
واشنطن- في إعلان لكامالا هاريس، تضع امرأة بطاقة اقتراعها لصالح المرشحة الديمقراطية بينما يعتقد زوجها أنها ستصوت لصالح الجمهوري دونالد ترامب: ويقول صوت في التعليق: "ما يحدث في الكشك يبقى في الكشك".
ويظهر المقطع، الذي تبلغ مدته 30 ثانية، والذي ترويه الممثلة جوليا روبرتس، الزوجين وهما يصلان إلى مركز اقتراع يرتديان قبعات بيسبول عليها العلم الأمريكي، وهو رمز يرتديه عادة أنصار ترامب.
وأثار الإعلان، الذي تم تمويله من قبل منظمة دينية غير ربحية، غضبا شديدا في معسكر ترامب، حيث وصفه الرئيس السابق بأنه "غبي" وتساءل "هل يمكنك أن تتخيل زوجة لا تخبر زوجها بمن ستصوت له؟".
وفي الإعلان، تتبادل الزوجة نظرات عارفة مع ناخبة أخرى، قبل أن تقدم اختيارها لهاريس.
"يمكنك التصويت بالطريقة التي تريدها، ولن يعرف أحد على الإطلاق"، هذا ما يقوله الصوت في التعليق الصوتي، قبل أن يسأل الزوج "هل اتخذت القرار الصحيح؟"
"بالتأكيد يا عزيزتي" تجيب المرأة.
- فجوة غير مسبوقة بين الجنسين -
وفي قناة فوكس نيوز المحافظة، قال أحد المذيعين مؤخراً إن تصويت زوجته سراً لصالح هاريس سيكون "مثل إقامة علاقة غرامية"، في حين قال رئيس مجلس النواب الجمهوري السابق نيوت جينجريتش إن الإعلان عن هاريس كان مثالاً على عمق "فساد" معسكرها.
بثت مجموعة لينكولن بروجيكت السياسية المناهضة لترامب إعلانا مشابها يظهر فيه رجلان من الطبقة المتوسطة العليا يؤكدان لبعضهما البعض أن زوجتيهما ستصوتان لترامب. ثم تقوم السيدتان ــ وغيرهن من النساء في دائرة الاقتراع ــ بملء بطاقات الاقتراع لصالح هاريس.
وتوضح مقاطع الفيديو، وردود الفعل الغاضبة من جانب أنصار ترامب، جانبين رئيسيين من الحملة الرئاسية الأميركية.
السبب الأول هو أن ترامب وهاريس يتقاتلان حقا على كل صوت أخير، في ما قد يكون السباق الرئاسي الأكثر حسما في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
السبب الآخر هو أن هاريس تعتمد بشكل كبير على حشد النساء في السباق المتقارب للغاية والذي سيشهد فجوة بين الجنسين في الأصوات لم يسبق لها مثيل من قبل.
وبحسب أحدث استطلاع للرأي أجرته شبكة إن بي سي، هناك فارق قدره 34 نقطة مئوية بين الناخبين المستهدفين من الذكور والإناث.
وتتقدم هاريس بفارق 16 نقطة بين النساء، في حين يتقدم ترامب بفارق 18 نقطة بين الرجال.
وتأتي الفجوة غير المسبوقة في ظل اعتماد حملة هاريس بشكل كبير على حقوق الإنجاب والإجهاض، بعد إلغاء المحكمة العليا للحق الفيدرالي في هذا الإجراء في عام 2022.
- مفاجأة كلوني-
وعلى نطاق أوسع، فإن الانتخابات هي صدام بين "الذكورة التقليدية والذكورية الأبوية" التي يتبناها ترامب وسياسات هاريس التي "أقل انسجاما مع الأدوار النمطية للجنسين"، كما قال كيلي ديتمار، أستاذ العلوم السياسية بجامعة روتجرز.
وتراهن عضو الكونغرس الجمهورية السابقة ليز تشيني، التي دعمت هاريس، علانية على الأصوات "السرية" للديمقراطية.
وقالت تشيني، ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني: "أعتقد أنكم ستجدون بصراحة الكثير من الرجال والنساء الذين سيذهبون إلى صناديق الاقتراع وسيصوتون بما يتوافق مع ضمائرهم وسيصوتون لنائبة الرئيس هاريس".
وقالت "قد لا يقولون أي شيء علناً، لكن النتائج ستتحدث عن نفسها".
لقد أكدت السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما مؤخرا على هذه النقطة، عندما ذكرت الناخبات: "إذا كنت امرأة تعيش في منزل من الرجال الذين لا يستمعون إليك أو لا يقدرون رأيك، تذكري فقط أن صوتك هو مسألة خاصة".
ولا يتوقف سعي حملة هاريس إلى استقطاب الناخبين "السريين" عند النساء. فقد أصدرت المجموعة التي مولت الإعلان الذي تروي فيه جوليا روبرتس، والذي يحمل عنوان "صوتوا للصالح العام"، إعلاناً ثانياً مؤخراً، يظهر فيه هذه المرة اثنان من الناخبين الذكور يدليان بأصواتهما لصالحها دون إخبار أصدقائهما المؤيدين لترامب.
ويروي الإعلان نجم آخر، وهو جورج كلوني.