غزة - أعلن ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، ريك بيبركورن، أن إعادة بناء النظام الصحي في قطاع غزة تتطلب 10 مليارات دولار على الأقل خلال الأعوام المقبلة. وقال بيبركورن في مؤتمر صحفي أمس الخميس، إن تقييمًا أوليًا أظهر أن الأمر يتطلب "أكثر من 3 مليارات دولار خلال أول عام ونصف، و10 مليارات دولار خلال 5 إلى 7 أعوام"، مضيفا: "لم أتفاجأ بذلك، لأن الاحتياجات ضخمة".
وتابع: "نعلم جميعًا أن الدمار في غزة هائل، ولم أر مثله في أي مكان آخر في حياتي"، مشيرا إلى أن إعادة الإعمار "مسؤولية جماعية للدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية وبينها إسرائيل وشركاء". من جهته، قال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس خلال نفس المؤتمر الصحفي إن "أقل من نصف مستشفيات غزة تعمل". وذكر غيبرييسوس، أن الاتفاق المعلن عنه الأربعاء لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "هو تقريبًا أفضل خبر كنا نأمله في بداية العام الجديد". وسعت "إسرائيل" طوال 15 شهرا إلى تدمير القطاع الصحي في قطاع غزة، وتدمير المستشفيات والمراكز الطبية وإحراقها والقضاء على الكوادر الطبية بالقتل أو الاعتقال. كما تواجه المستشفيات شحًا في الوقود اللازم لتشغيل المولدات بسبب انقطاع التيار الكهربائي، إلى جانب نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة عدم توفر المساعدات الكافية.
وقضى الاحتلال الإسرائيلي نهائيًا على الخدمة الطبية في محافظة شمال قطاع غزة، وأخرج مستشفياتها الثلاثة الرئيسية عن الخدمة، يلوح في الأفق سيناريو إسرائيلي مشابه ضد ما تبقى من مستشفيات لا تزال تعمل في مدينة غزة، ولو بالحد الأدنى وبإمكانيات متواضعة. ورغم الاتفاق الذي أعلن التوصل إليه، كثفت (إسرائيل) هجماتها على قطاع غزة في الأيام الأخيرة، واستشهد منذ لحظة إعلان الاتفاق 101 فلسطينيا بينهم 27 طفلا و31 سيدة، حتى صباح الجمعة، بحسب الدفاع المدني في غزة. وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.