![](/img/grey.gif)
نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا قالت فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فاقم من الوضع في غزة عندما قال إن الولايات المتحدة ستستولي على القطاع وتحوله إلى مشروع عقاري راق، وتفرغ سكانه منه.
وقالت إن فرص ترامب في الحصول على شقق عقارية راقية تواجه مخاطر استئئاف القتال.
فمنذ ما يقرب من شهر، التزمت إسرائيل وحماس، إلى حد كبير باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلا إليه في الخامس عشر من كانون الثاني/يناير. ورغم أن كل جانب اتهم الآخر بانتهاك الاتفاق، فقد انسحبت القوات الإسرائيلية من معظم أجزاء القطاع. وفي المقابل، أطلقت حماس كل أسبوع سراح مجموعات صغيرة من الأسرى. ومع ذلك، قالت في 10 شباط/ فبراير إنها لن تطلق سراح المجموعة التالية كما هو مخطط لها في 15 شباط/ فبراير، مما دفع إسرائيل إلى التهديد باستئناف “الحرب بالقوة” ما لم تستسلم حماس.
ويبدو أن وقف إطلاق النار الآن في خطر الانهيار. والسبب الرئيسي هو الخلاف حول شروط المرحلة الثانية المقرر أن تبدأ في أوائل آذار/مارس.
وترى المجلة أن الصراع تفاقم على ما يبدو بسبب تدخل ترامب واقتراحه إبعاد جميع الفلسطينيين من غزة وتحويل القطاع المليء بالأنقاض إلى منتجع فاخر ضخم. ومن المفترض أن تشمل المرحلة المقبلة من اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل بالكامل من غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين، وإجراء محادثات بشأن إعادة بناء القطاع المدمر.
وقالت المجلة إن بنيامين نتنياهو وقف بجانب ترامب عندما كشف خطته الغريبة في مؤتمر صحافي في واشنطن الأسبوع الماضي. وأوضح نتنياهو أنه لن يقبل بإنهاء الحرب وحماس لا تزال تحكم غزة. لكن قادة حماس الذين يتحكمون بمصير الأسرى الإسرائيليين ليست لديهم نية للذهاب إلى أي مكان.
وخلال آخر دفعة لإطلاق سراح للأسرى في 8 شباط/ فبراير، عرضوا الرجال الإسرائيليين الثلاثة الهزال أمام لافتة مكتوب عليها: “نحن اليوم التالي”. وكانت الرسالة موجهة إلى ترامب بقدر ما كانت موجهة إلى إسرائيل.
وهدد ترامب الذي يريد تسريع عملية تبادل الأسرى بأنه لو لم تطلق حماس سراح الأسرى بحلول منتصف يوم السبت، فإنه سيفتح أبواب جهنم على غزة. وقد منح تهديد ترامب مزيدا من الوقت لنتنياهو لأنه أفرح اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، الذي يريد العودة إلى القتال وإجبار الفلسطينيين على “الهجرة الطوعية”، والتي يتحدثون عنها قبل فترة طويلة من اقتراح ترامب، حيث كافح نتنياهو للحفاظ على ائتلافه الحاكم منذ بدء وقف إطلاق النار.
ولكن إذا رضخت حماس، فقد يتعرض نتنياهو لضغوط من ترامب للالتزام بوقف إطلاق النار. وهو ليس الزعيم الوحيد في المنطقة الذي اضطر إلى التحرك بحذر حول أفكار ترامب غير المتوقعة.
ففي رواية ترامب، من المفترض أن توفر الأردن ومصر المأوى لسكان غزة المشردين. ويعارض البلدان هذا الأمر، لكنهما يعرفان أن إغضاب ترامب قد يؤدي إلى فقدان المساعدات الأمريكية. وكان الملك الأردني عبد الله الثاني، حريصا على عدم التناقض مع ترامب أثناء زيارته لواشنطن في 11 شباط/ فبراير. وقال إن الأردن سيستقبل 2,000 طفل مريض من غزة للعلاج الطبي. وفقط بعد مغادرته واشنطن، نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أنه “أكد على موقف الأردن الثابت ضد” خطة ترامب.
كما أرجأ عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، زيارته إلى أمريكا. وقالت وزارة خارجيته في 11 شباط/ فبراير إنها تعمل على “رؤيتها الشاملة” لإعادة بناء غزة دون إبعاد السكان.
وتقول المجلة إن ترامب، وبكل المعايير، لا يزال راغبا في الحفاظ على التحالفات الإقليمية بين أمريكا والسعودية وإسرائيل. ولكن هذه الرغبة أصبح من الصعب تخيلها.
والأمل الوحيد هو أن تقنع تهديدات ترامب حماس بالإفراج عن الأسرى نهاية هذا الأسبوع ومنع انهيار وقف إطلاق النار. وربما دفعت خطته غير القابلة للتنفيذ، بتفكير جديد حول كيفية علاج مشاكل غزة. وفي الوقت الحالي، أدى تدخل ترامب إلى تدهور الوضع أكثر من تحسنه.