لوفيغارو: باريس- الجزائر.. مصالحة هشة على نغمة مألوفة  

2025-04-07

 

تُثير الزيارة المقررة لوزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو في 14 أبريل/ نيسان إلى الرباط “قلقًا”، وفق ما يُهمس به في الكواليس الجزائرية للعلاقات الثنائية، حيث يُقاس مدى خطورة أي تصريح قد يُطلق من المغرب (ا ف ب)تحت عنوان “باريس – الجزائر: مصالحة هشة على نغمة مألوفة”.. توقفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عند الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر محاولاً إعادة إطلاق الحوار بين فرنسا والجزائر بعد ثمانية أشهر من الأزمة الدبلوماسية.

الصحيفة، وصفت الزيارة بالسريعة والمكثفة.. ونقلت عن مسؤولين في باريس قولهم: “كل هذا يبدو مألوفًا. على أمل أن تُترجم هذه الطاقة المبذولة هذه المرة إلى أفعال ملموسة”.

كما نقلت صحيفة لوفيغارو عن مصدر دبلوماسي فرنسي، قوله إن الحوار بين وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والجزائري أحمد عطاف كان “معمقًا وصريحًا وبنّاءً، في نفس سياق الحديث الذي دار بين رئيسي البلدين إيمانويل ماكرون وعبد المجيد تبون”، خلال مكالمتهما الهاتفية التي سبقت زيارة الوزير الفرنسي إلى الجزائر؛ وتركّز حول “القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية، بما في ذلك قضايا الهجرة”.

في البداية بعد الظهر، استُقبل جان نويل بارو لمدة ساعتين ونصف من قبل رئيس الدولة الجزائري. وخلال تصريح له، استعرض الوزير المواضيع التي تم التطرق إليها، بما في ذلك التعاون الأمني، حيث تم استئناف التواصل بين أجهزة الاستخبارات، وهناك حوار استراتيجي حول منطقة الساحل قيد الإعداد. كما تناول اللقاء التعاون القضائي، الذي سيتم تنشيطه بمناسبة زيارة قريبة لوزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان للحديث عن “تنفيذ الإنابات القضائية” و”الأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة”.

أما موضوع “التنقلات”، وهو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى إعادة المهاجرين الجزائريين غير النظاميين، فقد نوقش أيضًا. وتحدث الوزير كذلك عن التعاون الاقتصادي في مجالات الصناعات الغذائية، السيارات، والنقل البحري. وأعلن أن في 9 مايو/ أيار، سيستقبل اتحاد أرباب العمل الفرنسي (Medef) رئيس اتحاد أرباب العمل الجزائريين CREA، وأن اللجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية-الفرنسية (Comefa) ستجتمع قبل الصيف.

كما تم التطرق إلى ملف الذاكرة، حيث أُعلن عن استئناف أعمال اللجنة المشتركة للمؤرخين، مع توجيه دعوة إلى الجزائر للمؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا، الذي يرأس الجانب الفرنسي من اللجنة.

وفيما يتعلق ببو علام صنصال، الذي حُكم عليه بالسجن خمس سنوات نافذة، فقد “عبّر جان نويل بارو عن أمله في لفتة إنسانية بالنظر إلى سنه وحالته الصحية”. كل هذا جرى في إطار رغبة مشتركة في “طي صفحة الماضي”، ومن جانب باريس، “إعادة بناء شراكة ندّية، هادئة وسلمية مع الجزائر”، و”العودة إلى الوضع الطبيعي”. وأوضح جان-نويل بارو: “حرصت على تلبية هذه الدعوة في أقرب وقت ممكن، أي أقل من أسبوع بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين”، توضح صحيفة لوفيغارو.

وراء الكلمات والنوايا، لا يُخفي الفاعلون في العلاقات الثنائية من كلا الجانبين قلقهم. “كل شيء هش جدًا. سيتوجب تنفيذ الوعود. لقد رأينا إيمانويل ماكرون يعود من الجزائر في 2022 وهو متحمّس، لكن لم يحدث شيء بعدها. لماذا سيكون الوضع مختلفًا اليوم، بينما المشاكل البنيوية، مثل تجاهل الجزائريين لمبادراتنا، لا تزال قائمة؟”، يتساءلون في باريس.

ماذا عن الصحراء الغربية، الموضوع الوحيد والجوهري الذي فجّر أزمة 2024-2025؟.. نقلت لوفيغارو عن مصدر دبلوماسي فرنسي، تأكيده “تناول الوزير الفرنسي والرئيس الجزائري هذا الموضوع مطولاً”. وسيُطرح الموضوع أيضًا في 14 أبريل/ نيسان في مجلس الأمن بالأمم المتحدة الذي تترأسه فرنسا، حيث تنوي الجزائر التعبير عن موقفها.

وتُهدد المصالحة الحقيقية أيضًا، حسب وسائل الإعلام الجزائرية، بمناورات سياسية فرنسية. فقد أشارت يومية “الشروق” إلى أنه “رغم التزام” كل من عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون “بتهدئة الأوضاع”، “يواصل اليمين الفرنسي، التقليدي والمتطرف، تأزيم العلاقات”.

ويستشهد الصحافيون بمبادرة السيناتورة الفرنسية فاليري بوير، من حزب “الجمهوريين”، التي استقبلت الأسبوع الماضي في مجلس الشيوخ الفرنسي رئيس حركة “الماك” (حركة استقلال منطقة القبائل المصنفة كتنظيم إرهابي من قبل الجزائر) فرحات مهني ونائبه أكلي بلعباس.

وتُثير الزيارة المقررة لوزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو في 14 أبريل/ نيسان إلى الرباط “قلقًا”، وفق ما يُهمس به في الكواليس الجزائرية للعلاقات الثنائية، حيث يُقاس مدى خطورة أي تصريح قد يُطلق من المغرب.

كما يجب مزامنة التوقعات بين الطرفين الجزائري والفرنسي. وبينما تُنتظر بعثة المؤرخين الجزائريين من اللجنة المشتركة للذاكرة في باريس لعقد الجلسة السادسة، حذّر لحسن زغيدي، الرئيس المشارك للجنة، في مقابلة بُثت الخميس على التلفزيون الجزائري: “نحن ذاهبون إلى باريس لاسترجاع الأرشيف، وليس للحوار أو التفاوض، إضافة إلى القيام بمهمة استطلاعية في جنوب فرنسا، حيث لم يتم بعد فحص بعض مواقع حفظ الأرشيف”.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي