لبنانيون "يتامى أرضهم" بعد أن فجرت إسرائيل منازلهم  

أ ف ب-الامة برس
2024-11-01

 

 

عيتا الشعب هي واحدة من القرى الواقعة في جنوب لبنان التي تم هدم منازلها (ا ف ب)   بيروت- جاءت الأنباء عبر مقطع فيديو، إذ اكتشف أستاذ القانون علي مراد أن إسرائيل فجرت منزل عائلته في جنوب لبنان بالديناميت، بعد أن وصلته لقطات من العملية على هاتفه.

وقال مراد (43 عاما) لوكالة فرانس برس "أرسل لي صديق من القرية الفيديو وطلب مني التأكد من أن والدي لن يشاهده".

"ولكن عندما حصل على الأخبار، بقي قويا."

وتظهر اللقطات الجوية انفجارات متزامنة تهز مجموعة من المباني على تلة خضراء.

ويظهر منزل مراد في قرية عيترون، على بعد أقل من كيلومتر واحد من الحدود، وهو ينهار وسط سحابة من الغبار الرمادي.

كان والده، وهو طبيب أطفال يبلغ من العمر 83 عاماً، يمارس عيادته الطبية في المبنى. وكان يعيش هناك مع عائلته منذ فترة وجيزة بعد انتهاء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان الذي دام 22 عاماً في عام 2000.

وفرت العائلة من المنطقة مرة أخرى بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله في 23 سبتمبر/أيلول، بعد عام من إطلاق النار عبر الحدود بدأ بحرب غزة.

ومنذ ذلك الحين، يتعرض جنوب لبنان، معقل حزب الله، لقصف إسرائيلي مكثف.

وتقول جماعة حزب الله إنها تقاتل القوات الإسرائيلية عن قرب في القرى الحدودية بعد أن بدأت غزوا بريا الشهر الماضي.

لم يتمكن مراد خلال العشرين عاماً الأولى من حياته من دخول قرية عيترون بسبب الاحتلال الإسرائيلي.

ويريد أن يكون لطفليه "ارتباط بأرضهما"، لكنه يخشى أن تؤدي الحرب إلى قلب أي روابط متبقية رأساً على عقب.

وقال "أخشى أن يصبح أبنائي أيتاماً من أرضهم كما حدث لي في الماضي".

"العودة حق لي وواجب في ذاكرة أجدادي ومن أجل مستقبل أبنائي".

- "مت للمرة الثانية" -

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن القوات الإسرائيلية نسفت بالديناميت مبان في سبع قرى حدودية على الأقل الشهر الماضي.

وبثت القناة 12 الإسرائيلية لقطات أظهرت ما يبدو أنه أحد مذيعيها يفجر مبنى أثناء وجوده مع الجنود في قرية عيتا الشعب.

وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول، قالت الوكالة الوطنية للإعلام إن إسرائيل "فجرت ودمرت منازل... في قرية العديسة".

وفي ذلك اليوم، قال الجيش الإسرائيلي إن 400 طن من المتفجرات انفجرت في نفق لحزب الله، وقال إن طوله يزيد على 1.5 كيلومتر (حوالي ميل).

في العديسة يخشى لبنان البعلبكي أن يكون قد فقد الضريح الذي دفنت فيه والدته ووالده الرسام الراحل عبد الحميد البعلبكي.

يقع قبرهم في حديقة منزلهم الذي دمره الانفجاران.

اشترى بعلبكي، 43 عاماً، صوراً عبر الأقمار الصناعية لمراقبة المنزل الذي صممه والده، من الحجر الأبيض المصقول والبلاط الطيني.

لكن مقاطع فيديو تم تداولها عبر الإنترنت في وقت لاحق أظهرت أنه تم تفجيرها.

ولم يعرف لبنان بعد ما إذا كان الضريح قد تعرض لأضرار أيضا، مضيفا أن هذا كان "مخاوفه الكبرى".

وأضاف أن الأمر سيكون بمثابة "موت والديه للمرة الثانية".

وأضاف أن منزله في العديسة كان يحتوي على مكتبة تضم 2000 كتاب ونحو 20 عملاً فنياً أصلياً، بما في ذلك لوحات لوالده.

لقد أنفق والده مدخرات حياته من وظيفته كأستاذ جامعي لبناء المنزل.

وقال بعلبكي لوكالة فرانس برس إن العائلة احتفظت "بمكتبه ولوحاته وفرشاته كما تركها قبل وفاته".

كانت اللوحة التي كان يعمل عليها لا تزال على الحامل.

لقد ملأه فقدان المنزل "بحزن شديد" لأنه "كان مشروعًا نشأنا معه منذ الطفولة والذي أثر علينا بشكل كبير، ودفعنا إلى احتضان الفن وحب الجمال".

- "جريمة حرب" -

قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في لبنان إن "حملة التدمير المستمرة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان تشكل جريمة حرب".

وقال التقرير إنه بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأكتوبر/تشرين الأول 2024، "دُمرت مواقع بشكل متعمد ومنهجي في ثماني قرى لبنانية على الأقل"، مستنداً في نتائجه إلى صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو التي شاركها جنود إسرائيليون على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت اللجنة إن الجيش الإسرائيلي استخدم "الضربات الجوية والجرافات والتفجيرات التي يتم التحكم فيها يدويا" لتدمير أحياء بأكملها - منازل ومدارس ومساجد وكنائس وأضرحة ومواقع أثرية.

وقالت منظمة "الأجندة القانونية" اللبنانية المعنية بحقوق الإنسان إن الانفجارات في محيبيب "دمرت الجزء الأكبر" من القرية الواقعة على قمة التل، "بما في ذلك ما لا يقل عن 92 مبنى من منازل ومنشآت المدنيين".

وقال حسين شعبان، الصحافي الاستقصائي في المجموعة، "لا يمكنك تفجير قرية بأكملها لأن لديك هدفاً عسكرياً".

وأضاف أن "القانون الدولي يحظر مهاجمة الأهداف المدنية".

وفي حال استهداف الأهداف المدنية، "يجب احترام مبدأ التناسب، وهنا يتم انتهاكه".

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي