رئيس أميركي أفلت من فضيحة وفاز.. واندلعت الحرب الأهلية

2019-10-02

لوحة زيتية تجسد الرئيس جيمس بيوكانانتونس - طه عبد الناصر رمضان - ما بين عامي 1857 و1861، شغل جيمس بيوكانان (James Buchanan) منصب الرئيس الـ15 في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية عقب نجاحه في الانتخابات الرئاسية سنة 1856 كممثل عن الحزب الديمقراطي. وقد عُرفت فترة حكم بيوكانان فشلاً ذريعاً حيث أخفقت جهوده الضئيلة في كبح جموح التوتر المتصاعد بين الشمال والجنوب لتشهد البلاد سنة 1861 اندلاع الحرب الأهلية الأميركية التي استمرت لنحو 4 سنوات وأسفرت عن سقوط 600 ألف قتيل.

صورة للرئيس بيوكانان واقفا بالوسط رفقة وزرائه
ولِد جيمس بيوكانان يوم 23 نيسان/أبريل 1791 لعائلة ثرية بمنطقة غوف غاب (Cove Gap) بولاية بنسلفانيا والتحق بمعهد ديكنسون (Dickinson) التي تخرّج فيها سنة 1809. بدأ بيوكانان حياته السياسية مبكراً، فأصبح سنة 1814، وهو في الـ23 من عمره، ممثلاً عن الحزب الفيدرالي في مجلس نواب ولاية بنسلفانيا قبل أن يُنتخب بعدها بست سنوات فقط كممثل عن هذه الولاية بمجلس النواب الأميركي.

صورة فوتوغرافية للرئيس الأميركي جيمس بيوكانان
وخلال العام 1832، عُيّن جيمس بيوكانان سفيراً لبلاده بروسيا من قبل الرئيس أندرو جاكسون (Andrew Jackson)، وظلّ بهذا المنصب لنحو سنة قبل أن يعود لوطنه ليفوز بمقعد عن الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي. وسنة 1845، خيّر بيوكانان بين الاستقالة والتنازل عن مقعده ليعيّن وزيراً للخارجية من قبل الرئيس جيمس بولك (James K. Polk). بحلول 1853، عُيّن بيوكانان سفيراً أميركيا بلندن قبل أن يحصل على أهم فرصة بحياته عقب اختياره مرشحاً عن الحزب الديمقراطي للسباق الرئاسي سنة 1856.
وفي خضم هذه الأحداث، عرفت الولايات المتحدة الأميركية خلال تلك الفترة مخاضاً عسيراً بسبب أزمة العبودية التي جعلت البلاد منقسمة بين مساندين ومناهضين. وسعياً منه للحفاظ على صورته وكسب مزيد من الأصوات من كلا الطرفين خلال الانتخابات، اتخذ جيمس بيوكانان موقفاً محايداً من مسألة العبودية.

كاريكاتير ساخر حول فشل بيوكانان في التفاوض مع الجنوب حول مسألة العبودية
في هذه الفترة، تميّزت ولاية بنسلفانيا التي ينحدر منها بيوكانان بمواقفها الصارمة المناهضة للعبودية حيث مررت هذه الولاية منذ عام 1780 قانوناً منع امتلاك العبيد لتكون بذلك واحدة من أولى المناطق الأميركية التي ساوت بين الجميع على الرغم من اختلاف لون بشرتهم.

قبيل فترة وجيزة من الانتخابات، عاد جيمس بيوكانان لمسقط رأسه فأصيب بصدمة عند سماعه خبر امتلاك شقيقته المقيمة في فرجينيا لعبيد حيث أقدمت الأخيرة على استعباد سيدة تدعى دافني كوك وابنتها آن على مدار سنوات. كان هذا الخبر قادراً على قلب موازين القوى بالانتخابات وتقليص حظوظ بيوكانان بالنصر في حال انتشاره، حيث كان سيفقد الأخير كل مسانديه من مناهضي العبودية. ولتدارك الأزمة، لجأ جيمس بيوكانان لحل غريب، فعمد لإبرام اتفاق مع شقيقته هارييت (Harriet) المقيمة بفرجينيا لتحرير دافني كوك وابنتها البالغة من العمر 5 سنوات.

صورة للرئيس الأميركي أندرو جاكسون

واستغل بيوكانان كونه رجلاً وحيداً مقيماً بمفرده وحاجته الماسة لخادمة بمنزله لمساعدة معينته المنزلية إيستير باركر (Esther Parker) التي عملت لصالحه 34 عاما لإنهاء قضية عبيد شقيقته. وبدل تحريرهم بشكل تام، فضّل بيوكانان الحصول على خدمات دافني وابنتها لجعلهما خدماً بمنزله فعمد لإبرام اتفاقية اشترى بموجبها دانفي وآن من عند شقيقته. وبناءً على الاتفاق قبلت دافني، البالغة من العمر حينها 22 سنة، بالعمل بمنزل بيوكانان لمدة 7 سنوات بينما أجبرت ابنتها آن على خدمته 23 سنة.

وبفضل ذلك، تجاوز جيمس بيوكانان أزمة كادت أن تعصف بحملته الانتخابية فحقق نصراً بانتخابات عام 1856 على المرشح الجمهوري جون فريمونت (John C. Frémont) ليكون بذلك الرئيس الـ15 بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وليفشل طيلة فترة ولايته في حل أزمة العبودية ومنع اندلاع الحرب الأهلية. ونقل بعض المؤرخين تقارير عن تعاطف بيوكانان مع العبيد فأكدوا على قيام الأخير بشراء عبيد من واشنطن من ماله الخاص لتحريرهم ببنسلفانيا.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي