بوليتيكو: نتنياهو "مندهش" لتغير موقف بايدن من عقوبات "الجنائية الدولية"  

2024-05-30

 

زادت الدعوات لمعاقبة المحكمة بعد إعلانها الأخير، مع أن الولايات المتحدة ليست موقّعة على نظامها الأساسي (أ ف ب)نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرا حصريا قالت فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هاجم إدارة بايدن لرفضها جهود الحزب الجمهوري فرضَ عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية.

وفي التقرير الذي أعده ألكسندر وورد، تحدث فيه عن تصريحات لنتنياهو: “أنا مندهش وأشعر بخيية أمل” من أن إدارة بايدن لن تدعم عقوبات ضد “الجنائية الدولية”، وذلك بعد تصريحات من البيت الأبيض أن الرئيس لن يدعم الجهود التي يقودها الجمهوريون في الكونغرس لشجب المحكمة بعد طلب المدعي العام لها من القضاة استصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت وثلاث قادة من حماس بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وكان تصريح البيت الأبيض تراجعا عن موقف أنطوني بلينكن السابق الذي أخبر المشرعين الأمريكيين أن قرار المحكمة كان “غير صحيح للغاية” وأن الإدارة ستعمل مع الكونغرس من أجل فرض عقوبات محتملة ضد المحكمة الجنائية الدولية.

ولكن نتنياهو شجب الموقف الأمريكي في مقابلة أجراها معه “ذي مورغان أورتاغوس شو” في إذاعة “سيروس أكس أم” التي تبث برامجها من خلال الأقمار الاصطناعية والإنترنت. وستبث المقابلة يوم الأحد.

وحصلت مجلة “بوليتيكو” على مقطع من المقابلة التي جرت يوم الأربعاء، وفيه صرح نتنياهو: “قالت الولايات المتحدة إنها ستقوم بدعم قانون العقوبات”، وأضاف: “اعتقدت أن هذا هو الموقف الأمريكي نظرا لوجود اتفاق بين الحزبين قبل أيام قليلة”، و”الآن تقول واشنطن إن هناك علامة استفهام”.

وأضاف متحدثا إلى مورغان أورتاغوس، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية أثناء إدارة دونالد ترامب، “بصراحة، أنا مندهش وأشعر بخيبة أمل”.

وتقول المجلة إن تعليقات نتنياهو تقدم دليلا جديدا عن الصدع المتعمق بين القادة الإسرائيليين والأمريكيين الذين اختلفوا حول الطريقة التي يجب فيها إدارة الحرب على غزة. وتُجري إدارة بايدن محادثات مع الكونغرس حول أفضل الطرق للرد على طلب مذكرات الاعتقال، حيث  يدفع الجمهوريون باتجاه مشروع قانون عقوبات، أما الديمقراطيون فلم  يقرروا بعد دعم المشروع أم لا.

وفي رده الأولي على قرار الجنائية الدولية، وصف بايدن القرار بـ”المشين” وقال إنه ساوى بين أفعال دولة ديمقراطية وجماعة متشددة. وقدمت البرلمانية الجمهورية عن نيويورك، إليس ستيفانيك، والنائب الجمهوري عن تكساس تشيب روي، مشروع قرار بفرض عقوبات على الجنائية الدولية، لأنها قامت بالتحقيق مع مواطنين أمريكيين وحلفاء الولايات المتحدة بما فيها إسرائيل.

وزادت الدعوات لمعاقبة المحكمة بعد إعلانها الأخير، مع أن الولايات المتحدة ليست موقّعة على نظامها الأساسي. ويطلب مشروع ستيفانيك- روي، إلغاء تأشيرات ومنع استخدام أعضاء المحكمة ممتلكات لهم في الولايات المتحدة. ولا يُعرف إن كانت هذه التوبيخات ستمرر في الكونغرس، وهو أمر صعب بعد معارضة الرئيس فرض عقوبات على المحكمة.

وقدمت المتحدثة الإعلامية باسم البيت الأبيض، كارين جين- بيير، الموقف الأخير للبيت الأبيض يوم الثلاثاء حيث قالت: “العقوبات على الجنائية الدولية ليست أداة فعالة أو مناسبة لمعالجة مظاهر القلق الأمريكية”. لكنها أكدت أن الإدارة “ستعمل مع الكونغرس على خيارات أخرى تعالج تجاوزات الجنائية الدولية”.

وكانت إدارة ترامب قد فرضت عقوبات على المدعية العامة السابقة للمحكمة، ومنعت منح تأشيرات لمسؤولين فيها إلى جانب الحظر عليهم بعدم استخدام ممتلكات لهم في أمريكا. وتم رفع الإجراءات الجزائية هذه في عام 2021، حيث وصفها بلينكن بأنها “غير مناسبة وغير فعالة”.

وقال ديفيد بوسكو، الأستاذ في جامعة إنديانا، ومؤلف كتاب عن الجنائية الدولية: “يبدو أن إدارة بايدن قررت، ورغم عدم ارتياحها باختيارات المدعي العام، عدم تكرار نهج ترامب” و”من المحتمل أنه جزء من عدم التيقن بأن العقوبات ستترك أثرا”.

ودافع نتنياهو في المقابلة عن نفسه، وقال إنه وحكومته لم يمنعوا المساعدات عمدا عن غزة “نقدم نصف مليون طن من الطعام والدواء لغزة”، زاعما أن أعداء إسرائيل هم حماس وليس الشعب الفلسطيني، وأن “هناك الكثير من الطعام.. 3,000 سعر حراري لكل شخص. وهذا أعلى تقريبا بألف سعر حراري عن المعدل المطلوب”.

وقال إن إسرائيل ذهبت بعيدا من أجل حماية المدنيين خلال الحرب التي شنتها انتقاما من هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وزعم: “ترسل إسرائيل ملايين الرسائل النصية، وتسقط الملصقات جواً لإخبار المدنيين بالابتعاد عن الأذى”. وأكد: “هذا الاتهامات غير صحيحة بالكامل”.

وعلى مدى الأشهر الماضية، اتهمت منظمات الإغاثة إسرائيل بإبطاء دخول المساعدات إلى قطاع غزة، مما قاد إلى ظروف مجاعة أثرت على 2,2 مليون نسمة. وفي نهاية الأسبوع، أسقطت إسرائيل قنابل على خيام النازحين في رفح، وزعمت أنها استهدفت قادة لحماس، ما أدى لاندلاع النيران، واستشهاد 45 شخصا.

ودخلت القوات الإسرائيلية وسط مدينة رفح، ولكن إدارة بايدن تمسكت يوم الثلاثاء بأن العملية ليست واسعة إلى درجة اعتبارها خرقا للخط الأحمر، أو تدعو إلى تغيير سياسة أمريكا تجاه حليفتها إسرائيل.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي