لماذا يتشارك الأزواج في الأمراض النفسية؟ دراسة تكشف السر

كشفت دراسة واسعة النطاق أن الأزواج أكثر عرضة لمشاركة نفس التشخيصات النفسية مقارنة بارتباطهم بأشخاص لا يعانون من تلك الاضطرابات، ما يفتح بابًا جديدًا لفهم العلاقة بين الصحة النفسية والاختيارات العاطفية، بحسب الرجل.

الدراسة المنشورة في مجلة The Conversation، والتي اعتمدت على بيانات التأمين الصحي لأكثر من ستة ملايين زوج حول العالم، شملت خمسة ملايين زوج من تايوان، و571,534 زوجًا من الدنمارك، و707,263 زوجًا من السويد. 

وجرى تحليل تسعة اضطرابات نفسية من بينها: الاكتئاب، القلق، اضطرابات ثنائية القطب، فقدان الشهية العصبي، اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، التوحّد، الوسواس القهري، والفصام.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب نفسي لديهم احتمال أكبر للزواج من شريك يعاني من التشخيص نفسه أو من اضطراب مشابه، مقارنةً بالارتباط بشريك لا يعاني من أي تشخيص نفسي.

ورغم قوة النتائج، أشار الباحثون إلى بعض القيود، أبرزها عدم تحديد توقيت العلاقة والتشخيص، ما قد يعني أن بعض الحالات شُخِّصت بعد الزواج. كما أن وجود طبيب عائلة واحد للطرفين قد يساهم في التشخيص المتشابه، إضافة إلى أن الدراسة ذات طبيعة ملاحظة وليست تفسيرية للأسباب المباشرة.

لماذا يتشارك الأزواج الاضطرابات النفسية؟

قدّم الباحثون عدة تفسيرات نفسية لهذه الظاهرة:

الاختيار المتشابه (Assortative mating): يميل الأشخاص لاختيار شركاء يشبهونهم في القيم والسلوكيات، بما في ذلك السمات المرتبطة بالاضطرابات النفسية.

القرب المكاني (Proximity): من يعانون اضطرابات متشابهة قد يلتقون في بيئات مشتركة، مثل مراكز العلاج أو أماكن اجتماعية معينة.

نظرية التعلق (Attachment theory): أنماط التعلق المبكر بالوالدين تؤثر لاحقًا في اختيارات الشريك، مثل ارتباط القلق بالاكتئاب وثنائية القطب.

نظرية الهوية الاجتماعية (Social identity theory): الانتماء لمجموعة تواجه تحديات متشابهة يعزز الشعور بالفهم والدعم المتبادل.

يشير الباحثون إلى أن الدراسة توضح وجود تشابه في التشخيصات بين الأزواج، لكنها لا تقدم تقييمًا مباشرًا لجودة أو مدة العلاقات. ومع ذلك، فإن مشاركة التجارب النفسية قد تسهم في تعزيز القرب العاطفي والتفاهم، إذ إن وجود شريك يتفهم المعاناة ذاتها يوفر دعمًا لا يمكن الحصول عليه من شخص لم يختبر تلك الصعوبات.