أوبزيرفر: رئيس إيران الجديد.. داعية لحقوق الأقليات ويعارض فرض الحجاب واقتصاد الحصار فهل ينجح؟  

2024-07-07

 

الرئيس الايراني الجديد مسعود بزشكيان (أ ف ب)نشرت صحيفة “أوبزيرفر” تقريرا للمحرر الدبلوماسي باتريك وينتور، قال فيه إن الانتصار المفاجئ للمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان هو شهادة على شخصيته بقدر ما هو شهادة عن سياسته.

وبدا أخصائي القلب ووزير الصحة السابق في المناظرات التلفازية كرجل يتمتع بنزاهة عالية وتواضع، ويريد بيأس أن يوحّد بلده المنقسم محليا وخارجيا.

وفي النهاية، فخوف خصومه هو ما سيساعد بزشكيان على ممارسة النفوذ في إيران المتصارعة على مستويات متعددة وبفصائل سياسية.

وسيواجه الرئيس الجديد مهمة صعبة، فمع أن المشاركة في الجولة الثانية كانت أعلى من الجولة الأولى، إلا أن الحملات الانتخابية هي الأكثر تدنيا، وتظهر أن عددا كبيرا من الإيرانيين لا يزالون يشكون بالساسة.

ويقول الكاتب إن حياة بزشكيان طبعتها المأساة التي شكّلته. فقد توفيت زوجته التي تعرف عليها وهما في كلية الطب مع ابنه قبل 30 عاما، في حادث تحطم سيارة بعد اصطدامها بصخرة في الطريق قرب تبريز حيث كانت العائلة في رحلة هناك. وتخصصت زوجته في أمراض النساء وأثّرت خسارتها عليه بشكل عميق، بحيث تنحدر الدموع من عينيه كلما تذكرها حتى الآن.

ولم يتزوج بزشكيان أبدا ورعى أولاده الباقين ورباهم لوحده، حيث تعلم الطبخ وعلّمهم. ورافقته ابنته زهرة مرتدية الحجاب وممسكة بيده وهما في الطريق إلى تسجيل اسمه للرئاسة. وتحمل زهرة شهادة ماجستير في الكيمياء، ويُنظر إليها كمستشارة سياسية له. والرجل يتحدث عدة لغات، فإلى جانب الأذرية والفارسية، يتحدث الكردية والعربية. فوالده أذري وأمه كردية.

وفي واحدة من المناظرات التلفازية، تحدث بلغة إنكليزية فصيحة، واستشهد بمقولة أينشتاين أن “تعريف الجنون هو فعل الشيء نفسه مرة ومرات على أمل الحصول على نتائج مختلفة”.

وكانت حملة بزشكيان هي الثانية للوصول إلى الرئاسة. دخل الرجل السياسة أول مرة في 2006 كنائب عن تبريز، حيث بنى قاعدته السياسية في الانتخابات المتعاقبة. ومع أن لسانه حاد عندما ينتقد الفساد ومَن يطلق عليهم تجار العقوبات، إلا أن سلوكه يتناسب مع دوره كمتعاون، وعادة ما يقول إنه سيلجأ إلى الخبراء لحل مشاكل البلاد الاقتصادية. كما وفّر لسانه الحاد للهجوم على “المعارضة الطالبانية” حيث يترك المهمة لأنصاره لكي يقوموا بها. لكنه سيواجه مهمة صعبة في توحيد البلد لأن منافسيه المحافظين لا يحبون وصفهم بطالبان من إصلاحي ينظرون إليه وأنصاره كعملاء للغرب، ويرون أنهم أناس استسلموا للمحتوى الغربي على الإنترنت.

ولهذا، يقول وينتور إن على بزشكيان اتخاذ قرار بشأن التصالح مع الحرس الثوري.

ولد بزشكيان عام 1954 بمدينة مهاباد، وهي مدينة في غرب أذربيجان، المنطقة التي تسكن فيها غالبية أذرية وكردية. وطالما أكد على تراثه الأذري. ومع أن مهاباد هي مدينة بغالبية كردية، إلا أنه طالما أكد على رؤيته لإيران كدولة موحدة، فهو من دعاة حماية حقوق الأقليات كوسيلة للحفاظ على وحدة البلد.

 وفي عمر الـ19 عاما، خدم فترة التجنيد الإجباري بعهد الشاه في مدينة زبول التي تعتبر من أفقر المدن الإيرانية بمحافظة سيستان وبلوشستان، وهي فترة شكّلت وعيه السياسي.

عاد إلى مدينته كي ينهي تدريبه الطبي، وخدم كمقاتل أثناء الحرب مع العراق. وبعد الحرب، بدأ بممارسة الطب كأخصائي في أمراض وجراحة القلب بجامعة تبريز. وفي عام 1994، تولى منصب المدير الإداري للجامعة وأصبح نائبا عن تبريز. وهناك، اعترف في فيديو نشره أعداؤه بأنه فرض الحجاب وهدد من ترفض ارتداءه بطردها من الجامعة.

ولاحقا، قال إن آراءه تطورت منذ ذلك الوقت، وقد عارض قمع  الاحتجاجات التي اندلعت بسبب زيادة أسعار الوقود عام 2019، واحتجاجات عام 2022 التي اندلعت بسبب مقتل الشابة مهسا أميني في مركز شرطة دينية. وقال إن “الفتيات والنساء منّا ولسن أجنبيات، ولا حق لنا بأن نجبر الفتيات والنساء فيما يتعلق بحقوق المواطنة، ولن نستطيع إجبار النساء على تغطية الرأس بالإكراه”.

وتحاول الشرطة الدينية فرض الحجاب بنجاحات متفاوتة لو نظرنا إلى الشارع، وسيواجه بعد تنصيبه رئيسا امتحان تغيير مناخ الإكراه.

ورغم محاولات معارضيه تصويره بأنه يمثل استمرارا لسياسات الرئيس الإصلاحي حسن روحاني، لكنه لم يعمل في إدارة الأخير التي استمرت ثمانية أعوام، بل خدم وزيرا للصحة في الفترة ما بين 2001 و2005 في حكومة محمد خاتمي. وحاول الترشح لانتخابات عام 2013 و2021 حيث مُنع في المرة الثانية من مجلس الخبراء المكون من 12 شخصا والذين ينظرون في طلبات الترشيح، وهو استبعاد طلب تفسيره.

وكان تعيينه لجواد ظريف، مستشارا مفيدا له، وقدم إطارا تحليليا ناقش من خلاله العلاقة بين الدول والاقتصاد، والحاجة لعلاقات أفضل مع الغرب. وساعده هذا على تصوير منافسه سعيد جليلي بأنه من دعاة “اقتصاد الحصار”.

وقال إن الوصول إلى نسبة نمو 6% فنحن “بحاجة إلى  استثمارات سنوية بقيمة 200 مليار دولار، وهذا مستحيل في ظل الظروف الحالية، وعليه فحلّ الموضوعات الدولية ضروري”.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي