بتوقيت غالانت.. "وقاحة" نتنياهو تلذع بايدن: أيها الديمقراطيون.. "يحرجنا لطفكم"  

2024-06-24

 

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (ا ف ب)في اللهجة الأمريكية معان لكلمة “بوسي كات”، أحدها طري وضعيف وقططي ومريح للدوس. مؤيدو ترامب درجوا بهذا التعبير على تبجيل خصومهم من الحزب الديمقراطي وعلى رأسهم الرئيس بايدن. لا أدري كيف يصف نتنياهو الديمقراطيين في الأحاديث التي يجريها رون ديرمر هذه الأيام، لكنها فرضية عمله منذ البداية. بالفعل، هم بوسي كات: هو محق في الماضي وربما يكون محقاً اليوم أيضاً. لقد اعتدنا على أنه يقرر دوماً في المواجهة بين القوى العظمى والدولة المرعية الصغيرة الحجم. لكن يتبين أن الحجم ليس هو في العلاقات بين حكومات إسرائيل والإدارات الديمقراطية، بل الوقاحة.

أمس، نشر نتنياهو بياناً يكرر ادعاءه بأن إدارة بايدن تمنع عن إسرائيل ذخيرة حيوية لحمايتها. “توجهنا إلى أصدقائنا الأمريكيين بطلب لتسريع الإرساليات”، قال نتنياهو. “تلقينا كل أنواع التفسيرات، لكن الوضع لم يتغير: عناصر معينة وصلت بالتنقيط، لكن الكتلة الكبرى من الذخائر بقيت في الخلف.

لأفضل علمي، ادعاء نتنياهو لا يستوي مع الرسائل التي خرجت في الأشهر الأخيرة من جهاز الأمن. نعم، نشأ نقص في نوع معين من الذخائر الأمريكية. لإبطاء التوريد بضعة أسباب: قيود إنتاج في ضوء المطالب الحربية الموازية لأوكرانيا ولإسرائيل؛ وتبذير هائل من الجيش الإسرائيلي بالذخيرة في الأسابيع الأولى من الحرب وإخفاقات في إدارة اقتصاد الذخائر في الأشهر التالية؛ ومعارضة الأمريكيين لاستخدام إسرائيلي لذخائر تتسبب بدمار كثيف، ودمار تلتقط صوره على نحو سيئ ويخلق مشكلة سياسية في ذروة سنة انتخابات.

لنفترض أن جهازنا الأمني يكذب ونتنياهو يقول الحقيقة. فالسؤال يبقى واجباً: ما الذي يدين به الأمريكيون لنا؟ ليسوا هم من أخفقوا في 7 أكتوبر؛ وليسوا من بنوا عظمة حماس طوال سنين.

لنتنياهو جواب ممتاز على هذا السؤال: “قررت إعطاء (لادعاءاتي) تعبير علني انطلاقاً من تجربة سنين، وعرفت بأنها خطوة حيوية لتحرير السدادة”، قال في بيانه أمس. بكلمات أخرى: الديمقراطيون ضعفاء: أعرف هذا من تجربة سنين. أسمح لنفسي أن أكون وقحاً حيالهم.

كان هناك سبب آخر للجلبة التي أثارها نتنياهو، مكشوفة وبلا خجل: توقيت رحلة غالانت. ما كان لأي رئيس وزراء ان يهاجم الإدارة في اليوم الذي يهبط فيه وزير دفاعه في واشنطن في الموضوع إياه، مع حقيبة الطلبات إياها. في أفضل الأحوال، سينجح غالانت في مصالحة الأمريكيين. وعندها، سيقول نتنياهو إن غالانت ليس هو من حرر السدادة، بل أنا. في حالة أقل جودة، سترفض الإدارة، وسيفشل غالانت، وسيحتفل نتنياهو مرة أخرى. الخطوة مغرضة جداً، تهكمية جداً، سائبة جداً.

ما يعيدنا إلى طبيعة الإدارات الديمقراطية الرخوة. وزراء خارجية جمهوريون لم يترددوا في الصدام مع حكومات إسرائيل: هنري كيسنجر فعل هذا في أثناء حرب يوم الغفران وبعدها، وجيمس بيكر فعلها في أثناء وبعد حرب الخليج الأولى. وكلاهما كانا محررين من الاعتبار السياسي. “فليتخوزق اليهود”، نقل عن بيكر (ونفى). “على أي حال، لن يصوتوا لنا”.

الديمقراطيون ينظرون إلى حكومات إسرائيل عبر منشور ناخبيهم اليهود. ستكون حكومة يهودية، هكذا يظنون، ديمقراطية دوماً، وليبرالية، ومحبة للسلام، وتتطلع إلى إصلاح العالم؛ مثلهم مثلنا. يستصعبون فهم مدى بعد حكومة إسرائيل الحالية عن سلم قيمهم. يتشوشون.

رئيس مجلس النواب مايكل جونسون، جمهوري، تبنى فكرة مغرية تلقاها من ديرمر مع غياب دعوة من البيت الأبيض ومجلس الكونغرس لرئيس وزير إسرائيل للخطاب أمامهما، لذا اضطر جونسون لموافقة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشارك شومير، ديمقراطي. شومير فهم المناورة: نتنياهو سيأتي، وسيلذع بايدن، وسيشعل ناراً داخل الكتلة الديمقراطية ويتسبب باستئناف موجة المظاهرات ضد ومع إسرائيل. سيحتفل الجمهوريون، وسيهرب الناخبون اليهود. على الرغم من ذلك، قال شومير نعم. لماذا؟ لأن سناتوراً يهودياً من نيويورك لا يمكنه خلاف ذلك؛ لأنه ديمقراطي؛ رخو.

عرف نتنياهو مع من يتعامل: أصدر على الفور شريطاً ضد بايدن، وأصدر أمس شريطاً آخر.

أحياناً، الديمقراطيون يعاقبون، لكن عندها يختارون العقاب غير الصحيح. رداً على شريط نتنياهو الأول، ألغى البيت الأبيض المحادثات الاستراتيجية مع إسرائيل. كان يفترض بالمحادثات أن تبلور سياسة مشتركة تجاه إيران، التي تقترب بخطوات كبرى نحو القنبلة. نتنياهو لم يتراجع: إيران ليست في رأسه الآن.

كان يمكن للديمقراطيين اختيار طريق بديل: استئناف المحادثات على التهديد الإيراني وترتيب توريد الذخائر. يدور الحديث عن مصلحة أمنية حيوية للدولتين. بالتوازي، كان يمكنهم أن يلغوا زيارة نتنياهو – الشريط الوقح أمس بدا ذريعة جيدة – والإيضاح لكل العالم بأن إسرائيل في جهة وحكومة نتنياهو في جهة أخرى. حب عظيم لإسرائيل واحتياجاتها الأمنية؛ وابتعاد واضح عن حكومتها.

كان يمكنهم الإعلان مسبقاً أنهم لن يستخدموا الفيتو في مجلس على خطوات سموتريتش وبن غفير في الضفة، ويستخدمون عقوبات شخصية ومؤسساتية على المشاركين؛ كان يمكنهم تشديد الرقابة على تحويل التبرعات إلى جهات تستثمر في الضفة بمن فيهم الحريديم. جهات كهذه لا يمكنها استخدام شبكة البنك الدولية التي مركزها في نيويورك. وأخيراً وليس آخراً، كان يمكنهم أن يعلنوا لابن، عزيز رئيس الوزراء، هو وحراسه، بأن المغامرة في ميامي انتهت. فليبدأ في هنغاريا، وغيرها وغيرها.

لا تقلقوا: لن يفعلوا هذه الأمور. يقتلنا لطفهم.

 

 ناحوم برنياع

 يديعوت أحرونوت 24/6/2024









كاريكاتير

إستطلاعات الرأي