عاملون إنسانيون : الانتهاكات "الصارخة" سابقة خطيرة في حروب الشرق الأوسط

أ ف ب - الأمة برس
2024-10-28

جندي من الجيش اللبناني ومسعف من الصليب الأحمر يتفقدان موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت قرية مرجعيون الجنوبية في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2024 (ا ف ب)جنيف - حذر العاملون الإنسانيون في الشرق الأوسط من أن الانتهاكات "الصارخة" لقوانين الحرب في النزاع المتفاقم في المنطقة تشكل سابقة خطيرة.
وأكد العاملون في المجال الإنساني أن المتحاربين ينتهكون القانون الإنساني الدولي، منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على اسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ورد الجيش الإسرائيلي بشن عملية عسكرية دامية ضد حماس في قطاع غزة.

وقال نائب مدير الهلال الأحمر الفلسطيني مروان الجيلاني لوكالة فرانس برس إن "قواعد الحرب تُنتهك بشكل صارخ" لدرجة "خلق سابقة لم نشهدها في أي صراع آخر".

وندّد الجيلاني على هامش مشاركته الأسبوع الماضي في جنيف باجتماع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر البالغ عددها 191 جمعية، بهذا "التجاهل التام" للقانون الدولي الإنساني.

وأكد أن في وقت تنفذ فيه إسرائيل عملية انتقامية مدمرة في قطاع غزة، يكافح العاملون الإنسانيون المحليون لتقديم مساعدات بينما يواجهون المخاطر عينها التي يواجهها بقية السكان.

يعمل مع الهلال الأحمر الفلسطيني أكثر من 900 موظف وآلاف المتطوعين في غزة حيث قُتل أكثر من 43 ألف فلسطيني وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس منذ بدء الحرب مع إسرائيل.

وقال الجيلاني "إنهم جزء من المجتمع. نزحوا عدة مرات ... أعتقد أن كل فرد من موظفينا فقد أفرادا من عائلته".

ودان خصوصا "الاستهداف المتعمد للقطاع الصحي".

وترفض اسرائيل هذه الاتهامات، وتقول إنها تنفذ عملياتها العسكرية في قطاع غزة ولبنان تماشيا مع مبادئ القانون الدولي.

- "تجاوز الحد" -
وأكد الجيلاني أن "العديد من موظفي" الهلال الأحمر الفلسطيني، "بينهم أطباء وممرضون، اعتقلوا واحتجزوا لأسابيع وتعرضوا للتعذيب".

وأضاف أنه منذ بداية الحرب في غزة، قُتل 34 موظفا ومتطوعا في الهلال الأحمر الفلسطيني في القطاع الصغير، واثنان آخران في الضفة الغربية "معظمهم أثناء أدائهم الخدمة".

وما زال أربعة موظفين آخرين محتجزين، ومصيرهم مجهول.

وشدّد الجيلاني، على أن تجاهل القانون الدولي الأساسي في النزاع يضعف الإيمان بوجوده أصلا.

ولفت إلى أن هذه الحرب أفضت إلى انتشار "اعتقاد في الشرق الأوسط بأن القانون الدولي غير موجود".

كما ندد يوري شاشام، رئيس جهاز الإسعاف الاسرائيلي "نجمة داوود الحمراء" بالتجاهل التام للقوانين الدولية التي تنص على حماية العاملين في المجال الإنساني.

وأكد أن خلال هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على اسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى معطيات رسمية، قُتل أيضا عاملون في "نجمة داود الحمراء" ومتطوعون تابعون للمنظمة توجهوا إلى أماكن الأحداث للمساعدة.

وقال شاشام إن المنظمة خسرت سبعة أشخاص في ذلك اليوم "أثناء قيامهم بمعالجة أشخاص آخرين" وحُددت هوياتهم على أنهم "عاملون في المجال الإنساني".

وأضاف "أكثر ما يقلقنا هو أنه بمجرد تجاوز الحد، قد يتصرف آخرون بالطريقة نفسها".

- "سيناريو مماثل" -
إلى ذلك دان الصليب الأحمر في لبنان، حيث تشن إسرائيل عمليات برية منذ شهر تقريبا تزامنا مع تكثيف غاراتها الجوية ضد حزب الله، هذه الانتهاكات.

وأصيب ثلاثة عشر متطوعا في الصليب الأحمر اللبناني بجروح مؤخرا خلال مهمات إسعاف.

وقالت المسؤولة في المنظمة سمر أبو جودة لوكالة فرانس برس إنه لا يبدو أن الهجمات كانت تستهدف العاملين في المجال الإنساني.

وأضافت "مع ذلك، إن عدم القدرة على الوصول إلى الجرحى وسقوط ضربات أمام سيارة إسعاف مباشرة لا يتماشى مع احترام القانون الدولي الإنساني".

وأعربت عن خشيتها من أن يواجه لبنان مصير غزة، بعدما قتل 1620 شخصا على الاقل منذ 23 أيلول/سبتمبر في البلاد، وفق إحصاءات لفرانس برس تستند إلى أرقام وزارة الصحة.

وقالت "نأمل ألا تواجه أي دولة ما يحدث حاليا في غزة، لكن السيناريو في لبنان بدأ يُصبح مماثلا"، مؤكدة أن الصليب الأحمر اللبناني يستعد "لكل السيناريوهات".









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي