كِتَابُ غَزَّةَ وَغِلافُهَا  

الامة برس-متابعات:
2024-03-15

 

مشهد للدمار في غزة نتيجة العدوان الاسرائيلي  على القطاع (ا ف ب)عبدالله الحامدي:

هُنَا الشَّاطِئُ

مُخَيَّمٌ عَلَى الأَرْضِ

كَالغَمَامَةِ

لا فُسْحَةٌ يُحَاذِيْهَا

المَاءُ والرَّمْلُ

هُنَا الطِّفْلُ

جُثَّةٌ مُعَلَّقَةٌ بِأَبَيْهَا

كَاليَمَامَةِ

تُحَدِّثُهُ بِصَمْتٍ لا يَمُلُّ

هُنَا المُسْتَشْفَى

وَلا شِفَاءَ

هُنَا الجَرْحَى

يَتَجَرَّعُوْنَ القَصْفَ

صَبَاحَ مَسَاءَ

هُنَا وَجْهُ أُمِّيْ

تَزُفُّ أَبْنَاءَهَا

لِلقِيَامَةِ

وَرْدَةً وَرْدَةً

هُنَا كِتَابٌ

مَفْتُوْحٌ كَالحَدِيْقَةِ

مُفَهْرَسٌ بِالدَّقَيْقَةِ

أَحْكَمُوْا إِغْلاقَهُ

فَتَطَايَرَتْ أَوْرَاقُهُ

وَمَزَّقَتِ الغِلافَ

هُنَا السَّمَاءُ الرَّحْبَةُ

وَالأَهْلُ وَالصُّحْبَةُ

يَوَدُّوْنَ الصُّعُوْدَ

بِتَذْكَرَةٍ بِلا عَوْدَةْ

هُنَا الرُّضَّعُ

أَوَائِلُ الرَّاحِلِيْنَ فِيْ البَلْدَةْ

فَمَا أَقْسَى الأَسَى

وَمَا أَبْهَى الاِصْطِفَافَ

هُنَا النُّسْوَةُ

يُخَيِّطْنَ ثَوْبَ العَرُوْسِ

يُزَغْرِدْنَ لِلعَرِيْسِ

كُلَّمَا غَفَا

فِيْ النَّعْشِ

يُعَدِّدْنَ السَّنَوَاتِ الفِلَسْطِيْنِيَّةَ العِجَافَ

يَتَرَبَّصْنَ لِخَلْعِ الجَالِسِيْنَ

عَلَى العَرْشِ

وَتَنْصِيْبِ الجَائِعِيْنَ

الحُفَاةِ العُرَاةِ المُشَرَّدِيْنَ

عَلَى أَنْقَاضِ ثُكْنَةِ «الجَيْشِ»

هُنَا غَزَّةُ

ثَوَى «هَاشِمٌ» فِيْ جَنَائِنِهَا

وَلَمَّا يَعُدْ مِنْ «رِحْلَةِ الصَّيْفِ»

هُنَا اسْتَوَى عُوْدُ اِبْنِهِ الشَّافِعِيِّ

الشَّاعِرِ العَالِمِ

الصَّائلِ الجَّائِلِ النَّاحِلِ

إِذْ تَنَازَعَتْهُ الأَصْقَاعُ

وَلَمْ تَزَلْ

تَبَاشِيْرُ نَهْجِهِ الوَسَطِيِّ

تُذْكِيْ العُصُوْرَ

حَتَّى حُوْصِرَ القِطَاعُ

هُنَا غَزَّةُ

هَاوِيَةُ الغُزَاةِ

هَوَى القَادِمِيْنَ

مَعَ الحَمَامِ الزَّاجِلِ

مِنْ مِصْرَ والشَّامِ والحِجَازِ

 

وَاسْمُهَا يَتَرَدَّدُ

لِأَنَّهَا تَنْفَرِدُ

بِأَحْلامِهَا القَلِيْلاتِ

وَأَوْرَادِ الصَّلاةِ

بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ

كَثِيْرةُ العِيَالِ

خَفِيْفَةُ الظِّلالِ

لَكِنَّهَا رَهِيْبَةٌ

أَبِيَّةُ الحَيْفِ:

فَجْرُهَا الانْفِجَارُ

ظُهْرُهَا الظُّهُوْرُ مِنَ الأَنْفَاقِ

عَصْرُهَا الإِعْصَارُ عَلَى الآَفَاقِ

مَغْرِبُهَا غُرْبَةُ الحَالِ

عِشَاؤُهَا عَشِيَّةُ الزِّلْزَالِ

وَنَفْرَةٍ مِنْ أُوْلَئِكَ الرِّجَالِ؟

هُنَا غَزَّةُ

تَدُقُّ سَاعَتُهَا مَتَى دَقَّتْ

فَلا تَسَلْ عَنْ مُقَدِّمَاتِ الإِعْجَازِ!

 

*شاعر سوري







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي