
يحذر خبراء الصحة من تنامي الاعتماد على تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي في الحصول على المعلومات والإجابات على الأسئلة، دون وعي وبحث حقيقي في المصادر المعروفة، خشية تدهور قد يصيب الجهاز العقلي للإنسان، وهو يشبه إلى حدٍّ كبير تدهور الإدراك العقلي، الذي يؤدي تالياً إلى الإصابة بمرض الزهايمر، بحسب زهرة الخليج.
ويعتقد باحثون، من جامعة أكسفورد وكلية لندن، أن الاندماج التام مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستغناء عن مصادر المعرفة الأخرى، يؤديان إلى تشويش أفكار وعقل المستخدمين؛ نتيجة المعلومات المضللة، ويُحدث لديهم شعوراً بالتشويش النفسي كذلك.
وقد تزداد نسبة المصابين المحتملين بتدهور الإدراك العقلي؛ إذا نجحت نتائج الذكاء الاصطناعي غير الصحيحة في إقناع الشخص بتعزيز أي معتقدات وهمية، قد تكون لدى المريض، خاصة أن معلومات الذكاء الاصطناعي التي يقدمها على شكل إجابات، لا يُشترَط أن تكون حقيقية أو صادقة.
ونقل موقع «Healthday»، المعني بالصحة، أن الميل للاعتقاد بأن معلومات الذكاء الاصطناعي صحيحة 100%، يؤدي تالياً إلى الاعتقاد بأن كل نصيحة أو معلومة، مهما كانت خاطئة، مصدقة من قبل مستخدمي الذكاء الاصطناعي، ما يسهل تالياً السيطرة عليهم، وتصديق ما يجدونه من معلومات، الأمر الذي يُظهر حالات مثيرة للقلق.
وأشار الموقع الصحي إلى وجود 17 حالة شخصت إصابتها بالذهان ومرض الأعصاب، بعد تفاعلها غير المحدود مع منصات الذكاء الاصطناعي، خلال النصف الأول من العام الحالي في الولايات المتحدة الأميركية.
ومرض الذهان مصطلح في الطب النفسي للحالات العقلية، التي يحدث فيها خلل ضمن إحدى مكونات عملية التفكير المنطقي والإدراك الحسي، كما أن الأشخاص الذين يعانون الذهان قد يتعرضون لنوبات هلوسة، وتعلّق بمعتقدات توهّمية، وقد يمرون بحالات من تغير الشخصية.
وبينت مجلة «نايتشر» العلمية أن مستخدمي الذكاء الاصطناعي من المصابين بالأمراض، خاصة العصبية، معرضون لتدهور حالاتهم في حال كان مصدر معلوماتهم الوحيد هو الذكاء الاصطناعي، خاصة أن منصات الدردشة يبدو أنها تشجع الأشخاص الذين يتحدثون معها عن الانتحار على الإقدام عليه!
ويخشى الأطباء عادة على الأشخاص الذين يعانون الذهان؛ كونهم قد يتعرضون لنوبات هلوسة، وقد يمرون بحالات من تغير الشخصية مع مظاهر تفكير مفكك، حيث تترافق هذه الحالات غالباً مع انعدام رؤية الطبيعة الاعتيادية لهذه التصرفات، وصعوبات في التفاعل الاجتماعي مع الأشخاص الآخرين، وخلل في أداء المهام اليومية. لذلك كثيراً ما توصف هذه الحالات بأنها تدخل في نطاق فقدان الاتصال مع الواقع.