
واشنطن- ضاق أوسكار غارسيا سانتايلا، وهو صاحب مطعم في تكساس، ذرعا بعمليات الدهم الواسعة التي تنفذها شرطة الهجرة، بعد أن تسبب ذلك في تخوف موظفة لديه من الحضور الى العمل ولزوم زبائنه بيوتهم.
واعتمد الرئيس دونالد ترامب إجراءات متشددة حيال الهجرة غير النظامية باتت حجر زاوية سياسته. وتحظى هذه الخطوات بتأييد واسع لدى العديد من السكان في هذه الولاية المحافظة الواقعة في جنوب الولايات المتحدة.
يملك أوسكار غارسيا سانتايلا (54 عاما) المتحدر من المكسيك، سلسلة مطاعم في تكساس. ويُقدم مطعمه "لوس بريموس" الواقع في هيوستن، التاكو والكاسادييا، وهي أطباق شائعة في المدينة ومناطق أميركية أخرى.
ويمثّل المتحدرون من أميركا اللاتينية 40 بالمئة من سكان هذه الولاية، بحسب آخر إحصاء رسمي. وتساهم نشاطاتهم في دعم الاقتصاد على نحو كبير.
منذ عودة ترامب الى السلطة في كانون الثاني/يناير، كثّفت شرطة الهجرة الفدرالية عمليات توقيف المهاجرين غير النظاميين في مختلف أنحاء البلاد، ودهمت قبل شهر مجمعا سكنيا بالقرب من مطعم غارسيا سانتايلا.
وأوضح أن المداهمات استمرت أسبوعا، مضيفا "خلال هذا الأسبوع والأسبوع الذي تلاه، لم نبع شيئا. كان الأمر سيئا للغاية لأن الناس كانوا خائفين".
واوضح "اتصلت بنا موظفة... لتبلغنا بأنها لا تستطيع القدوم الى العمل لأن شرطة الهجرة جاءت واقتادت أحد أبناء عمها. هذا يؤثر علينا بشكل مباشر".
- "مهاجرون موثوق بهم" -
واشار صاحب المطعم الى ان هذا الوضع منتشر على نطاق واسع.
وأضاف "هذا يؤثر علينا في سائر أنحاء الولايات المتحدة. لديّ أصدقاء في مدن عدة يملكون مطاعم، وأتحدث معهم"، مقدّرا أن إيراداته انخفضت بنسبة 40%.
واشارت جمعية مطاعم تكساس إلى أن 23% منها خسرت موظفين في الربع الثاني، بينما أكدت 21% منها أنها تلقت طلبات توظيف أقل، وفقدت 16% منها زبائنها.
في عام 2022، كان يعيش في الولايات المتحدة ما لا يقل عن 11 مليون مهاجر يُعتبرون بدون وثائق، بحسب الإحصاءات الرسمية. وتقدر منظمة "معهد سياسات الهجرة" غير الحكومية أن عددهم يناهز حاليا 14 مليونا.
دفع المهاجرون غير النظاميين نحو 97 مليار دولار من الضرائب خلال العام 2022، بحسب منظمة "أميركيون من أجل العدالة الضريبية".
وأكدت المتحدثة باسم جمعية مطاعم تكساس كيلسي إريكسون ستروفيرت "نحن أكبر جهة توظيف خاصة" في الولاية التي تشهد نموا صناعيا وعقاريا سريعا.
وأضافت "نفتقر إلى الموظفين في المطاعم والمزارع ومصانع تعليب اللحوم، وفي سلسلة الغذاء بأكملها. والنتيجة هي أن الأميركيين يدفعون أغلى بكثير ثمن طعامهم".
وانضمت جمعية المطاعم إلى ممثلي القطاع الآخرين لمطالبة ترامب "بتطبيق ما اقترحه بالضبط، أي إصدار تصاريح عمل موقتة للمهاجرين الموجودين منذ زمن طويل والموثوق بهم"، بحسب المتحدثة.
وأضافت "نحن لا نتحدث عن عفو أو (منح صفة) مواطنة، بل عن امكانية شغل وظيفة شاغرة ودفع ضرائب، والامتثال للقانون".
ويشيد غارسيا سانتايلا بنزاهة العمال المهاجرين موضحا "أضمن أن 95% من الاشخاص الذين قابلتهم في قطاع المطاعم محترمون ومجتهدون، وموثوقون"، مشيرا إلى أنهم لا يغادرون منازلهم سوى للذهاب الى العمل.