
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Personality and Social Psychology Bulletin أن التفضيلات العاطفية أو ما يُعرف بـ"النوع العاطفي" ليست مجرد انعكاس ثابت لذوق الفرد، بل يمكن إعادة تشكيلها بشكل تجريبي بما يغير طريقة رؤية الأشخاص لشركائهم ولمن حولهم، بحسب الرجل.
الاختيار العاطفي للرجل والمرأة
قاد الباحثان أريانا دا سيلفا فروست وبول إيستوِك تجربتين واسعتين على أفراد منجذبين للرجال ويعيشون علاقات قائمة. استخدم الفريق لعبة تفاعلية أطلقوا عليها اسم DateFest، حيث عُرضت على المشاركين صور لأشخاص افتراضيين وطلب منهم اختيار الدخول في "موعد" من عدمه.
في التجربة الأولى، اخترع الباحثون سمة أطلقوا عليها اسم "Reditry" لتمثل ملامح الشباب والوجه الطفولي، بينما استخدموا في التجربة الثانية مصطلح "الشباب" بشكل مباشر.
وعبر هذه المنهجية، ربط الباحثون بين السمة الجديدة وتجارب إيجابية أو ضعيفة، ما دفع المشاركين لتقديرها بدرجات متفاوتة.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تعلموا تقدير صفة "Reditry" أو "الشباب" بشكل أكبر، باتوا أكثر اقتناعاً بأن شركاءهم الحاليين يمتلكون هذه الصفة بالفعل.
وهذا ما يدعم نظرية "الإسقاط التحفيزي" التي تفترض أن الأفراد يرون في شركائهم ما يرغبون في رؤيته.
كما تبين أن تعزيز قيمة هذه السمة جعل المشاركين أكثر ميلاً لاختيار بيئات أو منصات افتراضية تحتوي على شركاء محتملين يتصفون بها، وهو ما يُعرف بـ"اختيار المواقف".
صفات الحب للرجل والمرأة
الدراسة أظهرت أيضاً أن تقييم الصفات يمكن أن يتغير بناءً على السياق؛ إذ فسر المشاركون "الشباب" عند تقديره إيجابياً بأنه طاقة وحيوية، بينما فسره آخرون على أنه عدم نضج عندما كان تقييمه أقل.
ورغم النتائج اللافتة، أقر الباحثون بحدود دراستهم، إذ اقتصرت على أفراد منجذبين للرجال وفي علاقات قائمة، ما يجعل التعميم على فئات أخرى محدوداً.
وتقدم هذه النتائج دليلاً تجريبياً على أن التفضيلات العاطفية ليست جامدة، بل يمكن إعادة تشكيلها لتؤثر في كيفية رؤية الشريك الحالي وفي القرارات الرومانسية المستقبلية.
وهو ما يفتح الباب لدراسات أوسع حول سمات أخرى مثل الطموح أو الذكاء أو الجاذبية الجسدية.