
الخرطوم- أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان، الاثنين 17 نوفمبر 2025، بأن مزيدا من النازحين الفارين من مدينة الفاشر يصلون "كل ساعة" إلى مدينة "الدبة" بالولاية الشمالية.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت "قوات الدعم السريع" على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور (جنوب غرب)، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية.
وقالت المفوضية الأممية، عبر منصة "فيسبوك" الأمريكية: "آلاف العائلات تهرب من العنف في الفاشر وتصل إلى الدبة بالولاية الشمالية منهكة ومتأثرة نفسيا".
وأضافت أن "المزيد من العائلات تصل كل ساعة، وهناك حاجة عاجلة لدعم هذه الجهود (الإغاثة) لضمان وصول المساعدات والوقوف إلى جانب العائلات الفارّة".
وتابعت أنها وشركاءها على الأرض يباشرون تركيب خيام ضخمة، وتوزيع خيام وحقائب إغاثة على العائلات النازحة، وتقديم خدمات الحماية الأساسية.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء حرب دامية مستمرة بين الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل/ نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
كما قالت المفوضية الأممية، عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية، الاثنين: "يستمرّ الصراع في السودان في اقتلاع حياة الناس من جذورها. في (إقليم) دارفور (غرب) تهرب العائلات يوميا وسط اشتباكات دامية".
وأردفت أنها "تقدّم مساعدات طارئة (للنازحين من الفاشر" في (منطقة) طويلة بولاية شمال دارفور (...) لكن حجم الأزمة يتفاقم والدعم العاجل مطلوب".
والخميس، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن إجمالي عدد النازحين من الفاشر والقرى المحيطة بها تخطى 99 ألفا منذ 26 أكتوبر الماضي.
وفي 29 أكتوبر الماضي، أقر قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي) بحدوث ما سماها "تجاوزات" من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
وبالإضافة إلى غربي السودان، تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) منذ أيام، اشتباكات ضارية بين الجيش و"قوات الدعم السريع"، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
وتحتل "الدعم السريع" كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان البالغة أكثر من مليون و800 ألف كيلو متر مربع، غير أن غالبية السودانيين البالغ عددهم 50 مليونا يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.
وتتصاعد تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للسودان، الذي سبق وأن انفصل جنوبه عام 2011.