كيف تبنين ثروتكِ.. وتحققين النجاح المالي مع التقدم في العمر؟

عندما نقول: «ثروة فلان كذا وكذا»، نقيسها دوماً بالمال، ومقدار ما يملكه الشخص، وماهيته!

لكن بناء الثروة لا يتعلق بكسب المال وجمعه فحسب، وإنما أيضاً باتخاذ خيارات ذكية، تؤهلكِ للنجاح المالي على المدى الطويل، واستمراركِ في الحصول على المال، خاصة مع تقدمكِ في العمر، عندما تتغير أولوياتكِ، وتحتاج استراتيجياتكِ المالية إلى التطور، وتحتاجين إلى التوفير. فكلما تقدمتِ بالعمر يصعب حصولكِ على المال اللازم للقيام بأموركِ الحياتية المختلفة والمتعددة. وبالتالي عليكِ مبكراً بدء تعلم كيفية توفير المال، والمحافظة عليه واستثماره دون حرمان نفسكِ من استخدامه، والمفتاح لذلك هو معرفة العادات والاستراتيجيات التي ستعمل بشكل أفضل في مرحلتكِ الفريدة من الحياة.

هنا، نشارككِ أشياء يمكنكِ بدء القيام بها الآن لبناء ثروة دائمة مع تقدمكِ في العمر، وهي ليست حلولاً سريعة أو مخططات للثراء السريع، بل هي عادات مستدامة ومثبتة، سيكون لها تأثير حقيقي على مستقبلكِ المالي.

بدء الادخار مبكراً:

عندما يتعلق الأمر ببناء الثروة، فإن أحد أفضل الأشياء التي يمكنكِ القيام بها، هو بدء الادخار في أقرب وقت ممكن، فكلما بدأتِ الادخار مبكراً، كلما كان لدى أموالكِ وقت أطول للنمو. إنه مفهوم بسيط، لكنه يمكن أن يكون له تأثير عميق على مستقبلكِ المالي.

وقد يعني ذلك تقديم تضحيات في الأمد القريب، وربما يعني التخلي عن تلك السيارة الجديدة، أو الإجازة الغريبة، لكن المكافآت طويلة الأجل تستحق ذلك.

وعليكِ التفكير في الأمر، فعند بدء الادخار في العشرينيات من عمركِ بدلاً من الثلاثينيات، قد ينتهي بكِ الأمر إلى امتلاك مبلغ مضاعف من المال بحلول وقت تقاعدكِ، وهذا ليس أمراً بسيطاً.

الاستثمار بحكمة:

الاستثمار أداة قوية لإيجاد الثروة، ولتنمية مدخراتك بما يتجاوز أسعار الفائدة الضئيلة التي تقدمها البنوك. ابحثي وتعلمي عن التنويع، وتحمل المخاطر، والأهم من ذلك قوة الصبر، حتى لو كان هناك صعود وهبوط، لكن الاستمرار يستحق العناء. لذا، إذا كنتِ جادة بشأن بناء الثروة مع تقدمكِ في السن، فلا تترددي في الاستثمار، وابدئي بعمر صغير، وكوني صبورة، وشاهدي ثروتكِ تنمو بمرور الوقت.

تنويع مصادر دخلك:

الاعتماد فقط على مصدر واحد للدخل قد يكون محفوفاً بالمخاطر.. ماذا لو فقدتِ وظيفتكِ، ماذا لو فشل عملكِ؟!

لذا، إذا كانت لديكِ مصادر دخل متعددة، أو إذا كانت لديكِ شبكة أمان مالية، يمكن أن يعزز ذلك ثروتكِ بشكل كبير، لذلك فكري في التنويع، حيث يمكن أن يكون ذلك عملًا جانبياً، أو دخلًا من الإيجار، أو أرباحاً من الأسهم، أو حتى عملًا مستقلاً. وتذكري أنه كلما كان دخلكِ متنوعاً، كلما زادت الفرص المتاحة لكِ؛ لبناء الثروة مع تقدمك في السن.

العيش بأقل من إمكانياتك:

لا يتعلق الأمر بعيش حياة مقتصدة خالية من أي متعة، بل يتعلق باتخاذ قرارات واعية بشأن أين تذهب أموالكِ، إذ من السهل الوقوع في فخ التضخم بنمط الحياة. لكن إذا كنتِ تريدين بناء الثروة، فمن المهم مقاومة هذا الإغراء. وبدلاً من ذلك، حاولي الحفاظ على نمط حياة متواضع مع زيادة مدخراتكِ، واستثماراتكِ.

وهذا لا يعني أنه يجب عليك حرمان نفسكِ من كل الملذات، فقط كوني حذرة من عادات الإنفاق الخاصة بكِ، وأن تتذكري أن الهدف ليس كسب المال فحسب، وإنما أيضاً الاحتفاظ به، وتنميته.

إعطاء الأولوية لتعليمكِ المالي:

نتعلم التاريخ والعلوم والرياضيات، لكن غالباً يتم تجاهل موضوع التمويل الشخصي، ومع أنه مهارة نستخدمها كل يوم في حياتنا، حيث إن فهم كيفية توفير المال واستثماره وإدارته، أمر بالغ الأهمية لبناء الثروة، مثل تعلم لغة جديدة في البداية، وقد يبدو الأمر صعباً، لكن مع الوقت والممارسة يصبح طبيعياً.

إن التعليم المالي هو أعظم الهدايا التي يمكنك منحها لنفسكِ، إذ يمكّنكِ من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أموالكِ، ويساعدكِ على التعامل مع صعود وهبوط العالم الاقتصادي. لذا، خذي الوقت الكافي لتثقيف نفسكِ حول التمويل الشخصي.