تل أبيب- أبلغت إسرائيل رسميا الأمم المتحدة بقرارها قطع علاقاتها مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الاثنين 4 نوفمبر 2024، بعدما صوّت النواب الإسرائيليون لصالح حظر المنظمة التي تعد حيوية بالنسبة للفلسطينيين.
ومن المقرر أن يدخل قرار الحظر الذي أثار تنديدا دوليا بما في ذلك من الولايات المتحدة، حيّز التطبيق أواخر كانون الثاني/يناير في وقت حذّر مجلس الأمن الدولي من أنه سيحمل تداعيات خطيرة على ملايين الفلسطينيين.
اتّهمت إسرائيل حوالى عشرة موظفين في الأونروا بالمشاركة في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي شنّته حماس ضد الدولة العبرية وكان الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل.
وعقب الاتهامات، أقالت الأونروا تسعة موظفين غداة الهجوم الذي أدى إلى اندلاع حزب غزة.
وأوضحت وزارة الخارجية الإسرائيلية "بناء على تعليمات وزير الخارجية يسرائيل كاتس، أبلغت الوزارة الأمم المتحدة بإلغاء الاتفاقية المبرمة بين دولة إسرائيل والأونروا".
وقال كاتس في البيان "تشكل الأونروا التي شارك موظفون فيها في مجزرة السابع من تشرين الأول/اكتوبر والتي ينتمي الكثير من موظفيها لحركة حماس، جزءا من المشكلة في قطاع غزة لا جزءا من الحل".
أسفر هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل العام الماضي عن مقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وأدت العملية العسكرية الإسرائيلية التي جاءت ردا على الهجوم إلى مقتل 43374 شخصا في غزة معظمهم مدنيون، بحسب بيانات وزارة الصحة التابعة للقطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
- "انهيار" -
وقال المتحدث باسم الأونروا جوناثان فاولر لوكالة فرانس برس إن الحظر قد يؤدي إلى "انهيار" العمل الإنساني في غزة.
وأكّد فاولر "إذا تم تطبيق القانون فمن المرجح أن يتسبب في انهيار العملية الإنسانية الدولية في قطاع غزة والتي تشكل الأونروا عمودها الفقري".
وأضاف "قد يؤدي أيضا إلى انهيار الخدمات الأساسية التي تقدمها الأونروا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والصرف الصحي".
لكن إسرائيل قللت من أهمية الحديث عن الدور الحيوي الذي تلعبه الوكالة الأممية في غزة، لافتة إلى أن جزءا من المساعدات فقط يصل إلى القطاع عن طريق الأونروا.
وقال كاتس إن "دولة إسرائيل ملتزمة احترام القانون الدولي وستواصل تسهيل دخول المساعدة الإنسانية إلى قطاع غزة بطريقة لا تمس بأمن مواطني إسرائيل".
في الأثناء، عبّر سكان مخيم نور شمس في الضفة الغربية المحتلة عن قلقهم حيال المستقبل بعدما تعرّض مكتب الوكالة هناك إلى أضرار أثناء عملية إسرائيلية الأسبوع الماضي في المكان.
يعتمد سكان المخيم الواقع قرب مدينة طولكرم (شمال) والبالغ عددهم 13 ألفا بشكل كبير على الأونروا.
وقال شفيق أحمد جاد في محله لبيع الهواتف في المخيم "ليس لنا إلا الوكالة. تصفية الوكالة تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية".
وأكدت مسؤولة الأونروا في شمال الضفة الغربية هنادي جبر أبو طاقة لفرانس برس "ينظر اللاجئون إلى الأونروا باعتبارها أمهم، تخيلوا لو فقدوا أمهاتهم".
وخلصت سلسلة تحقيقات، قادت أحدها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا، إلى وجود بعض "المشاكل المتعلقة بالحياد" في الوكالة، لكنها شددت على أن إسرائيل لم تقدم بعد أدلة تدعم اتهاماتها لموظفي الأونروا.
وكشف تحقيق داخلي بأن تسعة موظفين "قد يكونون تورّطوا في هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر المسلحة".
تأسست الأونروا عام 1949 بعد النزاع العربي الإسرائيلي الأول، بعيد قيام دولة إسرائيل عام 1948.
وأوكلت الهيئة التي بدأت عملياتها في الأول من أيار/مايو 1950 مهمة مساعدة حوالى 750 ألف فلسطيني هربوا أو هُجّروا من منازلهم خلال الحرب.
وتم تمديد مهمتها مرّات عدة في ظل غياب أي حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
ومنذ أواخر أيلول/سبتمبر، توسّعت حرب غزة لتشمل لبنان حيث كثّفت إسرائيل حملتها ضد حزب الله بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود بين الطرفين.
زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد المنطقة الحدودية الشمالية مع لبنان حيث شدد أثناء لقائه الجنود على أهداف الحرب في الجبهة الشمالية.
ونقل البيان عن نتانياهو قوله للجنود الاسرائيليين على الحدود "أريد أن أكون واضحا: مع أو بدون اتفاق، فإن مفتاح استعادة السلام والأمن في الشمال، ومفتاح إعادة سكاننا في الشمال إلى ديارهم بأمان، هو أولا وقبل كل شيء دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، وثانيا استهداف أي محاولة لمعاودة التسلح، وثالثا الرد بحزم على أي إجراء يُتخذ ضدنا".
يمر نهر الليطاني في جنوب لبنان وشهدت المنطقة الواقعة جنوبه عدة حروب مع إسرائيل خلال السنوات الأخيرة.
- ضربات على لبنان -
تكثّف القوّات الإسرائيلية منذ 23 أيلول/سبتمبر ضرباتها على معاقل لحزب الله في لبنان وشنّت هجوما بريا في جنوب البلاد في 30 أيلول/سبتمبر.
وأسفرت العملية الإسرائيلية في لبنان عن مقتل أكثر من 1940 شخصا منذ 23 أيلول/سبتمبر، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
والاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل قياديا كبيرا في حزب الله قال إنه يشرف على إطلاق قذائف صاروخية وصواريخ مضادة للدروع على قوات الدولة العبرية في جنوب لبنان.
وأعلن حزب الله بأنه أطلق رشقة "صاروخية كبيرة" على مدينة صفد في شمال إسرائيل الاثنين دعما "لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة"، رغم أن كثيرين في لبنان وغزة يدعون إلى وقف لإطلاق النار في ظل تدهور الوضع الإنساني.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن طائرات إسرائيلية شنّت ضربات الاثنين استهدفت عدة مناطق في جنوب لبنان.
وفي البازورية، قرب مدينة صور في جنوب لبنان، أفادت الوكالة الوطنية بأن عناصر الإنقاذ يقومون بعمليات بحث تحت الأنقاض بعد ضربة نُفذت الأحد.