
كشف فريق علمي عن ظاهرة جيولوجية فريدة، حيث تقوم صفيحة تكتونية قديمة مدفونة في أعماق الغرب الأوسط الأمريكي بامتصاص أجزاء من القشرة الأرضية الحالية إلى أعماق الوشا، بحسب زهرة.
وتعرف الصفيحة القديمة باسم "فارالون"، وهي بقايا قشرة محيطية تعود لملايين السنين. ووجد علماء الجيولوجيا أنها تعمل بمثابة "شفاطة" جيولوجية عملاقة، تمتص ببطء أجزاء من القشرة القارية لأمريكا الشمالية نحو باطن الأرض.
وللتأكد من صحة هذه النتائج، لجأ الفريق البحثي إلى إنشاء نموذج حاسوبي ثلاثي الأبعاد يحاكي تأثير صفيحة "فارالون" على القشرة العلوية. وجاءت نتائج المحاكاة مطابقة تماما للبيانات الزلزالية، ما يؤكد صحة الفرضية العلمية.
ويؤكد البروفيسور ثورستن بيكر، أحد المشاركين في الدراسة، أن هذا الاكتشاف يمثل قطعة أساسية في فهم لغز تطور كوكبنا. فمن خلال فهم هذه العمليات الجيولوجية العميقة، يمكننا أن ندرك بشكل أفضل كيف تتشكل القارات، وكيف تتحول، وكيف يتم إعادة تدوير أجزائها على مدى العصور الجيولوجية.
ورغم أن هذه الظاهرة لن تسبب أي تغيرات سطحية ملموسة في المدى المنظور، إلا أنها تفتح نافذة جديدة لفهم ديناميكية باطن الأرض.
ومع استمرار غوص صفيحة "فارالون" نحو الأعماق، قد تضعف قوة جذبها تدريجيا، لتنتهي هذه العملية الجيولوجية الفريدة كما بدأت: بصمت وسرية، في أعماق لا يصل إليها بشر.