
الحب مشاعر وأحاسيس وانفعالات وعواطف، وهو شعور بالعاطفة والالتزام تجاه شخص آخر، ويأتي بعد انجذاب بين شخصين، فهو كيمياء متبادلة بين اثنين، ويتميز بالاحترام والتقدير والقبول والرغبة في إسعاد الطرف الآخر، والشخص المحب يمنح العطاء دون انتظار مقابل، فهو يفعل كل شيء من أجل إسعاد الطرف الآخر فقط، ومشاعر الحب يمكن أن تأتي في أي وقت، فقد تأتي بعد الزواج أو قبله، ولكن الأهم هو كيفية الاستمرار معها والحفاظ عليها.
الحب موجود قبل الزواج ولا يختفي بعد الزواج
تقول خبيرة العلاقات الأسرية إيمان خيرت لسيدتي: الحب ليس عاطفة جامحة، ولا حالة انفعالية، ولكن هو مجموعة من المشاعر والتصرفات التي تتميز بالاهتمام والشغف والالتزام تجاه الشخص الآخر، والحب الحقيقي هو الشعور الذي يمتزج فيه العقل مع القلب في تناغم وتوازن تام، وهو وفاء وإخلاص، ومصداقية، وحنان وانسجام، ومن وجهة نظري إن الحب الحقيقي هو الذي يولد بين الشخصين المقبلين على الزواج لكن بأوجه أخرى، ولا يختفي بعد الزواج، بل ينمو ويحتاج إلى رعاية مستمرة من خلال الاهتمام، التقدير، والمفاجآت الصغيرة التي تصنع فرقاً كبيراً في العلاقة.
ما الضمان في وجود الحب بعد الزواج إن لم يكن موجوداً قبل الزواج؟
تقول إيمان خيرت إن الحب قبل الزواج مجرد إعجاب بدرجات مختلفة، ومشاعر روحانية تجمع بين طرفين في جو رومانسي دافئ، وهو يحتاج إلى جهد مستمر من كليهما ليحيا للأبد، ولتقوى الحياة الزوجية به وتنتعش، ومعظم الشباب يعتقدون أن الحب هو المقدمة الطبيعية واللازمة للزواج، وربما يكون هذا رد فعل على العالم المادي الذي نعيش به، ولكن في الحقيقة الحب ليس شرطاً مسبقاً للزواج، فعملية الحب لا تكتمل إلا بعد تجربة إنسانية كاملة، وأنا أرى أن المشاعر قبل الزواج ما هي إلا إعجاب وارتياح نفسي وانسجام بين الطرفين ولكن يتطور إلى حب حقيقي وينمو مع الأيام بعد الزواج، ولكن من الضروري وجود مشاعر قبل الزواج وإلا لن يكتمل مشروع الزواج، ولكن من الضروري أن تكون تلك المشاعر صادقة من الطرفين، وهو ما يجعل كل طرف يحتمل الآخر بكل سلبياته، ويجعله يبذل كل جهده في إسعاده، فالزواج المبني على غير الحب لا ينجح مهما كانت الأسس التي بني عليها.
كيف تكون مشاعر الحب قبل الزواج؟
تقول إيمان خيرت قد تكون المشاعر الرومانسية التي تربط الطرفين قبل الزواج أو خلال فترة الخطوبة أمراً جميلاً وحياة وردية حالمة تتضمن الكثير من المشاعر الفياضة بين الطرفين، ولكن لابد أن تكون في إطار شرعي دون أي مخالفات، وأن يكون حباً لا مجرد إعجاب أو وهم من الأوهام، ولكن لابد أن نعترف بوجود سلبيات وإيجابيات عديدة.
سلبيات عديدة قد يواجهها المحبون قبل الزواج، وهي:
إيجابيات مثمرة للمحبين قبل الزواج
تساعد الطرفين على تقبل عيوب الآخر، والحفاظ على قيمة التفاهم وأيضاً الصبر لحل الخلافات بشكل أبسط، فمن الممكن اعتبار تلك الفترة هي فترة لاستكشاف الطباع بين الطرفين.
الحب الحقيقي يأتي بعد الزواج
تقول إيمان خيرت الحب بعد الزواج عمل وعطاء ونية طيبة وأسلوب يومي يفترض أن يتسابق فيه الطرفان لإسعاد بعضهما، فالحب يأتي مع حسن المعاملة والأخلاق الطيبة والمودة والعشرة الحسنة.
ما يميز الحب بعد الزواج :
أصدق ويستمر لفترة أطول
فهو يستمر ولا ينتهي بل يتغير من حب رومانسي إلى حب طبيعي، لأنه يحدث بعد الاحتكاك بين الطرفين وبعد معرفة العيوب والمزايا، وبعد معرفة الطرفين لطبيعة بعضهما الخاصة.
الإخلاص سبب استمرار لهذا الحب
والإخلاص بين الزوجين مدى العمر من أكثر الصفات الهامة لزواج سعيد، فعند الإخلاص في الحب، كثيراً ما تتطابق وتتّحد مشاعر الحبيب، مع الطرف الآخر باللاوعي، وتنتقل إليه تلقائياً.
تواجد الدعم بين الشريكين
فكون الشريكين موجودين لدعم بعضهما البعض في الأوقات الصعبة دليل مؤكد على وجود واستمرار الحب بينهما، والدعم يكمن في العاطفة والكلمات المشجعة والاستماع الجيد، في اللحظات التي قد يشعر فيها أحد الطرفين بالإحباط أو الفشل.
أقوى في وجود التناغم والانسجام
إن قوة الحب وضعفه أمر بيد الزوجين، فعندما يستمر الحب بعد الزواج، أو تمكن الزوجين من التناغم، والانسجام معاً، فإن الحب بدون خلاف سيكون أقوى وأمتن أشكال الحب، لأنه يقوم على التفاهم طويل الأجل، والاحترام المتبادل، والمشاعر الصادقة، والمصير المشترك.
الحب بعد الزواج مرتبط بالمسؤولية
الحب بعد الزواج ينمو ويثمر، وتظهر قوته خاصة بعد احتكاك وعشرة، فهو مبني على واقع يعيشه كلا الطرفين، فقد جاء بعد تواصل حقيقي بين الطرفين، ونتج عنه تلاحم بين حكمة العقل ومشاعر القلب، وهو المزيج المطلوب الذي يعتبر بمثابة درع واقٍ للزواج من كل التحديات.