
أظهرت دراسة نُشرت في Journal of Research in Personality أن العلاقة بين سمات الشخصية والرضا عن العلاقات تختلف بشكل واضح بين الرجال والنساء، بحسب الرجل.
وبيّنت نتائج الدراسة أنّ سمة الانبساطية لدى الرجال ترتبط بزيادة احتمالية وجود علاقة عاطفية مستقرة، كما تعزز شعورهم بالرضا الأسري، في حين أن هذا التأثير كان أقل وضوحًا لدى النساء.
أما سمة التوافق، التي تعكس اللطف والتعاون، فقد ارتبطت بشكل أقوى برضا النساء عن علاقاتهن الأسرية مقارنة بالرجال، ما يشير إلى اختلافات جوهرية في كيفية تأثير الشخصية على التجربة العاطفية بين الجنسين.
وفيما يتعلق بسمة العصابية، التي تعبّر عن عدم الاستقرار العاطفي، فقد ارتبطت بانخفاض فرص الارتباط لدى الرجال، بينما كانت مرتبطة بزيادة احتمالية الارتباط لدى النساء، رغم تأثيرها السلبي لاحقًا على مستوى الرضا العاطفي داخل العلاقة.
تأثير الشخصية على العلاقات العاطفية والاجتماعية
واعتمد باحثو الدراسة على نموذج السمات الخمس الكبرى في تحليل الشخصية، وهو أحد أكثر النماذج شيوعًا في علم النفس.
ويشمل النموذج 5 سمات رئيسية:
- الانفتاح: الفضول والخيال وحب التجديد
- الضمير الحي: التنظيم والمسؤولية والانضباط
- الانبساطية: الاجتماعية والطاقة والانفتاح على الآخرين
- التوافق: التعاطف واللطف والتعاون
- العصابية: القلق والتقلبات العاطفية والانفعال
وقد استخدم المشاركون مقياس Mini-IPIP المكون من 20 بندًا لتقييم شخصياتهم، إلى جانب أدوات لقياس الرضا عن العلاقات العاطفية والأسرية والصداقة، مثل مقياس الوحدة الاجتماعية والعاطفية للبالغين.
الفرق بين تأثير الشخصية على العلاقات عند الرجال والنساء
وأظهرت نتائج الدراسة أن تأثير سمات الشخصية على العلاقات يختلف باختلاف الجنس، خاصة في مرحلة تكوين العلاقة.
وبينما كانت الانبساطية مؤشرًا قويًا على وجود علاقة مستقرة لدى الرجال، لم يكن لها نفس التأثير لدى النساء.
وعلى العكس، كانت العصابية مرتبطة بانخفاض الرضا العاطفي لدى الرجال أكثر من النساء.
وأظهرت الدراسة أن العلاقة بين التوافق والرضا الأسري كانت أقوى لدى النساء، ما يعكس استمرار تأثير الأدوار الاجتماعية المرتبطة بالجنس حتى في مجتمعات تُعد من الأكثر مساواة مثل السويد والدنمارك وأستراليا.
ورغم أن البيانات اعتمدت على تقارير ذاتية، ما يفتح المجال لاحتمال وجود تحيّز في الإجابات، فإن النتائج تُعد مؤشرًا مهمًا على كيفية تفاعل الشخصية والجنس في تشكيل تجارب العلاقات الإنسانية.