هآرتس.. رؤية نتنياهو لـ "اليوم التالي": أكثر ما يمكن للسلطة الفلسطينية عمله هو ختم جواز السفر  

2025-01-23

 

حسب الموقف الذي تعرضه الحكومة، فإن الدور العملي الوحيد للسلطة الفلسطينية هو ختمها على جوازات السفر (أ ف ب)البيانات التي تطلقها السلطة الفلسطينية منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ في موضوع استعدادها لتلقي المسؤولية عن قطاع غزة بدعم عربي ودولي، تلقى رفضاً من جانب مكتب رئيس الوزراء. فقد نشر المكتب أمس نفياً لتقرير نشر في صحيفة “الشرق الأوسط” حول موافقة إسرائيل على إدارة السلطة للجانب الفلسطيني من معبر رفح، واتهم الحكومة الفلسطينية بعرض عابث إزاء السيطرة في المعبر. وجاء عن المكتب أن “الإدارة الفنية من داخل المعبر يؤديها غزاويون ليسوا حماس بتصنيف من “الشاباك”. تقوم قوة دولية بالرقابة على عملهم “.

حسب الموقف الذي تعرضه الحكومة، فإن الدور العملي الوحيد للسلطة الفلسطينية هو ختمها على جوازات السفر، ويدور الحديث عن ترتيب ساري المفعول فقط في المرحلة الأولى من المنحى. أي أنه عمل مؤقت كمراقبي حدود، في أقصى الأحوال.

في الوقت الذي يواظب فيه رئيس الوزراء على نهجه “لا للسلطة الفلسطينية”، أعلنت وزارة داخلية حماس بأنها أعادت كل محطات الشرطة في القطاع إلى عملها. ينضم هذا البلاغ إلى استعراض القوة ووجود رجال الذراع العسكري لحماس عند تحرير المخطوفات الثلاث.

بعد الحرب التي أدت إلى دمار تام للقطاع وعشرات آلاف القتلى، بقيت حماس الجهة السائدة في قطاع غزة. والسبب إصرار نتنياهو وحكومته على عدم السماح بموطئ قدم للسلطة الفلسطينية في أرض القطاع ورفض أي مبادرة عربية ودولية. إن استمرار هذا الخط يعزز حماس ويزيد احتمال انهيار وقف النار واستكمال إعادة المخطوفين.

ربما يواصل نتنياهو وحكومته الرفض ولا يعرضان خطة استراتيجية عملية لـ “اليوم التالي” والتسلي بأفكار الإدارة من قبل جهات مدنية، لكن الواقع مرة أخرى سيثبت الحقائق. “لا” للسلطة تعني “نعم” لحماس. فبدون بديل سلطوي، سيعود الوضع في القطاع إلى الوضع الذي كان فيه حتى 6 أكتوبر.

إن لقاء المصالح بين نتنياهو وحماس يخلد فصل القطاع عن الضفة ويسمح لليمين المتطرف بتنفيذ مخططاته للضم ودحر الفلسطينيين في الضفة وغزة. السلطة الفلسطينية، على كل نواقصها، لا تزال بديلاً مناسباً لكل مقترح آخر، سواء كان حكماً عسكرياً إسرائيلياً أم قوة عربية متعددة تجعل قطاع غزة مقديشو.

بغياب دعم دولي يطرح خطة مرتبة لخطوة سياسية ذات مغزى وفي ضوء حكومة تقول “لا” لكل أفق سياسي للفلسطينيين، فاحتمال تغيير الوضع في القطاع صفر. ستحصل إسرائيل على حماس كحاكم مرة أخرى، وسينشأ في قطاع غزة جيل آخر من أبناء الحرب.

 

أسرة التحرير

 هآرتس 23/1/2025








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي