صاندي تايمز: نتنياهو وجد في محور فيلادلفيا مهربا لاحتواء التظاهرات الداعية لعودة الأسرى  

2024-09-08

 

بات الضغط على نتنياهو ملموسا، خاصة بعد تحول اثنين من الأسرى إلى رمزين دوليين (أ ف ب)نشرت صحيفة “صاندي تايمز” مقالا لياكوف كاتز، الزميل البارز بمعهد سياسات الشعب اليهودي في القدس، ومؤلف كتاب سيصدر قريبا بعنوان “عندما نامت إسرائيل”، قال فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يحاول البحث عن طرق لوقف الاحتجاجات  العامة ضد سياساته في غزة، واسترضاء اليمين المتطرف، ووجد في محور فيلادلفيا مهربا من معضلة الأسرى.

وأشار في البداية إلى مقتل ستة أسرى اكتُشفت جثثتهم بعدما نجوا 11 شهرا في الأسر، مما أدى إلى حالة من الحزن واليأس داخل إسرائيل.

وقال الكاتب إن الإعلان عن مقتل الأسرى ذكّر الكثير من الإسرائيليين بهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر التي قتل فيها 1200 شخص، وتم أسر 250 آخرين. لكن الحزن والغضب اليوم لم يكن موجها ضد حماس، ولكن ضد الحكومة الإسرائيلية. ففي عيون الكثيرين، تخلت حكومة نتنياهو عن الأسرى الستة الذين قُتلوا، وتركوهم ليموتوا في قبو حماس.

وكان الرد عنيفا، حيث خرج من مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع مطالبين بتنحي نتنياهو أو التعامل مع موضوع الأسرى كأولوية.

وبات الضغط على نتنياهو ملموسا، خاصة بعد تحول اثنين من الأسرى إلى رمزين دوليين، ولهذا عقد في الأسبوع الماضي مؤتمرين نادرين في محاولة للتخفيف من ردود الفعل العنيفة، بعد اكتشافه أن الفشل في مخاطبة الرأي العام ستكون له عواقب سياسية خطيرة.

وتحدث الكاتب عن ثلاث عقبات أمام وقف إطلاق النار، اثنتان منها أمنية، حيث يرى نتنياهو أن التخلي عن محور فيلادلفيا يمثل خطرا على أمن إسرائيل، ويعطي حماس الفرصة للعودة إلى المنطقة وإعادة بناء قدراتها العسكرية. ويقول الكاتب إن هناك مشكلة ثقة لدى إسرائيل في تعهدات حماس، خاصة فيما يتعلق بمن لديها من الأسرى ومن يجب الإفراج عنهم، حيث غيّرت من الشروط أكثر من مرة.

أما العقبة الثالثة فهي سياسية، فرغم ما يُعرف عن نتنياهو بأنه متشدد، إلا أنه الأكثر اعتدالا، حسب زعم الكاتب، في تحالفه المتطرف. فهو كما يزعم عبّر عن رغبة في صفقة، لكنه يواجه تهديدات من داخل الائتلاف الحاكم.

وهدد الوزيران في الحكومة، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بتفكيكها لو وافق نتنياهو على صفقة لا تعني نهاية حماس عسكريا وسياسيا. ولهذا السبب تحول محور فيلادلفيا إلى موضوع مهم لنتنياهو. فالسيطرة عليه هي جائزة استراتيجية لمنع حماس من الحصول على الأسلحة كما يقول.

إلا أن المحور تحوّل إلى درع حماية سياسية لنتنياهو، فمن خلال التمسك به، يستطيع نتنياهو التأكيد على أهميته وتبرير تعطيل الصفقة التي قد يُنظر إليها كتنازل لحماس أمام قاعدته الانتخابية من اليمين المتطرف، والتي تقدم تدمير حماس على عودة الأسرى لديها.

وعليه، فدروس 7 تشرين الأول/ أكتوبر تعني أن الرضا عن النفس يقود إلى كارثة، فسياسة الاحتواء لحماس على أمل إدارة النزاع بدلا من محو الحركة ارتدت عكسا، ولذلك، فالتخلي عن محور فيلادلفيا الآن هو بمثابة تكرار لنفس الخطأ.

وعليه، فإسرائيل نتنياهو موزعة بين محور فيلادلفيا ومطالب عائلات الأسرى. فالفشل في جلب هؤلاء إلى أهاليهم يعني تآكل ثقة المواطنين بحكومتهم وجيشهم، ويضر بقيم الجيش الذي تعهد باستعادة كل جندي له. وربما أدى إلى التأثير على جهود تجنيد الجنود الشباب.

ويعني عدم استعادة الأسرى استمرار الحرب وعدم قدرة المجتمع الإسرائيلي على التعافي من هجمات أكتوبر. وكلا المسارين محفوف بالمخاطر ويحمل تهديدات لإسرائيل كما يقول الكاتب.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي