
شهدت المملكة العربية السعودية خلال الأعوام الستة الماضية تطوراً هائلاً في كافة الاتجاهات وفقاً لخطط واضحة تستشرفُ ملامح مستقبل مشرق من خلال رؤية 2030 التي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما امتدت نجاحاته عالمياً مما عزز مكانة بلادنا على الصعيد العالمي.
ويُعدّ الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي من الشخصيات التي أثبتت المرحلة أنه قائد كاريزمي يمتلك الحضور القوي، وتعاظم دوره وتأثيره الإقليمي والعالمي في خضم المعطيات السياسية الأزمات والمخاطر العالمية. كما انه يُعد شخصية استثنائية، ليس على مستوى المنطقة فحسب؛ بل على مستوى العالم، ويمثل برؤيته العميقة ونهجه الإصلاحي ونظرته الاستراتيجية للسياسة الخارجية وأزمات المنطقة محورًا في حاضر ومستقبل صناعة القرار السياسي والاقتصادي إقليميًا ودوليًا.
تحالفات وحلول سياسية
ويقود محمد بن سلمان الجهود المستمرة لتعزيز مكانة السعودية على الساحة الدولية، وتحقيق مستقبل مشرق ومزدهر لمواطنيها. فمنذ توليه منصب وزير الدفاع وولي العهد عمل الأمير محمد بن سلمان على عقد تحالفات قوية للسعودية لتمكينها من تحقيق الاستقرار بالمنطقة حولها. كما عُين قائدا للتحالف الإسلامي الذي عمل عليه فترة طويلة لخلق قوة إسلامية تردع أي عدوان. وقام الأمير بن سلمان بجولات كبيرة على مستوى العالم متنقلاً ما بين الصين واليابان وروسيا وأمريكا ودول متعددة للبحث عن تحالفات وحلول سياسية لكثير من قضايا المنطقة.
وعلى المستوى العربي يولي الأمير محمد بن سلمان القضية الفلسطينية اهتماماً كبيراً، حيث نجح في حثّ المزيد من الدول على الاعتراف بدولة فلسطين، فيما أطلق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين واستضافة المملكة الاجتماع الأول للتحالف.
وفي هذا السياق قاد الأمير محمد بن سلمان مؤخراً القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض والتي هدفت الى خلق موقفاً عربيا وإسلاميا موحدا لدعم القضية الفلسطينية، في ظل ظروف خطيرة بالتزامن مع الاعتداءات على لبنان.
وخلال كلمته في افتتاح القمة أكد الأمير محمد بن سلمان "أن بلاده تحشد دعم المزيد من الدول لصالح حل الدولتين، مؤكداً ضرورة قيام دولة فلسطينية. وأوضح أن المملكة ترفض إعاقة عمل الوكالات الإنسانية في غزة، معرباً عن تضامن السعودية تجاه الفلسطينيين واللبنانيين، قائلاً: نقف إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان.
علاقات متنية مبنية على الاحترام مع الولايات المتحدة الأمريكية
على مدى أكثر من ثمانون عاما والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تتمتعان بعلاقات قوية وقائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. تأسست العلاقات الدبلوماسية في عام 1933. فتحت السفارة الأميركية في جدة في عام 1944 وانتقلت إلى الرياض في عام 1984. بالإضافة للسفارة في الرياض توجد قنصليتين في كل من في جدة والظهران.
الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية يجمعهما الحرص على كل من الأمن الإقليمي ، وصادرات النفط وواردات ، والتنمية المستدامة. تتم العديد من مشاورات الوثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية المتعلقة بالمصالح الدولية ، والاقتصادية ، وقضايا التنمية ، مثل شؤون الشرق الأوسط وعملية السلام المشتركة في منطقة الخليج. الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري للمملكة العربية السعودية ، والمملكة العربية السعودية هي أكبر سوق للصادرات الأميركية في الشرق الأوسط.
للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تاريخ من تبادل المعلومات التقنية والتعليمية التي استفاد منها كلا البلدين ، والعلاقات الأمنية طويلة الأمد لا تزال مهمة . و بإشراقه القرن الواحد تظل وحيوية العلاقات الأمريكية السعودية آمنة و راسخة على على أساس المصالح المتعددة الأوجه في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والإنسانية ، وفقا لما نشرته السفارة الامريكية في الرياض على موقعها.
وكان ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد اجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، هنأه خلاله بالفوز في الانتخابات الرئاسية، وعبر عن تطلع المملكة لتعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط البلدين، متمنياً للشعب الأميركي الصديق التقدم والازدهار بقيادته.
وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قد وجهوا تهنئتهم للرئيس دونالد ترمب، بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية. وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في مقابلة له مع قناة العربية السعودية إنه سيعمل مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، من أجل إعادة السلام إلى المنطقة، ووصف الرئيس الأميركي المنتخب، العلاقات الأميركية - السعودية بالجيدة في الوقت الراهن، لافتاً إلى أنها كانت رائعة أثناء فترة رئاسته، وتعد علاقات عظيمة بكل ما تعنيه الكلمة .
عدم التفريط أو المساومة على القضة الفلسطينية
لدى افتتاحه أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى الأربعاء 18-9-2024 ، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رفض بلاده تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون قيام الدولة الفلسطينية، كما أعرب عن إدانة المملكة لـ"جرائم" الدولة العبرية، قبل أقل من شهر على الذكرى الأولى لهجوم 7 أكتوبر، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال ولي العهد السعودي متوجها للمجلس: "تتصدر القضية الفلسطينية اهتمام بلادكم، ونجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلة القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة". وأضاف "لن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب، في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل من دون ذلك".
وتوجه ولي العهد وفقا للوكالة في ختام كلمته "بالشكر إلى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيدا للشرعية الدولية، ونحث باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة".
الخصائص القيادية لمحمد بن سلمان
يتصف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان صاحب رؤية التجديد والتطوير في المملكة، بالعديد من المميزات والخصائص الإدارية، والقيادية التي جمعها هذا القائد الشاب، أبرزها الحكمة والشورى حيث اعتمد في جميع قراراته السياسية وفي صياغة الرؤية الخاصة بالمملكة على استشارة ذوي الاختصاص من الاقتصاديين والخبراء وغيرهم ما يدل على حكمة هذا القائد الشاب وقدرته على تجميع الآراء حوله وصياغة مستقبل البلد، وهذا ما جعل الجميع يلتف حول الاستراتيجيات والخطط التي يتبناها لصالح مستقبل المملكة وحاضرها.
ويتسم الأمير السعودي الشاب بشجاعة رأي أكسبته احترام وتقدير كل السعوديين بلا استثناء وفي المحيط الإقليمي والعالمي. حيث يستمد قدراته القيادية من الشعب السعودي، ولاسيما أنه ينتمي للفئة الأكثر حضورًا في المملكة، هي فئة الشباب، التي تحمل مقومات النشاط والهمة والعزم والحماس؛ الأمر الذي سهّل عليه تفهُّم مطالبهم، وإدراك تطلعاتهم وآمالهم، والتواصل الفعّال معهم.
رؤية المملكة 2030
في أبريل عام 2016، قدم ولي العهد السعودي رؤية طموحة تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة، وتحسين جودة الحياة لمواطنيها، وتطوير قطاعاتها الرئيسية، حيث تضمنت رؤية 2030 سلسلة من الإصلاحات الشاملة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الاقتصاد، والتعليم، والثقافة، والترفيه، والبنية التحتية. وبدأت المملكة في تنفيذ هذه الرؤية بخطوات واضحة ومحددة، مما أسهم في تغيير وتحسين العديد من المجالات الحيوية.
وعلى المستوى العربي يولي الأمير محمد بن سلمان القضية الفلسطينية اهتماماً كبيراً، حيث نجح في حثّ المزيد من الدول على الاعتراف بدولة فلسطين، فيما أطلق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين واستضافة المملكة الاجتماع الأول للتحالف. وفي هذا السياق قاد الأمير محمد بن سلمان مؤخراً القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض والتي هدفت الى خلق موقفاً عربيا وإسلاميا موحدا لدعم القضية الفلسطينية، في ظل ظروف خطيرة بالتزامن مع الاعتداءات على لبنان. |
ويعد مشروع «رؤية المملكة 2030» من المشروعات الرائدة في المملكة، ويهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتنفيذ إصلاحات هيكلية لإخراج المملكة من اقتصادها المعتمد على النفط، وفتح مجالات لمصادر متنوعة من الدخل، وأنواع متعددة من الاستثمارات في المملكة. حيث بدأت إنجازات محمد بن سلمان تتوالى منذ إعلان رؤية 2030، والتي كان من شأنها أن تضع السعودية على طريق القوة لرؤية الإمكانات الفريدة التي تتمتع بها المملكة لإحياء الماضي وتطوير الحاضر ودعم المستقبل، وقامت أهم تلك الإنجازات على 3 محاور أساسية ضمن مستهدفات رؤية 2030 وهي: «وطن طموح، واقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي». وتعتبر هذه الرؤية إحدى أكبر التحولات في تاريخ المملكة العربية السعودية، وهي رحلة شاملة نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا لجميع مواطني المملكة.
روح التفاؤل والإيجابية
ومن خلال بث روح التفاؤل والإيجابية عزز ولي العهد محمد بن سلمان طموح الشعب السعودي بتحقيق التطلعات التي عبّرت عنها الرؤية؛ حيث شهدت المملكة تنفيذ الكثير من المشاريع التنموية الكبرى بالإضافة الى الخطوات الجادة في سبيل تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، عبر زيادة الإيرادات غير النفطية، ودعم الخصخصة.
وعمل ولي العهد على إصلاحات داخلية في المملكة عبر برنامج الرؤية 2030، حيث أطلق برنامجاً شاملاً شاركت فيه جميع وزارات الدولة للعمل على إيجاد حلول اقتصادية في السعودية وعدم الاعتماد على النفط كمورد اقتصادي. بالإضافة الى تعزيز سلطته في السياسة والاقتصاد عبر استراتيجية تستهدف استقطاب الجيل الشاب الى حلقة طموحاته.
محمد بن سلمان والمرأة السعودية
حازت المرأة جُل اهتمام ولي العهد رئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكانت ومازالت ركنا رئيسيا في رؤية 2030 التي حرصت على تعزيز مكانتها، إذ رسمت لها رؤية مستقبلية طموحة بأن المرأة عنصر رئيسي، وشريك ثابت في صناعة منجزات الوطن ومستقبله.. فرؤية 2030 منحت للمرأة الحق في تولي المناصب القيادية؛ لترتفع نسبة النساء في سوق العمل، وفقا لصحيفة عكاظ السعودية .المرأة السعودية لن تنسى المقولة الشهيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان حينما قال: «أنا أدعم السعودية، ونصف السعودية من النساء؛ لذا أنا أدعم النساء». كلمات واضحة وقاعدة من قواعد دعم النساء وتمكينهن، حيث شَهِد العالم حجم التحديات التي أنجزها للمرأة السعودية كما الرجل بكامل الحقوق والأهلية، كما رسم مستقبلها ومكّنها في كل مجال علمي وعملي واجتماعي واقتصادي وأيضاً سياسي، فكما وَرد في محور الاقتصاد المزدهر في رؤية 2030 تحديداً أهمية عمل المرأة وإعطائها الفرصة، فرفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل وخفض نسبة البطالة بين النساء؛ حيث إنها الأعلى مقارنة مع نظيرها الرجل،حسب الصحيفة.
استقطاب شريحة الشباب
وبهدف استقطاب الشريحة الأكبر من المجتمع الشاب، وضع الأمير محمد الرياضة والترفيه في صلب جهوده الإصلاحية ضمن "رؤية 2030"، وهي خطة التنويع الاقتصادي التي أطلقها بنفسه في عام 2016. وكان للمبادرات التي قادها ولي العهد الدور البارز في تقدم عجلة التطور خلال السنوات الماضية، وأصبحت المملكة من الدول الأكثر ثباتاً وتفاؤلاً في القفزات التنموية.
وخلال السنوات القليلة الماضية استطاع ولي العهد السعودي أن يدخل تغييرات جذرية وإصلاحات هيكلية ساهمت في إعادة اكتشاف المملكة والتعريف بها واستعراض مكامن قوتها بما تمتلكه من مقومات اقتصادية وطبيعية واجتماعية وتاريخية وثقافية.
وتكشف القراءة التحليلية لعينة من مقولات ولي العهد السعودي، التي أجراها مركز القرار للدراسات الإعلامية، سيطرة لغة التفاؤل على خطاباته، والثقة في المواطن السعودي وقدراته، والإيمان بأهمية مشاركة الشعب في نهضة الوطن ومستقبله، إضافة إلى تحفيزه بخطاب ينضح بالأمل والاستبشار.
شخصية استثنائية
حقق محمد بن سلمان تأثيرا على مسار السياسة الاستراتيجية العالمية مؤخرا، وحافظ ولي العهد على موقعه المتقدم من ضمن قادة العالم المؤثرين في صناعة القرار العالمي، ما يعطي دلالة واضحة على المكانة الرفيعة التي أصبح يتبوؤها إقليميا ودولياً وعكسه صورة إيجابية عن السعودية الجديدة، إذ شكّلت الرؤية 2030 نقطة الارتكاز التي حملها في جولاته الخارجية، من خلال خطابه الشفاف والصريح ولغته السهلة الممتنعة، والمباشرة، والتي نقلت المملكة إلى فضاء عالمي جديد نظير قراءته الشاملة والاستراتيجية للأوضاع العالمية وإلمامه التام بكل الظروف التي تمر بها المنطقة.
وبحسب أكاديميين وسياسيين سعوديين وعرب، يُعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شخصية استثنائية على مستوى المنطقة والعالم، ويمثل برؤيته العميقة ونهجه الإصلاحي ونظرته الاستراتيجية للسياسة الخارجية وأزمات المنطقة محورًا في حاضر ومستقبل صناعة القرار السياسي والاقتصادي إقليميًا ودوليًا.
يذكر أنه منذ توليه ولاية العهد، نجح الأمير السعودي الشاب في إدخال إصلاحات اجتماعية كبرى في المملكة المحافظة، متّعهدا بنقلها إلى كنف "الإسلام المعتدل"، ففتح أبواب الترفيه والسياحة وسعى لجذب المستثمرين الأجانب لتنويع مصادر اقتصاد بلاده المرتهن للنفط ، وفقا لمجلة الإيكونوميست .