غروب الشمس مشهد مفعم بالمشاعر، ويشكل شعوراً جميلاً عند الغالبية. ومع ذلك، في بعض الأحيان، يجد البعض أن ضوء النهار الخافت يثير لديهم مشاعر يصعب تحديدها، يختلط فيها الحزن والقلق والرعب، وهو ما يعرف بـ«قلق غروب الشمس»، وفقًا ل زهرة الخليج.
ويبدو أن العديد من الأشخاص يزداد شعورهم بالقلق مع غروب الشمس، وبعضهم بالذعر أو الفراغ أو الندم أو الذنب مع انتقال النهار إلى الليل.
وفي حين تختلف التفاصيل من شخص لآخر، إلا أن هناك شعوراً عاماً بالتعب والانهيار وفقدان السيطرة، وأن كل شيءٍ انتهى عندما تغرب الشمس.
وإذا كان «قلق غروب الشمس» يثير اهتمامكِ، فمن المأمول أن يكون في مجرد معرفة أن الآخرين يشعرون بنفس الشيء راحة لكِ.
ما الذي يسبب «قلق غروب الشمس»؟
إن أولئك، الذين تم تشخيصهم باضطراب القلق قد يكونون أكثر عرضة للشعور بعدم الارتياح عند غروب الشمس، حيث يبلغ القلق ذروته في الصباح، ثم ينخفض ببطء. ومع ذلك، إذا كان الشعار وراء قلق غروب الشمس هو «لم أفعل ما يكفي»، أو يبدو الأمر أشبه بمخاوف نهاية العطلة دون إنجاز ما قررتِ فعله، فقد يكون «ذنب الإنتاجية» هو السبب جزئياً.
ويحدث «ذنب الإنتاجية»؛ عندما تكون لدينا توقعات غير معقولة حول مقدار ما يمكننا إنجازه خلال فترة زمنية معينة، ثم عندما نفشل في تلبية هذه التوقعات نشعر بالسوء، كما أنه لا يكون الأمر متعلقاً بالعمل دائماً، إذ يمكن أن تشمل عقلية الإنتاجية السامة هذه أيضاً الضغط لاستخدام وقت فراغكِ بحكمة، والاستفادة من الأمسيات المجانية، أو الإجازات أو عطلات نهاية الأسبوع.
وعندما تقلقين بشأن المستقبل في الحاضر، يمكن أن يلعب ذلك دوراً أيضاً في «قلق غروب الشمس»، إذ مع انتهاء اليوم نتذكر كل ما لم نفعله. علاوة على ذلك، نعلم أن اليوم التالي سيبدأ، وستكون له مهامه الخاصة، لذلك قد نشعر بالأشياء التي تركناها غير مكتملة بأنها أكثر ثقلًا.
وقد يكون الأشخاص، الذين يحبون الكمال أكثر عرضة لهذا الضغط الداخلي للقيام بما يكفي، والذي يكون نتيجة سلوكيات مكتسبة من الآباء والمعلمين والمجتمع، حيث نعتقد أنه من أجل أن نكون محبوبين، يجب أن نكون مثاليين، ونطور هذه المعايير العالية لأنفسنا والتي ليست واقعية دائماً. وعندما نفشل، يمكن أن تتأثر قيمتنا الذاتية.
كيف تتعاملين مع القلق عند غروب الشمس؟
تعتمد مكافحة المشاعر المزعجة عند غروب الشمس على ما يسببها في المقام الأول، وإذا كنتِ تعتقدين أن الافتقار إلى التواصل البشري أو الحركة أو الوقت في الخارج قد يكون مسؤولاً جزئياً عن ذلك، فإن اتباع روتين حول غروب الشمس يمكن أن يقيكِ القلق، ويمنحكِ شعوراً بالهدف، لذلك احرصي على بناء عادة ليلية؛ حتى يعرف عقلكِ أن يوم العمل قد انتهى.
وكذلك لا بأس بتدوين المذكرات ليلاً، كما يمكنكِ أيضاً تجربة طرق أخرى لتخفيف التوتر بعد العمل، مثل: تشغيل الموسيقى أو الخروج أو مجرد الاستلقاء؛ للانتقال إلى المساء، والشعور بمزيد من الاستقرار.
لكن عندما يبدأ القلق التأثير في نومك، وكيفية تواصلك مع الآخرين، وقدرتك على الذهاب إلى المدرسة أو القيام بعملك، ورفاهيتك، فهذا مختلف، فربما حان الوقت لرؤية معالج، للعمل على ذلك، وتجاوزه.