معاريف.. "نظرت إلى وجهه فبدا متجمداً": غالانت “يصعق” نتنياهو: أطالب بـ"لجنة تحقيق" رسمية؟  

2024-07-16

 

من ناحية غالنت، العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء سليمة، لكن من الصعب الموافقة على هذا القول، لأن غالنت في زيارته إلى الولايات المتحدة أطلق انتقاداً مبطناً على نتنياهو (أ ف ب)لا يمكن تجاهل مطلب إقامة لجنة تحقيق رسمية تحقق في أحداث 7 أكتوبر. فقد طرح وزير الدفاع غالانت المطلب حين خطب، بحضور رئيس الوزراء نتنياهو، في احتفال ختامي لدورة ضباط. ما قاله لا لبس فيه: “نحن مطالبون بتحقيق على المستوى الوطني يوضح الحقائق. على لجنة التحقيق أن توضع وتفحصنا جميعاً، حكومة وجيشاً وهيئات أمن. وعليها أن تفحص رئيس الوزراء ورئيس الأركان”.

في 7 أكتوبر عند الساعة 11:00 اتصل عيلام ماور، عضو ثلة التأهب في “بئيري”، بمكتب رئيس الوزراء، ونجح في الحديث مع نتنياهو. روى له بأن مخربين سيطروا على الكيبوتس وطلبوا معونته. فأجابه رئيس الوزراء: “الموضوع قيد المعالجة”. ما يتبقى الآن هو فحص من هو المسؤول عن القصور الذي أدى إلى موت أكثر من 1500 شخص وخطف 120 لا يزالون في أسر حماس.

نظرت إلى وجه نتنياهو عند خطاب غالانت. جلس مجمداً في مكانه. لم تتحرك أي عضلة في وجهه. لا شك أنه فوجئ عندما استغل غالنت الموقف ليدعو إلى إقامة لجنة تحقيق. منظومة العلاقات العكرة بين الرجلين ليست سراً. ما فعله غالنت هذه المرة يثبت أنه لا يخاف من نتنياهو ولا يحسب حساباً. يعرف أنه لو كان لنتنياهو بديل أفضل لما كان وزير الدفاع منذ زمن بعيد. جدعون ساعر وأفيغدور ليبرمان اللذان ذكر اسماهما كمن يريد نتنياهو أن يراهما بدلاً من غالنت، ليسا مستعدين لسماع نتنياهو. وآفي ديختر، رئيس “الشاباك” الأسبق، الذي تحول من وزير الزراعة إلى وزير الزراعة والأمن الغذائي، لا يقدره نتنياهو.

في الأيام الأخيرة، نشرت أنباء عن أن من هم محيط نتنياهو يفكرون بالإطاحة بوزير الدفاع. قيل إن في مكتب نتنياهو خلافات حول الخطوة، لكن هناك توافقاً على أن غالنت لم يعد جزءاً من ائتلاف نتنياهو. وأوضح رئيس الوزراء هذا الأسبوع، أنه لا نية لديه لإقالة وزراء. أنا مقتنع بأن غالنت لا يصدقه. ويقدر معارضو غالنت بأنه عائق يقف بين وحدة الائتلاف وبين حل مشكلة تجنيد الحريديم، ويتهمونه بالتسريب من مداولات حساسة.

من ناحية غالنت، العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء سليمة، لكن من الصعب الموافقة على هذا القول، لأن غالنت في زيارته إلى الولايات المتحدة أطلق انتقاداً مبطناً على نتنياهو، ولذعه على خلفية المواجهة العلنية مع إدارة بايدن، عقب تأخير وصول الذخيرة المخصصة لإسرائيل. وقال غالنت في ذاك اللقاء إن “الأهداف والغايات في الحرب مشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة. حتى عندما نختلف على الوسيلة، فإننا نحل الخلافات في الغرف المغلقة”. أما نتنياهو فلم يلتزم الصمت، وجاء عنه أنه “عندما لا تحل الخلافات على مدى ساعات طويلة في الغرفة المغلقة، يتعين على رئيس وزراء إسرائيل التحدث علناً لجلب ما يحتاجه المقاتلون. وهذا ما حصل هذه المرة أيضاً”.

يعارض رئيس الوزراء إقامة لجنة تحقيق رسمية. وبزعم مقربوه أنه لم تقم لجنة تحقيق في أثناء الحرب في تاريخ الدولة. حسب القانون، من يقف على رأس اللجنة هو قاض متقاعد من المحكمة العليا، ويعينه رئيس المحكمة. يخشى نتنياهو أن يقوم القائم بأعمال الرئيسة فوغلمان بتعيين رئيسة العليا السابقة استر حايوت رئيسة للجنة. وكانت المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا، كتبت لرئيس الوزراء بصراحة أن “موقفنا المهني أن لجنة تحقيق رسمية ستكون هي الآلية القانونية المناسبة لفحص مسائل بحجم ومدى الأهمية الوطنية لأحداث حرب “السيوف الحديدية”. برأيها، أي إجراء آخر لن ينفذ التحقيق كما ينبغي. وادعى مسؤولون كبار في مكتب رئيس الوزراء أن مطلب إقامة لجنة تحقيق رسمية هو مطلب سياسي سيؤدي إلى نهاية حكم اليمين. عندما يكون هذا هو ما يقلق رئيس الوزراء، فإنه سيفعل كل ما في وسعه كي لا تتشكل لجنة تحقيق ما دام هو رئيس وزراء.

 

موشيه نستلباوم

 معاريف 16/7/2024









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي