باريس- أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة 1نوفمبر2024، بأن العربي بن مهيدي، الشخصية الرئيسية في حرب الاستقلال الجزائرية ضد فرنسا، قُتل على يد جنود فرنسيين بعد اعتقاله عام 1957، حسبما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
وقالت الرئاسة في الذكرى السبعين للثورة التي أشعلت الحرب، في بادرة مصالحة جديدة من جانب ماكرون تجاه المستعمرة السابقة: "اعترف اليوم بأن العربي بن مهيدي، البطل الوطني للجزائر... قُتل على يد جنود فرنسيين".
لقد ترك استعمار فرنسا للجزائر الذي دام أكثر من قرن من الزمان وحرب الاستقلال الشرسة التي دارت رحاها بين عامي 1954 و1962 ندوباً عميقة على كلا الجانبين.
وفي السنوات الأخيرة، قام ماكرون بعدة مبادرات نحو المصالحة، لكنه امتنع عن تقديم أي اعتذار عن الإمبريالية الفرنسية.
وقالت الرئاسة إن ماكرون سعى منذ وصوله إلى السلطة في عام 2017 إلى "النظر في تاريخ الاستعمار والحرب الجزائرية وجها لوجه، بهدف خلق ذاكرة سلمية ومشتركة".
كان بن مهيدي أحد الأعضاء الستة المؤسسين لجبهة التحرير الوطني التي أطلقت الثورة المسلحة ضد الحكم الفرنسي والتي أدت إلى اندلاع الحرب.
وقالت الرئاسة إن بن مهيدي، حسب الرواية الرسمية، حاول الانتحار بعد اعتقاله في فيفري 1957، وتوفي أثناء نقله إلى المستشفى.
لكنها قالت إنه قُتل في الواقع على يد جنود تحت قيادة الجنرال بول أوساريس، الذي اعترف بذلك في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
في عام 2017، وصف ماكرون، المرشح الرئاسي آنذاك، الاحتلال الفرنسي بأنه "جريمة ضد الإنسانية".
وفي عام 2020، أوصى تقرير كلف المؤرخ بنيامين ستورا بإعداده باتخاذ المزيد من الخطوات للمصالحة بين البلدين، مع استبعاد "التوبة" و"الاعتذارات".
لكن ماكرون، الذي سعى إلى بناء علاقة قوية مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تساءل في عام 2022 عما إذا كانت الجزائر موجودة كأمة قبل استعمارها من قبل فرنسا، مما أثار رد فعل غاضب من الجزائر.