هآرتس: كيف لشخص مقيت أن يحصل على منبر لتشويه سمعتنا؟

2024-07-29

المجرم بنيامين نتنياهو (أ ف ب)إن شمولية الخداع الذاتي والإعجاب الجماعي ببوفيه الأكاذيب الذي تأكل منه والمركزية العرقية في المجتمع الإسرائيلي، وصلت إلى رقم قياسي جديد وخطير عقب خطاب رئيس الحكومة في الكونغرس. مراسلون ومعلقون، حتى المعروفين بالعداء لنتنياهو، اعترفوا بأنه خطاب بمثابة قنبلة. لا أحد من المتحمسين الذين وجهوا ملاحظة للجمهور فحص كيف تم استقبال الخطاب في أوساط الذين ابتسم لهم الحظ واستمعوا إليه من قرب – أعضاء الكونغرس، محللون أمريكيون وأوروبيون، مستشارون، ومن شغلوا مناصب في السابق.

لنبدأ بعضوة الكونغرس الديمقراطية نانسي بلوسي، التي كتبت في تغريدة لها بأن ظهور نتنياهو كان “أسوأ بكثير من ظهور أي زعيم أجنبي آخر حصل على شرف التحدث في الكونغرس”. أما بن رودس، الذي تولى مناصب رفيعة في فترة ولاية براك أوباما فقال: “تخيلوا كيف يتلقى العالم هذا الخطاب. تخيلوا زعيماً لم يحظ ذات يوم باستقبال كهذا في بلاده، ثم يحصل على منبر لتشويه سمعة (كما جاء في المصدر) الكونغرس.

هم وغيرهم شاهدوا سياسياً يمقته أكثر من 70 في المئة من مواطنيه، وفقد تقدير العالم الديمقراطي، ثم يستغل الفرصة للتدخل في سياسة أمريكا في فترة انتخابات من أجل البقاء في الحكم. هم اعتقدوا أن الخطاب مخجل، ولم يعرفوا كيف يمكن لزعيم دولة أجنبية أن يقف وينتقد متظاهرين أمريكيين، يجسدون حقهم الدستوري الأساسي في التجمع والاحتجاج.

هذا أمر لم تقله وسائل الإعلام الإسرائيلية، ولا أقصد القناة العائلية 14. المحلل السياسي في الهيئة، ميخائيل شيمش، قال إنه خطاب جيد. مراسل “معاريف”، بن كسبيت، قال إنه خطاب مثالي. غاي ليرر من القناة 13 كتب: “جذاب، دقيق، عميق، مثير للتفكير، بجذب احترام العالم”. يغئال موسكو من شركة الأخبار، غرد: “بدون تحفظ، خطاب ممتاز. يساهم في دعاية إسرائيل للعالم المشوش والمنافق، الذي جعلنا مجرمي حرب” (يغئال، يا صديقي، نحن من جعلنا أنفسنا مجرمي حرب). الانفصال بين مواطني إسرائيل وبين صورتهم في العالم تفاقم جداً في هذه الحرب، والغالبية الساحقة لا تدرك بعد المشاهد التي تأتي من غزة والتي يشاهدها العالم. الفجوة بين الطريقة التي ينظر فيها إلى الخطاب هنا وهناك، تعكس فقداناً مستمراً للقيم. ومثلما تأكل الدودة الدماغ، التي اكتشفت في مصادر المياه العذبة، فهذا نتنياهو يقضم التوجه الأساسي للمعلقين، إلى درجة أنه بات صعباً عليهم فهم أنه جعل وجه إسرائيل شاحباً على الملأ، وأنه خلافاً لهم، فإن معظم الناس محصنون ضد مسرحيته السياسية، النرجسية، ويشعرون برعب من استخدام ساخر لجنود ورهائن داخل الكونغرس، ويراقبون باشمئزاز العناق واللطف الذي تغدقه زوجته على نوعا ارغماني في كل مرة تتوجه الكاميرات إليها.

على الدول القريبة من مائدة المساعدات الأمريكية أن تطمح لتكون في الكونغرس. نتنياهو بعيد جداً عن هناك، حيث المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس تفعل كل ما في استطاعتها للنأي بنفسها عنه. ذات يوم، كانت إسرائيل محط إجماع لدى الحزبين. أما الآن، وبفضل نتنياهو وحكومته وعنف المستوطنين والاحتلال ومحاولة الانقلاب النظامي، فهي قضية مختلف عليها.

ما لا يفهمه المتحمسون في وسائل الإعلام المحلية، هو أن الخطاب واللقاءات في أعقابه باتت تعزز شعوراً بأن نتنياهو فقد “الاتصال”. هذا واضح أيضاً في صور لقائه مع ترامب، التي أظهرت زعيمين في خلاف شديد، ومكروهين من نصف شعبهما، ويتمسكان ببقايا حياتهما على أمل البقاء في الحكم أو أن يتم إعادة انتخابهما، حيث كل منهما يتساءل كيف يمكن للآخر أن يساعده في ذلك.

 

ايريس ليعال

هآرتس 28/7/2024









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي