
واشنطن- منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب المجر ورئيس حكومتها فيكتور أوربان إعفاء لمدة عام من العقوبات المفروضة على شراء النفط والغاز الروسيين، عقب اجتماع ودي بين الحليفين اليمينيين في البيت الأبيض الجمعة.
في تشرين الأول/أكتوبر، فرض ترامب عقوبات على أكبر شركتين نفطيتين روسيتين هما "روسنفت" و"لوك أويل"، ردا على رفض روسيا إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وبينما دفع الرئيس الأميركي الدول الأوروبية إلى التوقف عن شراء النفط الذي يقول إنّه يموّل آلة الحرب الروسية، استخدم أوربان زيارته الأولى إلى البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى السلطة للضغط باتجاه الحصول على معاملة خاصة.
وبينما تبادل الزعيمان الثناء، قال ترامب إنّه يدرس منح المجر إعفاء من العقوبات الأميركية، لأنّ هذه الدولة غير الساحلية مضطرة إلى الاعتماد على خطوط الأنابيب التي تجعل من النفط الروسي مادة حيوية بالنسبة إليها.
وقال ترامب للصحافيين "كما تعلمون، يتقدون ميزة وجود بحر".
وبعد الاجتماع، قال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو إنّ واشنطن منحت بلاده "إعفاء كاملا وغير محدود من العقوبات على النفط والغاز".
ولكن مسؤولا في البيت الأبيض أبلغ وكالة فرانس برس بأنّ إعفاء المجر مُنح لعام واحد فقط.
وفي الوقت نفسه، تعهّدت المجر شراء غاز طبيعي مسال من الولايات المتحدة بحوالى 600 مليون دولار، وفقا للمسؤول.
- "معجزة" -
حافظ رئيس الحكومة المجري على علاقة وثيقة مع واشنطن وموسكو، بينما كان يعارض الاتحاد الأوروبي في كثير من الأحيان بشأن ممارسة ضغوط على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا.
وعرض أوربان استضافة قمة في بودابست بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. غير أنّ ترامب ألغى اللقاء في تشرين الأول/أكتوبر وفرض عقوبات على موسكو لأول مرة منذ عودته إلى البيت الأبيض.
في واشنطن، دافع أوربان عن قضيته مؤكدا أنّ الطاقة الروسية حيوية بالنسبة إلى المجر. وقال إنّ "خط الأنابيب ليس قضية أيديولوجية أو سياسية، بل هو واقع ملموس فليس لدينا موانئ".
وأعطت واشنطن مهلة شهر للشركات التي تعمل مع "لوك أويل" و"روسنفت" لقطع علاقاتها بالشركتين الروسيتين، تحت طائلة الخضوع لعقوبات ثانوية قد تحرمها من الوصول إلى المصارف والتجّار وشركات الشحن الأميركية وشركات التأمين.
واعتبر أوربان أنّ الأمر سيحتاج إلى "معجزة" كي تتمكّن أوكرانيا من هزيمة روسيا، الأمر الذي يسلّط الضوء على الفجوة بينه وبين القادة الآخرين في الاتحاد الأوروبي بشأن الحرب.
- "احترام المجر" -
في الأثناء، أعلن ترامب دعمه الكامل لأوربان في قضية الهجرة المحورية، مشيرا إلى أنّه يجب على نظراء المجر في الاتحاد الأوروبي أن يظهروا لرئيس حكومتها المزيد من الاحترام.
ولطالما أبدى أوربان استخفافا بسياسات الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة. كما رفض إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا وعارض مساعي كييف للانضمام للاتحاد الأوروبي، وخاض خلافات متكررة مع بروكسل بشأن سيادة القانون وقضايا أخرى.
وقال ترامب "يجب عليهم احترام المجر واحترام هذا الزعيم الى حد كبير، لأنه كان محقا بشأن الهجرة"، مشيرا إلى أنه يمكن للأوروبيين أن "يستلهموا" من أوربان نموذجا يُحتذى به.
ومجددا، أشار ترامب الذي نفذ حملة واسعة النطاق على الهجرة في الولايات المتحدة، إلى وجود صلة بين المهاجرين والجريمة، الأمر الذي لا تدعمه الإحصاءات في الولايات المتحدة.
وكان الزعيم المجري زار "صديقه العزيز" دونالد ترامب ثلاث مرات العام الماضي في مقر إقامته في مارالاغو في فلوريدا، منها مرتان قبل إعادة انتخابه رئيسا.
لكن عودة ترامب إلى الرئاسة كان لها تأثيرات متفاوتة على المجر.
ورفعت واشنطن العقوبات المفروضة على أنتال روغان كبير مساعدي أوربان، وأعادت وضع البلاد في برنامج الإعفاء من التأشيرات.
ولكن الرسوم التي فرضها ترامب على الاتحاد الأوروبي، أضرّت بصناعة السيارات الموجّهة للتصدير في المجر، ما أثّر على اقتصادها الضعيف.
وقال خبراء إنّ الاجتماع مع الرئيس الأميركي كان من المتوقع أن يمنح أوربان فوزا "رمزيا"، في وقت يواجه هذا الأخير تحديا غير مسبوق لحكمه المستمر منذ 15 عاما قبل الانتخابات التي ستجري الربيع المقبل في ظل جمود اقتصادي.