
سلمان زين الدين
(1)
منذُ خمسينَ خريفًا،
يمتطي الريحَ،
فتجري وفقَ ما يحلو لَهُ حينًا،
وتدنو من مطاياهُ قطوفٌ
طالما استعصَتْ على خيلِ الزمانْ.
ثمّ تجري عكسَ ما يحلو له حينًا،
فتنأى أُمنياتٌ
طالما كانَتْ على مرمى البَنانْ.
(2)
منذُ خمسين خريفًا،
يمخرُ الغمرَ،
ويُصغي لحوارِ المدِّ والجزرِ،
ويمضي واثقَ المَخْرِ،
لا يلوي على شيءٍ،
إلى برِّ الأمانْ.
فإذا ما لانَ مدٌّ،
شاهدَ الشطَّ عيانًا،
وإذا ما ثارَ جزرٌ،
أصبحَ الشطُّ بمنأى
عن شهاداتِ العيانْ.
(3)
منذُ خمسينَ خريفًا،
يسبرُ الغورَ،
يُلبّي دعوةَ الأعماقِ للغوصِ
على لؤلؤِها الكامنِ فيها،
ويُلبّي دعوةَ السطحِ إلى العومِ
على درِّ الجُمانْ.
ويمرُّ العمرُ في غوصٍ وعومٍ؛
فإذا حالفَهُ الحظُّ،
يصيدُ اللؤلؤَ القابعَ
في القعرِ عميقًا،
وإذا جانبَهُ الحظُّ،
يصيدُ الزبدَ المحكومَ بالعومِ
على سطحِ المكانْ.
(4)
حينَ أعياهُ امتطاءُ الريحِ،
والرقصُ مع الأمواجِ،
والغوصُ على اللؤلؤِ
في جنحِ الظلامْ،
أدركَتْهُ رغبةُ الإخلادِ للنومِ،
فألقى عُدَّةَ الصيدِ ونامْ.
(2025/2/2)