تجنيد الحريديم: الجيش يستجدي بسبب ضائقته البشرية.. والحاخامات "إن قبلنا فبشروطنا"  

2024-07-22

 

حسب الجيش، فإن استمرار الحرب ومدى الإصابات يستدعيان تجنيد 10 آلاف شرطي للخدمة النظامية، والدائمة، والاحتياط. (أ ف ب)قبل أسبوع أقرت الحكومة تمديد الخدمة الإلزامية للرجال في الجيش الإسرائيلي بأربعة أشهر، في محاولة للتصدي لضائقة القوى البشرية لدى الجيش عقب الحرب في قطاع غزة وقبيل مواجهات أخرى. وبينما لا يعرف الجنود في “النظامي” متى سيسرحون، خصوصاً مع تراكم أوامر 8 وتبدد وعود بمنحة يتلقاها طلاب يخدمون في “الاحتياط”، يتمتع قطاع واحد بمعاملة متسامحة على نحو خاص من جانب سلطات الدولة.

الجيش الإسرائيلي لم يخلق تملص الحريديم من الخدمة، لكنه سلم بها. غير أن قادة الجيش بعد 7 أكتوبر باتوا مطالبين بفرض قانون الخدمة الإلزامية: بدون غمزات وبدون مساعي إقناع لدى الحاخامات أو وعود بمجال نقي من كل تلميح بوجود نسائي.

أمس، بعث الجيش الإسرائيلي بنحو ألف أمر أول للحريديم أبناء 18 – 26؛ معدل طفيف من أصل 64 ألفاً من ملزمي التجنيد. في الأسابيع القادمة سترسل دفعتان أخريان، يتقرر حجمهما وطابعهما وفقاً لنزوات زعماء الحريديم. هؤلاء يخافون فقدان السيطرة على تلاميذهم، لكن ليس في ذلك ما يشكل ذريعة لسلوك غير متساو.

حسب الجيش، فإن استمرار الحرب ومدى الإصابات يستدعيان تجنيد 10 آلاف شرطي للخدمة النظامية، والدائمة، والاحتياط. ومثلما قضت محكمة العدل العليا مؤخراً، فإن التمييز بين دم العلمانيين ودم الحريديم لن يستمر. كما أنه لا معنى أو سبب قانوني لانتظار الحكومة. “على الجيش الإسرائيلي أن يعطي الرأي إزاء التحديات التي تقف على أعتابه هذه الأيام، مثلما لاحتياجات الأمن الملموسة. قرار القائد (الجيش الإسرائيلي) لن يكون منقطعاً عما قيل آنفاً، وعليه أن يعكس الواقع الأمني الذي نعيشه هذه الأيام”، قضى قضاة المحكمة العليا.

لم تشر محكمة العدل العليا إلى هدف التجنيد، بل إلى عدم وجود أساس قانوني لمنح إعفاء الحريديم من الخدمة. فلماذا إذن يخطط الجيش الإسرائيلي لإرسال 3 آلاف أمر فقط إلى الحريديم؟ على الجيش الإسرائيلي ألا يراعي التوترات السياسية في الحكومة. تجنيد الحريديم مجال قرر الجيش أن يظهر فيه تسامحاً اعتدالاً وحساسية. الجيش، الذي لا يسأل أبناء 18 العلمانيين إذا كانوا يريدون الخدمة، يستجدي زعماء الحريديم بالتفضل بطيبة أن يوقفوا تملص تلاميذهم من الخدمة.

إن وعود كبار رجالات الجيش للحاخامات بعدم تلقي الحريديم المزمع تجنيدهم نساء في أثناء خدمتهم، هي وعود لا يقبلها العقل. فالجيش لا يفترض أن يتعاون مع الفكرة التي ترى في النساء موبئة. المساواة، في التجنيد وفي الخدمة، هي مبدأ أساس محظور التآكل فيها. كل “مرونة” ستزيد مطالب الفصل بين الجنسين في باقي مجالات الحياة. على الجيش الإسرائيلي أن يحترم القانون.

 

أسرة التحرير

 هآرتس 22/7/2024









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي