البتكوين يتخطى عتبة المئة ألف دولار للمرة الأولى  

أ ف ب-الامة برس
2024-12-05

 

 

صورة لتمثال للبيتكوين في ساحة البيتكوين في سان سلفادور في 4 أيلول/سبتمبر 2024 (أ ف ب)   تخطّى سعر عملة البتكوين الرقمية الخميس 5ديسمبر2024،عتبة المئة ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها، بدفع من الآمال المعقودة على قُرب عودة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والتوقّعات بإقراره تشريعات أكثر مرونة في مجال العملات المشفّرة.

ويواصل "تأثير ترامب" تعزيز أهم عملة رقمية من حيث القيمة مع تداول البتكوين عند 103800.44 دولار قرابة الساعة 03,06 بتوقيت غرينتش، وهو رقم قياسي.

ويساهم هذا المستوى الذي لم يكن من الممكن تصوره قبل 16 عاما عندما أنشئت العملة، في منح مصداقية أكبر لقطاع الأصول الرقمية الذي يكون في بعض الأحيان موضع جدل والذي يرى في عودة ترامب إلى البيت الأبيض فرصة ذهبية، خصوصا مع إيلون ماسك إلى جانبه.

وكان ترامب وصف العملات الرقمية خلال ولايته الأولى بأنها نصب واحتيال، لكنّ موقفه تغيّر بالكامل في هذا الشأن، حتّى إنه أطلق عملته الرقمية الخاصة، متعهّدا جعل الولايات المتحدة "العاصمة العالمية للبتكوين والعملات الرقمية".

ونتيجة لذلك، ارتفعت قيمة هذه العملة الرقمية بأكثر من 46 % منذ فوز ترامب في الانتخابات في 5 تشرين الثاني/نوفمبر.

وأتى هذا الارتفاع في سعر البتكوين بعيد إعلان ترامب أنّه سيعيّن فور توليّه منصبه في 20 كانون الثاني/يناير المحامي الجمهوري بول أتكينز، المؤيد لتطوير العملات الرقمية، رئيسا لهيئة تنظيم الأسواق المالية.

وقال ستيفن إينيس، من مجموعة "إس بي آي أسيت مانجمنت" إن "هذا التعيين الاستراتيجي أدى إلى تحريك مجتمع العملات الرقمية، معززا التفاؤل بشأن إطار تنظيمي أكثر ملاءمة" و"نهج متساهل تجاه سوق الأصول الرقمية المزدهرة".

في العام الماضي، انتقد أتكينز علنا مسؤولي هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية، قائلا إنه كان عليهم أن يكونوا "أكثر تكيفا" مع شركات "العملات الرقمية" مشيرا إلى أن الأسلوب الذي ينتهجونه يؤدي إلى إبعاد رواد الأعمال عن السوق الأميركية.

وعلّق ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل"، "يدرك بول أن الأصول الرقمية ضرورية لجعل أميركا أعظم مما كانت عليه في أي وقت مضى".

وسيخلف بول أتكينز الديموقراطي غاري غينسلر الذي أعلن استقالته في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية.

- احتياط استراتيجي -

وأوضح سامر حسن من موقع "إكس إس.كوم" المتخصص أنه فيما استؤنفت المضاربة بعد عطلة عيد الشكر، فإن احتمال تخفيف للقواعد التنظيمية يغذي "الأمل في رؤية العملات الرقمية تندمج بشكل أعمق في الحياة الاقتصادية".

كذلك، قد يغذي هذا الارتفاع الكبير قي قيمة البتكوين احتمال قيام دونالد ترامب بإنشاء وزارة مخصصة للعملات الرقمية، وفق ما قالت كاثلين بروكس، الخبيرة في مجموعة "إكس تي بي" المالية.

وأضافت "هل يكون (دونالد ترامب) الرئيس الذي يسمح بأن تصبح العملات الرقمية معممة، وهل سيتمكن الأميركيون من استخدامها لدفع ضرائبهم؟ هناك فرصة أكبر لحدوث ذلك".

في العام 2021، كانت السلفادور أول بلد يتبنى عملة البتكوين كعملة قانونية.

وكان ترامب تطرّق خلال حملته الانتخابية إلى فكرة إقامة احتياطي وطني استراتيجي من البتكوين، وقد حظي خلال حملته بدعم مجموعات ناشطة في مجال العملات الرقمية.

- أكثر تداولا -

شهدت الكثير من العملات الرقمية والشركات العاملة في هذا القطاع ارتفاعا حادا في أسعارها بعد الانتخابات الأميركية، مثل مزود خدمة البتكوين "مايكروستراتيجي" ومنصة التبادل "كوين بايس".

كذلك، شهدت عملة "دوجكوين" الرقمية التي أطلقت بداية على سبيل المزاح والتي أصبح إيلون ماسك مفتونا بها منذ العام 2019، ارتفاعا في قيمتها.

وللمفارقة، عيّن ترامب ماسك لرئاسة "لجنة الكفاءة الحكومية" الجديدة، واسمها المختصر باللغة الإنكليزية هو "دوج".

وترتكز البتكوين التي ولدت في العام 2008 وكان الغرض منها في البداية التهرّب من رقابة المؤسسات المالية التقليدية، على تقنية "سلسلة الكتل" التي تقوم مقام سجّل افتراضي غير قابل للتزوير يحفظ أثر كلّ الصفقات المبرمة.

وتسعى الهيئات الناظمة إلى سدّ الثغرات القانونية المحيطة بهذه الأصول الرقمية التي غالبا ما كانت موضع جدل وما زالت تعتبر من الوسائل المستخدمة لغسل الأموال أو الاحتيال على أفراد

واليوم، تسعى عملة البتكوين لأن تكون أكثر تداولا ومصداقية. فبالإضافة إلى تجربة السلفادور، تليها جمهورية إفريقيا الوسطى، يقبلها بعض التجار كوسيلة للدفع، كما فعل إيلون ماسك مع سيارات "تسلا" الخاصة به قبل أن يعود عن قراره لاحقا.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي