
كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة هارفارد أن الجري لا يتسبب في ضرر طويل الأمد للركبتين كما يُعتقد شائعًا، بل قد يساهم في تقويتهما وتحسين صحتهما، بحسب الرجل.
ورغم أن الجري يُعد من الأنشطة ذات التأثير العالي على الجسم، حيث يتحمل الشخص أثناءه قوة تعادل مرتين إلى ثلاث مرات من وزن جسمه مع كل خطوة، فإن الدراسة تشير إلى أن هذه الأحمال قد تؤدي إلى تعزيز صحة الركبة على المدى الطويل بدلاً من إضعافها.
وأظهرت الدراسة التي نشرت في موقع medicalxpress، أن الركبتين أثناء الجري لا تتحملان هذه القوة فحسب، بل تستفيدان منها. فعند تعرض الجسم لأحمال إضافية، يتكيف المفصل ويصبح أقوى.
ويُعتبر غضروف الركبة، الذي يعمل على امتصاص الصدمات، أحد العوامل المهمة في حماية الركبة، ويثبت أنه مرن وقادر على التكيف مع هذه الأحمال. على الرغم من أن الجري قد يقلل من سمك الغضروف مؤقتًا، إلا أن هذا يعمل على تحفيز تدفق المغذيات إلى الغضروف، مما يساعده على التكيف والتقوية.
كما أشارت الأبحاث التي قادها الدكتور "جون ديفيس" من جامعة هارفارد إلى أن العدائين يمتلكون غضاريف أكثر سمكًا وكثافة عظمية أعلى مقارنةً بالغير عدائين، مما يشير إلى أن الجري يعزز قوة الركبة ويحميها من الأمراض مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام.
هل الجري آمن في سن متقدم؟
فيما يتعلق بالأسئلة حول ما إذا كان من الآمن بدء الجري في سن متقدم، تشير بعض الدراسات إلى أن كبار السن (من 65 عامًا وما فوق) الذين يبدأون في ممارسة تمارين عالية الكثافة، مثل القفز، يمكنهم تحسين قوتهم ووظائفهم بشكل فعال وآمن. وهذا يعطي مؤشرًا على أن الجري قد يكون آمنًا وفعّالًا عند البدء تدريجيًا.
وأوضحت الدراسات أن جميع الرياضات تتضمن خطر الإصابة، والجري ليس استثناءً. وبالرغم من أن إصابات الركبة تعتبر من أكثر الإصابات شيوعًا بين العدائين، فإن الغالبية العظمى منها تحدث نتيجة "إصابات الإفراط في الاستخدام"، التي تنتج عن زيادة الحمل على الجسم بسرعة دون منح الوقت الكافي للتكيف. لتقليل هذه الإصابات، ينصح الخبراء بزيادة المسافات بشكل تدريجي وتجنب الزيادة المفاجئة في الكيلومترات.
كما أظهرت بعض الدراسات أهمية تلبية احتياجات العدائين الغذائية بشكل كافٍ لدعم طاقتهم أثناء الجري وضمان التعافي بعد التمرين. وتشير الأبحاث إلى أن الجري على الأسطح اللينة مثل العشب يمكن أن يكون أقل تأثيرًا على الركبتين مقارنة بالجري على الأسطح الصلبة مثل الخرسانة، ويُنصح به في مراحل التدريب الأولى.
في الختام، تؤكد الأدلة أن فوائد الجري لصحة الركبة تتفوق على المخاطر بالنسبة لمعظم الأشخاص، شريطة أن يتم الجري تدريجيًا مع الانتباه إلى التغذية الجيدة والراحة الكافية لتفادي الإصابات.