذكرون أو يخفون الأعراض الكثيرة المصاحبة لانخفاض الوزن ولا سيما تلك التي تصاحب ارتفاع نسبة الكيتونات في الجسم على المدى الطويل.

وهذا من شأنه أن يشجع الناس سواء كانوا أصحاء أو مرضى على خوض التجربة ولا بد أن يكون هناك طرف آخر مستفيد من الترند من خلال الترويج لمنتجات مختلفة والتي تحمل اسم كيتون، كالقهوة الكيتونية وغيرها.

أعراض حمية الكيتو
بمجرد البدء في حمية الكيتو فإنه في الأيام الأولى يشعر الشخص بالتعب والإجهاد العام بسبب الانخفاض المفاجئ في مستوى السكر بالجسم، ولا بد من أن أشير إن مصدر الطاقة المحبب إلى الدماغ لكي يقوم بوظائفه على أكمل وجه هوالغلوكوز، وبالتالي النقص الحاد سيجبر الدماغ على أن يختار الأجسام الكيتونية، لكن هذه الأعراض بشكل عام تبقى طبيعية عند استخدام أي نوع حمية ولكن مع طول أمد استخدامها سيظهر العديد من الأعراض والعلامات والتي تنذر بمشاكل صحية في الجسم مثل:

– الإسهال والإمساك: وذلك بسبب نقص الألياف سواء بسبب قطع تناول الخضراوات والفواكه الغنية بالألياف أو الحبوب الكاملة والتي أثبتت العديد من الدراسات على مدى عقود عن أهمية هذا النوع من الغذاء في صحة الجسم وما تحويه من مضادات أكسدة.

 

بمجرد البدء في حمية الكيتو فإنه في الأيام الأولى يشعر الشخص بالتعب والإجهاد العام
– قلة الفعالية البدنية: خصوصاً لمن اعتاد على ممارسة الرياضة فسيشعر أن جسمه فقد الكفاءة وخصوصاً عند الشعور بالتعب السريع وما يعانيه الجسم من إجهاد بسبب تكسير الدهون في الكتل العضلية وارتفاع نسبة الكيتون في الدم.

– زيادة نسبة الكيتون أو ما يعرف ب Ketoacidosis وفعلياً هي عرض يصيب مرضى السكري بسبب نقص السكر الحاد مما يعرضهم إلى الغيبوبة وتصاحبها أعراض أخرى مثل جفاف الفم، التبول المتكرر، التقيؤ وكذلك صعوبة بالتنفس.

وغالباً مريض السكري يحتاج إلى الأنسولين ليضبط نسبة السكر وبالتالي تتحدد عملية الاستقلاب. وارتفاع بنسبة الكيتون بشكل غير طبيعي سيؤدي إلى خلل في عمل هرمون الأنسولين لدى الشخص الطبيعي كذلك مما قد يؤدي إلى احتمالية إصابته بالسكري.


– حصى الكلى والمرارة بسبب انخفاض معدل الأنسولين وزيادة الدهون في الجسم.

– خطورة الإصابة بأمراض القلب بسبب ارتفاع نسبة الدهون في الجسم مثل الكوليسترول والدهون الثلاثية وكذلك بسبب نقص العناصر المهمة لعمل القلب.

– فقر حاد بالعديد من العناصر الغذائية والفيتامينات مثل فيتامين س وب وكذلك المعادن كالحديد والصوديوم والبوتاسيوم المهمة للجسم بسبب إقصاء استخدام البقوليات وبعض الفواكه والخضراوات

– مشاكل في البنكرياس والغدد الصماء في الجسم بسبب انخفاض مستوى الأنسولين.

 

أخيراً


إن نظام الكيتو الغذائي أو حمية الكيتو قد تكون مفيدة لشخص يحتاجها ضمن استشارة طبية ولفترة زمنية محددة وتأخذ في عين الاعتبار كل الظروف الصحية، وبالتالي هي حمية خاصة لا تعمم ومن يعاني من زيادة في الوزن لا بد من يغير نظام حياته الغذائي والذي يضمن الصحة على المدى الطويل.

لذلك لا يوجد هناك حل سحري لمشكلة الوزن وفي غضون أيام، فهذه المشكلة تحتاج الكثير من الجهد والإرادة، فأنت بحاجة إلى الوصول إلى الوزن المثالي لكن بدون تدمير كل عضو بجسمك بسبب التداوي الخاطئ بهذه الحمية، لذلك لا بد لك من تحسين عاداتك الصحية من خلال الطعام الصحي المُنظم والمحتوي على كافة احتياجات جسمك اليومية من العناصر الغذائية، وأن تبتعد عن الوجبات السريعة والكحول والمشروبات الغازية والمصنعة، واشرب كفايتك من الماء وخذ حاجتك من النوم الصحي ومارس الرياضة يومياً، فنظام جسمك البيولوجي يحتاج إلى كل هذا كله ليعود إلى الاتزان وعندها ستحافظ على وزن مثالي طويل الأمد.

وإذا عدنا إلى مئات السنين في التاريخ سنجد إن الفلاحين كانوا يتمتعون بقوة الجسد والجسم النحيل والقوي بسبب أكلهم البقوليات والبطاطا والخضراوات والفواكه، ولكن الطبقة المخملية كانت دوماً تعاني من أمراض كالبدانة والنقرس وأمراض القلب بسبب طبيعة غذائهم المعتمدة على اللحوم والدهون.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي