«رئيس الأحياء الفقيرة» جابه السلطة بالغناء والعمل الخيري والكفاح السياسي

بوبي واين.. برلماني ومغنٍ سياسي أقلق النظام الأوغندي

2019-10-04

المصدر: Ⅶإعداد: فاتن صبح

«حين تتواصل الشدائد، لا بد للأشداء أن يواصلوا، سيما حين يتحول القادة لمضللين، والمعلمين لجلادين، وحين تقابل حرية التعبير بالكبت والقمع». إذا كانت تلك السطور الأولى للأغنية التي أصدرها المغني والنائب في البرلمان الأوغندي بوبي واين، عقب انتخابات 2016، فلا بدّ أن تؤشر على معارض شرس وصل بين الفن والسياسة، وجابه السلطة بالغناء والحملات والعمل الخيري والكفاح السياسي ضمن مسيرة أكسبته وبجدارة لقب «رئيس الأحياء الفقيرة» وخصم الرئيس القوي المتنقل بين حوادث الاعتقال وغرف السجون وساحات الجماهير المعارضة.


قبل أن يذيع صيت بوبي واين كان مجرد موسيقي يدعى روبرت كياغولاني، صبي ترعرع في أحياء أوغندا الفقيرة ربته أم بلا أب وهرب إلى عالم الموسيقى كسبيل للتخلص من الفقر. واحتل بأسلوبه الراقص على وقع الإيقاعات الصاخبة وكلمات الأغاني القوية أثير الموجات الإذاعية ونوادي السهر على امتداد شرق إفريقيا منذ مطلع الألفية الثانية.

اعتاد بوبي الغناء بلغته الأوغندية الأصلية، وأطلق أغنيات عدة تضمنت رسائل قوية تحدّت غالباً غياب العدالة الاجتماعية في البلاد. وجدد كذلك دعوته للمواطنين بـ «الثورة ورفع الصوت» لمواجهة القمع. وجاءت أغنيته بعنوان «سيتوكا» لتحقق نجاحاً جماهيرياً هائلاً بكلامها المحفز «لا تخجلوا من العمل لأجل أوغندا لأنها بلدكم حتى لو لم يكن الرئيس خياركم، قوموا بدوركم لأنه وطنكم».

لقد حمل هذا الكلام المثقل بالوعي السياسي بوبي على خوض غمار لا مناص منه في معترك السياسة، ونجح عام 2017 في اكتساح البرلمان الأوغندي مدعوماً بجملته الشهيرة: «بما أن البرلمان قد عجز عن المجيء إلى الأحياء الفقيرة، وجب علينا إحضار الغيتو للبرلمان».

وأثبت بوبي منذ نجاحه الساحق نيابياً بأنه شوكة في خاصرة نظام الرئيس الأوغندي يوري موسفني، وكان الداعم الأبرز لوصول مشرعين معارضين دونما توقف عن تأليف أغنيات توجه بمعظمها نقداً لاذعاً لفترة حكمه الطويل.

إلا أن تلك الشهرة لم تأت بلا ثمن فحظرت السلطات بث أغنيات بوبي واين في البلاد بما فيها الأشهر بعنوان «حرية» التي يقول فيها: «أنظروا إلى قادتنا وقد أصبحوا مضللين، وإلى مرشدينا وقد صاروا الجلادين، وجنود الحرية وقد تحولوا لديكتاتوريين. إنهم ينظرون إلى الشباب وينعتوننا بالمدمرين».


ولم يكتف واين بذلك بل نشر عبر حسابه على «فيسيوك» يقول إن الوقت قد حان ليحرر موسفني البلاد من قبضته الحديدية، وكتب: «لقد أوضح شعب أوغندا منذ زمن طويل معارضتهم لنظام رئاسي يمتد لمدى الحياة. وهم لا يريدون العبث بالدستور بأي شكل من الأشكال».

واستثمر بوبي قوة نجوميته الموسيقية ومنصبه السياسي لحض الشباب الأوغندي على التحرك بوجه الممارسات السياسية غير الشعبية متمرداً على عدد من التشريعات، سيما الضريبة، على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتعرض المغني السياسي أخيراً لسلسلة من حوادث الاعتقال والتعذيب المزمع أبرزت صورته على الساحة العالمية وأطلقت شرارة التحركات الدولية المعارضة.

وألقي القبض على بوبي في أغسطس الماضي مع عدد من نواب المعارضة عقب أعمال شغب نشبت بين الأحزاب المتنافسة سبقت الانتخابات البرلمانية المحلية. فنشر بوبي على «تويتر» صورة لسائقه قائلاً إنه أصيب بطلقات رصاص أردته في حين أكدت الشرطة تعرض موكب موسفني للاعتداء نتيجة لأعمال العنف.

وأسفر الحادث عن ردود فعل جماهيرية غاضبة نشرت وقائعها عبر منصات التواصل، وانضم الناشطون والمعجبون من طوكيو إلى واشنطن لوسم #الحرية لبوبي واين ونزلوا إلى الشوارع في تظاهرات مطالبة بإطلاق سراحه.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي