واشنطن - دافع رئيس وكالة الحدود الأميركية في إدارة دونالد ترامب الأحد 26يناير2025،عن مداهمة كنائس ومدارس في إطار حملة صارمة تستهدف الهجرة غير الشرعية في وقت أطلقت ست وكالات فدرالية عملية ضد "أجانب مجرمين خطرين محتملين" في شيكاغو.
دشًن ترامب ولايته الثانية يوم الاثنين الماضي بسلسلة من الأوامر التنفيذية المتعلقة بملف الهجرة.
وسارعت إدارته لتكثيف عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين، وتخفيف قواعد تحكم إجراءات إنفاذ القانون في مواقع "حساسة" كالمدارس والكنائس وأماكن العمل.
ردا على سؤال بشأن تغيير القواعد قال توم هومان الذي اختير للإشراف على أجندة ترامب الصارمة المتعلقة بالهجرة، الأحد إن ذلك يوجه رسالة واضحة.
وأوضح هومان الذي ترأس سابقا هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية، لبرنامج "ذيس ويك" (هذا الأسبوع) على قناة "إيه بي سي" الإخبارية "هناك عواقب لدخول البلاد بشكل غير قانوني. إذا لم نُظهر أن هناك عواقب، فلن يتم أبدا حل مشكلة الحدود".
لكن ترامب ليس راضيا حتى الآن عن عدد الاعتقالات وأمر مسؤولي الهجرة الفدراليين بتنفيذ المزيد من التوقيفات، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأحد.
وأمر الرئيس دائرة الهجرة والجمارك بزيادة أعداد الاعتقالات من بضع مئات يوميا إلى ما لا يقل عن 1200 إلى 1500 شخصا، وفق ما أوردت الصحيفة نقلا عن أشخاص مطلعين على إحاطات داخلية.
وأعلنت دائرة الهجرة والجمارك في وقت لاحق عن تنفيذ 956 عملية توقيف الأحد، هو أكبر عدد في يوم واحد منذ تنصيب دونالد ترامب. ولم ترد تفاصيل عن أماكن الاعتقالات.
كانت الوكالة قد أفادت باعتقال 593 شخصا الجمعة و286 آخرين السبت. وناهز متوسط الاعتقالات 310 يوميا في السنة المالية الفدرالية 2024، وفقا لبيانات الوكالة.
- عمليات معزّزة محددة الهدف -
تحدث هومان من شيكاغو، معقل الديموقراطيين والتي تعد "مدينة ملاذا" للمهاجرين اعتبرها هومان "نقطة انطلاق" لحملة الترحيل.
وأعلنت دائرة الهجرة والجمارك الأحد على منصة إكس أنها انضمت إلى خمس وكالات فدرالية أخرى في "عمليات معززة محددة الهدف" في شيكاغو "لإنفاذ قانون الهجرة الأميركي والحفاظ على السلامة العامة والأمن الوطني من خلال إبعاد أجانب مجرمين خطرين محتملين عن مجتمعاتنا".
انضم إلى دائرة الهجرة والجمارك كل من مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) ومكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات (إيه تي إف) وإدارة مكافحة المخدرات (دي إي إيه) والجمارك وحماية الحدود وخدمة المارشال الأميركية التابعة لوزارة العدل.
وذكرت صحيفة شيكاغو تريبيون أن الخوف من التعرض للاعتقال في عمليات دهم أرغم العديد من المهاجرين من دول أميركا اللاتينية في المنطقة على المكوث في منازلهم.
وقال حاكم ولاية إيلينوي الديموقراطي جيه بي بريتزكر لشبكة "سي إن إن" الإخبارية إن مسؤولي الولاية سيساعدون وكالات إنفاذ القانون الفدرالية في توقيف أي متهم أو مدان بارتكاب جرائم عنيفة لكنهم سيدافعون عن المواطنين "الملتزمين بالقانون".
وندد السناتوران الديمواقراطيان عن إيلينوي ديك دوربين وتامي داكوورث في بيان مشترك بمداهمات الترحيل التي أطلقها ترامب، وقالا إن الإجراءات "تتجاوز بكثير" استهداف "أفراد خطرين" وتجازف باحتجاز مهاجرين دون تمييز.
وأضافا في البيان "نقف مع مجتمع المهاجرين في شيكاغو وفي أنحاء البلاد، ومكاتبنا وموظفونا الاجتماعيون مستعدون لمساعدة أولئك الذين طالتهم هذه المداهمات خطأ".
وانتقد مسؤولون من ثلاث منظمات كاثوليكية الخميس السماح بدهم كنائس ومدارس، وقالوا في بيان مشترك إن "تحويل أماكن للرعاية والشفاء والعزاء إلى أماكن للخوف وعدم اليقين ... لن يجعل مجتمعاتنا أكثر أمانا".
وعندما سُئل عن المعارضة الكاثوليكية لم يغير هومان موقفه.
وقال "نحن ننفذ القوانين التي أقرها الكونغرس ووقع عليها الرئيس. إذا لم يعجبهم ذلك، غيّروا القانون".
واتهم نائب الرئيس جيه دي فانس، الذي سُئل بدوره عن الموقف الكاثوليكي في مقابلة بثت الأحد، إحدى المجموعات بالقلق بشأن خسارة تمويلات جراء الحملة ضد المهاجرين غير النظاميين.
وقال في برنامج" فيس ذا نيشن" على شبكة "سي بي إس" الإخبارية "أعتقد أن مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة يحتاج للنظر في المرآة قليلا والإقرار بأنه عندما يتلقون أكثر من 100 مليون دولار للمساعدة في إسكان المهاجرين غير الشرعيين، فهل هم قلقون بشأن الهواجس الإنسانية؟ أم أنهم قلقون بالفعل بشأن صافي أرباحهم؟".
وتركزت الأنظار خلال الأسبوع الأول لولاية دونالد ترامب على إنفاذ قوانين الهجرة والترحيل وإن لم يتضح مدى تعزيز الإجراءات مقارنة بسلفه جو بايدن.
ودعا هومان الكونغرس للموافقة على تمويل إضافي للتعامل مع المحتجزين.
وقال لشبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية "سنحتاج إلى المزيد من الأسرّة في وكالة الهجرة والجمارك الأميركية، 100,000 سرير كحد أدنى" مضيفا "سنحاول العمل بفعالية. ولكن مع مزيد الأموال بحوزتنا يمكننا إنجاز المزيد".