الكاتب السعودي محمد السيف يرصد سيرة وأفكار أحمد الشيباني

2024-09-09

صدر حديثا عن دار جداول في بيروت كتاب « أحمد الشيباني أو ذبيان الشمري..سيرته..فلسفته ..معاركه» للكاتب السعودي المتخصص في كتابة السير الذاتية محمد عبد الله السيف. حاول السيف في الكتاب التعريف بشخصية الشيباني ، تذكيرا به لأجيال عربية، لم تسمع به من قبل، ولم تقرأ له، ولم تتعرف بعد على إرثه الفكري في التأليف وفي الترجمة، وفق ما يذكره الكاتب في مقدمة كتابه.

تناول الفصل الاول من الكتاب مسار حياة الشيباني منذ مولده في صحراء الشام، ودراسته المبكرة في المدرسة الألمانية في القدس، وتأليفه لكتابه الأول: «الأهداف الاستعمارية وراء مشروع مارشاله» وهو الكتاب الذي ألفه ولما يبلغ السادس والعشرين من عمره. ومن ثم انخراطه في «الحزب التعاوني الاشتراكي» بقيادة فيصل العسلي.

في الفصل الثاني ينظر السيف في تحولات الشيباني من الاشتراكية الماركسية الى القومية العربية الثورية، والتنظير لها، فكرا وممارسة، ليعدل لاحقا من توجهاته من خلال الانزياح نحو الفكر السياسي المحافظ، التي مثل قطبها الرئيسي آنذاك السعودية وحلفاؤها في مواجهة الدولة العربية الثورية.

عاش الشيباني في الستينيات في بيروت، والتي كانت تعيش أزهى أيامها ولياليها، ثقافة وآداباً، فحلق فيها مؤلفاً ومترجما لمدة خمس عشرة سنة، وغدا رمزا ثقافيا عربيا، وهو ما ظهر بشكل واضح من خلال ترجمته لكتاب «نقد العقل المجرد» لمؤلفه عمانوئيل كانط.

مع نشوب الحرب الأهلية في لبنان، انتقل أحمد الشيباني إلى مصر، لكن لم يطب له المقامة، خاصة بعد توقيع السادات لاتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، فواصل طريق غربته الى مدينة جدة، لتكون هي المحطة الأخيرة له في مشوار غربته ومنفاه.

تميزت «مرحلة» جدة في حياة الشيباني بالعطاء الغزير في الكتابة الصحافية ، وفي دخوله في معارك ثقافية صحافية، ومناقشات فكرية. وقد بدأ الكتابة في الصحافة السعودية (صحيفة المدينة) باسم مستعار هو «ذيبان الشمري» فدشن كما يقول السيف عهدا جديدا في الكتابة السياسية الصحافية.

يتوقف السيف في الفصول اللاحقة على المعارك التي دارت بين الشيباني مع عدد من المثقفين السعوديين والعرب ، كما في حال معركته مع تركي الحمد على صفحات جريدة الرياض، حول «هيغل» وفلسفته في التاريخ.

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الباحث السعودي السيف بإعادة الاعتبار لبعض الشخصيات أو السياسية الثقافية العربية، حيث استطاع من خلال عدد من مؤلفات سابقة له مثل «حمزة غوث»، أو كتاب «عبد الله الطريقي.. صخور النفط ورمال السياسة» و«نجيب المانع.. حياته وآثاره» من إعادة كتابة سير هؤلاء الشخصيات، والكشف عن تواريخ اجتماعية ويومية في تاريخ السعودية والمنطقة العربية عموما.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي