احتفاء بتجربة شعرية لها بصمتها : بيت الشعر في المغرب يسلم قاسم حداد جائزة الأركانة

الأمة برس
2024-12-17

الشاعر البحريني قاسم حداد (اعلام مغربي)الرباط- تسلم الشاعر البحريني قاسم حداد جائزة الأركانة العالمية للشعر في دورتها السابعة عشرة، السبت، في حفل أقيم بالمكتبة الوطنية في العاصمة المغربية الرباط.

وتذهب الجائزة، المقدمة من بيت الشعر في المغرب، إلى شاعر عربي أو أجنبي له تجربة متميزة في ميدان الشعر الإنساني ويدافع عن قيم الاختلاف والحرية والتسامح.

وانضم حداد إلى قائمة من الشعراء المرموقين الذين نالوا الجائزة في السنوات السابقة، منهم الفلسطيني محمود درويش والإيطالي جوزيبي كونتي والمغربي محمد الأشعري واللبناني وديع سعادة والألماني فولكر براون.

والجائزة عبارة عن مجسم لشجرة الأركان النادرة التي تنبت في جنوب المغرب، وتحمل رمزية وطنية خاصة، إضافة إلى مبلغ مالي.

وأبدى رئيس بيت الشعر في المغرب مراد القادري اعتزازه بأن يكون “اسم الشاعر البحريني قاسم حداد ضمن سجلات هذه الجائزة إلى جانب عدد من شعراء العالم، ممن اقتسموا معه قيم الوفاء للكتابة والاستجابة لنداءاتها في ضوء النهار وحلكة الليل.”

وأضاف أن هذه الجائزة “تواصل سيرها في الإنصات المرهف إلى الشعر في لحظة قدومه من غابات الدهشة والانتصار للمشترك الإنساني.”

ووصفت لجنة تحكيم الجائزة في تقريرها حول تتويج حداد بأن الشاعر “علامة مضيئة في سجل الشعر العربي والإنساني، وأثمر منجزه الإبداعي، الذي يمتد من سبعينات القرن الماضي إلى اليوم، عن أكثر من أربعين ديوانا وكتابا، علاوة على حضوره الوازن في الحياة الثقافية والأدبية”.

ونوهت بمشاركته في تأسيس “أسرة الأدباء والكُتاب في البحرين” عام 1969 وإنشائه موقع “جهة الشعر” الإلكتروني، إضافة إلى خوضه العديد من التجارب الإبداعية المشتركة مع الكثير من الكُتاب والشعراء والفنانين.

ولد قاسم حداد في مدينة المحرق عام 1948. عمل في المكتبة العامة بين عامي 1968 و1975. بعد ذلك انتقل إلى العمل في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام بين عامي 1980 و1997 وهو العام الذي حصل في نهايته على إجازة للتفرغ الأدبي. عام 1969 ساهم في تأسيس أسرة الأدباء والكتاب في البحرين التي تبوأ منصب رئيس تحرير مجلتها “كلمات” التي صدرت عام 1987. وقد أطلق موقعا إلكترونيا للشعر العربي عام 1994 باسم “جهة الشعر”.

“قلب الحب” كان عنوان كتابه الشعري الأول الذي أصدره في بيروت عام 1970. بعده أصدر أكثر من ثلاثين كتابا شعريا، حاول من خلالها أن ينفتح على الفنون التي شغف بها، الفوتوغراف والرسم بشكل خاص.

العديد من دواوين حداد الشعرية ترجمت إلى لغات أخرى، وقد حصل الشاعر على جائزة العويس الثقافية عام 2002 وجائزة ملتقى القاهرة الدولي للشعر عام 2020، كما كرمته الكثير من المؤسسات الثقافية. مسيرة مختلفة خاضها الحداد منذ أواسط القرن العشرين، منفتحا على غيره من التجارب والفنون، ومساهما في ترسيخ قصيدة النثر العربية بملامح مخصوصة ومختلفة خولته ليكون في الصف الأول من بين شعرائها.

يقول فاروق يوسف حول تجربة الشاعر “فلسفة قاسم حداد الشعرية تقوم على حقيقة أن كل الفنون تنطلق من الشعر. لذلك فإنه مشى مطمئنا إلى غايته مزودا بأدوات، يعرف أنها لن تخونه ولم يكن مطلوبا منه أن يتقن لغة الرسم ليعرف أن الشعر يكمن في جذور تلك اللغة. في شعره هناك الكثير من الميل إلى صناعة الصور.”

ويضيف “عرف قاسم حداد كيف يحفظ للشعر كرامته في الأوقات العصيبة. وإذا ما كان قد انهمك في مرحلة ما من عمره في العمل السياسي فإنه كان دائما حريصا على أن يضع الشعر في مكان آخر. ذلك المكان الذي لا يُعرض الشعر فيه على العامة باعتباره بضاعة مشاعة. ميله إلى العدالة الاجتماعية لم ينحرف به إلى الموقع الذي لا ينصف فيه الشعر نفسه. كانت قصائده رعايا عالم شخصي، لا يدخله إلا مَن يقوى على امتلاك حواس طائر سعيد.”

وقال حداد بعد تسلمه الجائزة “إنها جائزة كبيرة، والشعر كبير أيضا.. هذه جائزة تشرف الشعر في العالم لتقديرها الكريم له.”

وأهدى الشاعر البحريني الجائزة إلى زوجته، لوقوفها إلى جانبه في الحياة والكتابة، وإلى أصدقائه الكتاب في البحرين والبلدان العربية، والشعبين الفلسطيني واللبناني.

جدير بالذكر أن جائزة الأركانة العالمية للشعر انطلقت لأول مرة عام 2002 وتشتق اسمها من شجرة الأركان النادرة التي تنبت في المغرب، وتقدم إلى الشعراء الذين يتميزون بتجربة في الحقل الشعري الإنساني ويدافعون عن قيم الاختلاف والحرية.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي