
طهران- أعدمت السلطات الإيرانية الاثنين 4نوفمبر2024، إيرانيا يهوديا بعد إدانته بتهمة القتل، وفق ما أعلنت منظمة غير حكومية، في ظل تصاعد حدة التوتر مع إسرائيل.
ونفذ حكم الاعدام شنقا بآروین قهرماني في السجن في مدينة كرمانشاه (غرب) بعدما أدين بتهمة ارتكاب جريمة قتل خلال شجار وقع في الشارع، بحسب ما أفادت منظمة "حقوق الإنسان في إيران" ومقرها في النروج.
وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم "في خضم التهديدات بالحرب مع إسرائيل، أعدمت الجمهورية الإسلامية آروين قهرماني، وهو مواطن إيراني يهودي"، مضيفا بأن القضية انطوت على "عيوب كثيرة".
وأضاف أنه "إلى جانب ذلك، فإن آروين كان يهوديا ولا شك في أن معاداة السامية المؤسسية في الجمهورية الإسلامية لعبت دورا مهما في تنفيذ الحكم في حقه".
ذكرت منظمة حقوق الإنسان في إيران بأن قهرماني اتُّهم بقتل رجل أثناء شجار في الشارع في كرمانشاه قبل عامين. لكنها قالت، بحسب عائلته، إنه تعرّض لهجوم بسكين ودافع عن نفسه مستخدما سلاح المهاجم.
ودعت سونيا سعدتي، والدة قهرماني، إلى عدم إعدامه. وحضّت العائلة أقارب الضحية على القبول بالديّة.
وبحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران، سُجل ارتفاع في عدد الإعدامات في الجمهورية الإسلامية حيث أُعدم 654 شخصا على الأقل هذا العام بينهم 166 في تشرين الأول/أكتوبر وحده.
- رفض طلبات إعادة محاكمته -
أكد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية الإيرانية إعدام قهرماني مشيرا إلى أن عائلة الضحية "رفضت إعطاء موافقتها" على دفعه دية.
وأفاد الموقع الذي لم يُشر إلى أن قهرماني يهودي بأن الحادثة وقعت في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 اثر خلاف مالي. وطعن قهرماني الضحية حتى الموت بواسطة سكين.
وطلب محامو المتّهم إعادة محاكمته ثلاث مرات، لكن تم رفض الطلب في كل مرة، بحسب "ميزان أونلاين".
وذكر الموقع بأن قهرماني كان يبلغ 21 عاما عندما وقع الشجار. إلا أن منظمة حقوق الإنسان في إيران لفتت إلى أنه كان في الثامنة عشرة من عمره حينها فيما أفادت تقارير أخرى بأنه كان يبلغ 20 أو 21 عاما عندما تم إعدامه.
أكّدت "وكالة أنباء الناشطين الحقوقيين" ومقرها الولايات المتحدة أيضا عملية الإعدام وبأن قهرماني الذي عُرف أيضا باسم ناثانيل يهودي.
وتراجع عدد اليهود في إيران منذ الثورة الإسلامية العام 1979 لكنها ما تزال الأكبر في الشرق الأوسط خارج إسرائيل.
وبينما أُعدم يهود إيرانيون مباشرة بعد الثورة، فإن إعدام يهودي إيراني هو أمر غير مسبوق منذ سنوات.
وتبادلت إيران وإسرائيل هجمات غير مسبوقة هذا العام بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية مع حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان.
وبعد وابل الصواريخ الإيرانية على إسرائيل في الأول من تشرين الأول/أكتوبر التي جاءت ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إلى جانب قيادي في الحرس الثوري في غارة إسرائيلية في بيروت ومدير المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في عملية في طهران نسبت إلى إسرائيل، هاجمت إسرائيل في 26 تشرين الأول/أكتوبر مواقع عسكرية إيرانية.
وفي كلمة ألقاها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي السبت قال "على العدوين، الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، أن يعلما أنهما سيتلقيان بالتأكيد ردا قاسيا على ما يفعلانه ضد إيران ومحور المقاومة".
أفادت التقديرات خلال السنوات الأخيرة بأن عدد اليهود الذين ما زالوا في إيران يبلغ 20 ألفا لكن التقرير الأخير عن الحريات الدينية الصادر عن الخارجية الأميركية نقل عن "لجنة طهران لليهود" بأن عددهم الآن لم يعد يتجاوز الـ9000.
لا تعترف الجمهورية الإسلامية بإسرائيل وتُحرق عادة الأعلام الإسرائيلية وسط هتافات "الموت لإسرائيل" خلال تظاهرات تُنظم في شوارع الجمهورية الإسلامية.
لكن السلطات ترفض اتهامها بمعاداة السامية وتقول إن الجالية اليهودية هي أقلية يعترف بها الدستور تتمتع بحرية العبادة وتحظى بنائب في البرلمان يمثّل مصالحها.