
يحتفل بيت الشعر العربي بالقاهرة مساء اليوم (الأحد) بمرور خمسين عاماً على رحيل الشاعر على قنديل، أحد أبرز جيل شعراء السبعينات في مصر، بحسب الشرق الأوسط.
ولد قنديل في 54 أبريل (نيسان) 1953 بقرية الخادمية، بمحافظة كفر الشيخ بوسط الدلتا، وتفرَّد بين أقرانه الشعراء بتلمُّسه المبكر خصائص الرؤية الشعرية الجديدة، لكن القدر لم يمهله ليكمل التجربة، فقد توفّي عن عمر يناهز اثنين عشرين عاماً، بعد أن صدمته سيارة طائشة، في 17 يوليو (تموز) 1975، أمام قصر الثقافة بالمحافظة، وكان طالباً متفوقاً بالسنة الثالثة في كلّيّة طبّ قصر العيني بجامعة القاهرة.
يُعدّ علي قنديل أحد روّاد قصيدة النثر، وقد ترك ديواناً وحيداً، هو «كائنات علي قنديل الطالعة»، كتب مقدِّمته الشاعر محمد عفيفي مطر، وصدرت طبعته الأولى عقب وفاته مباشرةً، وطُبِع، بعد ذلك مرّات عدّة.
تمتع قنديل بطاقة مدهشة بخاصة في استلهام التراث بحدوساته المعرفية المتنوعة واستثمارها إبداعياً، بشكل شديد الوعي كما يتجلى في نصوص التصوُّف الإسلامي، وذلك عبر أنساق جمالية ودلالات لافتة، استخدم في نسيجها ألفاظاً وتراكيب لغوية، ورؤى مشرّبة بروح هذا التراث، وأولى اهتماماً خاصاً بالأسطورة والتاريخ المصري القديم، وصور صدمته المباغتة بالمدينة وما تخلفه من شعور بالاختناق والاغتراب في قصيته الرائعة «القاهرة»... يدير الأمسية الشاعر عيد عبد الحليم، ويشارك فيها الشعراء: عماد غزالي، هدى حسين، مصطفى عبادة، كريم عبد السلام، محمد رياض، ويتحدث عن على قنديل صديقه ورفيق دربة الشاعر جمال القصاص... ومن قصائده نقرأ:
«تأتي لكلّ قارئ قراءة
وكلّ مبصر تأتيه شمعةٌ مضاءة
ومن أباح الحبّ... ملكه السماء
ومن تطهَّرَ قلبه بالدمع... أشعل الفضاء».
***
«لا أفق يبصرني
لا سماء
مزروعة خطاي في تهدُّج الرثاء
غداً، تشقّني الرياح رافداً للدمع
خفق اللهيب بعضي،
وبعضي الغريب».
***
«أنا الشعر
والشعر ياقوتتي الأنثوية.
هل الكون يعلم أني أغنّي لآخر ما
بعثرته جياد البرّيّة؟».