
القدس المحتلة- شن جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون، السبت 8 نوفمبر 2025، موجة اعتداءات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن إصابة 17 فلسطينيا ومتضامنا، وإضرام النيران في منزل، وتقطيع أشجار زيتون.
وتركزت الاعتداءات في قريتي أبو فلاح ودير جرير شمال شرق رام الله (وسط)، وبلدات بيتا وبيت دجن وبورين جنوب نابلس (شمال)، وبلدة يطا جنوب الخليل (جنوب).
مهاجمة قاطفي زيتون
وفي بلدة بيتا، هاجم مستوطنون إسرائيليون المشاركين في فعالية لقطف الزيتون بأراضي جبل قماص، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن محمد حمايل نائب رئيس بلدية بيتا.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، أن طواقمها "تعاملت مع 6 مصابين حيث جرى نقلهم للمستشفى"، إثر الهجوم.
وأضافت أن "من بين الإصابات متضامنين أجانب، وطواقم إسعاف، وصحفيين فلسطينيين".
ولاحقًا، أفادت وزارة الصحة في بيان، بأن الطواقم الطبية في مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس، تعاملت مع 11 إصابة جراء الاعتداء بالضرب من قبل قوات إسرائيلية ومستوطنين في بلدة بيتا، وصفت حالتهم بالمستقرة.
وعادة ما يضطر مواطنون لاستخدام مركبات خاصة لنقل مصابين إلى المستشفى، في حال انشغال مركبات الإسعاف.
وفي قرية بورين المجاورة، أصيب فلسطيني و4 متضامنين أجانب، إثر اعتداء مستوطنين إسرائيليين عليهم ضربًا، خلال قطف الزيتون شرقي القرية، وفق بيان الهلال الأحمر الفلسطيني.
من جانبها، أشارت وكالة "وفا" الرسمية، أن مستوطنين "هاجموا المواطن بشار عيد، ومتضامنين أجانب خلال قطف الزيتون في المنطقة الشرقية من قرية بورين، الأمر الذي أدى لإصابته بكسور وجروح، كما أصيب أربعة متضامنين أجانب نتيجة استهدافهم بالحجارة والعصي والضرب.
وفي قرية فروش بيت دجن شرق نابلس، اعتدى مستوطنون بالضرب على مزارعين فلسطينيين ومتضامنين أثناء عملهم في أراضي القرية، دون التبليغ عن إصابات، وفق ما ذكرت منظمة البيدر الحقوقية في بيان.
إحراق منزل
وسبق ذلك بساعات، إضرام مستوطنين إسرائيليين النار في منزل فلسطيني في قرية أبو فلاح في رام الله دون وقوع إصابات.
وقال صاحب المنزل باسل محمد حمايل للأناضول، إن مستوطنين إسرائيليين أشعلوا النار في منزله بينما كان معظم أفراد العائلة نائمين، قبل أن يفروا مسرعين من المكان.
وأضاف أن معطيات حصل عليها من سكان القرية أفادت بمشاهدة نحو "20 مستوطنا في محيط المنزل" لحظة الاعتداء، مشيرا إلى أن زوجته شاهدت أيضا 4 منهم يقفزون عن سور المنزل أثناء فرارهم.
وبيّن حمايل أن أفراد العائلة استيقظوا على "صوت انفجار ورائحة دخان تنبعث في المكان".
وأشار إلى أنهم تمكنوا من النجاة بأرواحهم عبر مغادرة المنزل من مدخل آخر، لافتا إلى سرعة انتشار النيران.
وتابع: "لولا مشيئة الله ثم وجود مدخل آخر للمنزل، لتكررت معنا حادثة حريق عائلة دوابشة".
وفي 2015، قُتل الرضيع الفلسطيني علي دوابشة ووالده سعد ووالدته ريهام، وأصيب شقيقه أحمد بحروق بالغة، بعد أن ألقى مستوطن إسرائيلي مواد شديدة الاشتعال على منزلهم في بلدة دوما جنوب نابلس.
ولفت حمايل إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم منزله لاحقا في محاولة لإبعاد تهمة إشعال النيران عن المستوطنين، مضيفا أن "كل الوقائع تُثبت أنهم هم الفاعلون".
قطع أشجار زيتون
وفي قرية دير جرير شرق رام الله، قطع مستوطنون، عددًا من أشجار الزيتون، بحسب ما ذكرت الوكالة الفلسطينية.
وبينت الوكالة أن مستوطنين دهموا أرض المزارع عبد الكريم عجاج، وقاموا بقطع نحو عشرين شجرة زيتون مثمرة.
وصباح السبت، أصيب فلسطيني بجروح ورضوض، إثر اعتداء الجيش الإسرائيلي عليه بالضرب، في بلدة يطا جنوب الخليل، وفق الوكالة.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية الحكومية، ارتكب الجيش الإسرائيلي ومستوطنون 766 اعتداء ضد المواطنين وممتلكاتهم ومصادر رزقهم في الضفة الغربية خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضافت الهيئة أن الاعتداءات راوحت بين "الاعتداء الجسدي العنيف، وحملات الاعتقالات، وتقييد الحركة، والتخويف والترهيب بكافة أشكاله، وإحراق منازل ومركبات، وإطلاق النار".
وتندرج هذه الاعتداءات ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة من الجيش والمستوطنين بالتزامن مع بدء حرب الإبادة الإسرائيلية بغزة في 8 أكتوبر 2023.
وأسفرت تلك الاعتداءات في الضفة عن مقتل 1068 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف فلسطيني بينهم 1600 طفل.
فيما خلفت الإبادة الإسرائيلية التي استمرت عامين في غزة، وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، أكثر من 69 ألف قتيل وما يزيد على 170 ألف جريح.