ثقافات الشعوبمجتمع عجائب وغرائبجريمةمشاهيرحوادث

مقبرة في هافانا "مليئة بقصص الحب"

ا ف ب - الامة برس
2024-03-03

صورة مؤرخة في 12 فبراير/شباط 2024 من مقبرة كولون في هافانا. (ا ف ب)

هافانا - عندما توفيت زوجته كاتلينا لاسا، بنى قطب تجارة السكر خوان بيدرو بارو قبراً رخامياً ضخماً لحبه الحقيقي الوحيد في مقبرة كولون في هافانا التي تخفي قصصاً مؤثرة.

أثارت قصة الحب التي جمعت بارو وواحدة من أجمل نساء كوبا كاتالين لاسا التي توفيت عام 1930، فضيحة في المجتمع الراقي لكنها لم تمت وما زالت حية في اللمسات الفاخرة لضريحها المصمم على طراز آرت ديكو.

وقال ماريو دارياس (66 عاما)، وهو مغن وكاتب أغاني ألّف العديد من الكتب عن هذه المقبرة في هافانا التي أنشئت عام 1876 وتمتد على مساحة 50 هكتارا في قلب المدينة "المقبرة مليئة بقصص الحب".

وتُعد المقبرة بمنحوتاتها وهندستها المعمارية المتقنة، متحفا مفتوحا يضم رفات أبطال استقلال وكتاب وموسيقيين ورسامين وأطباء مشهورين.

لكنها أيضا مكان تخلّد فيه قصص الحب... بعض منها صادم وبعض آخر حزين.

يمثل قبر لاسا إحدى أشهر قصص الحب في كوبا.

فهذه المرأة الجميلة من الطبقة المخملية كانت متزوجة نجل نائب رئيس كوبا عندما التقت بارو وأُغرمت فيه.

وقال دارياس "انحاز المجتمع الراقي في هذه المسألة وأدار ظهره لهما".

هرب العاشقان إلى باريس حيث عاشا حتى العام 1917، عندما وافق البابا بنديكتوس الخامس عشر على طلبهما بإلغاء زواج لاسا.

عاد الزوجان إلى هافانا حيث عاشا حتى توفيت لاسا عن 55 عاما بعد إصابتها بالمرض.

وشيّد ضريحها الذي يخضع لأعمال ترميم، بالرخام الأبيض والغرانيت الأسود ووُضعت أعلاه ورود زجاجية صنعها صانع الزجاج الفرنسي رينيه لاليك الذي توفي عام 1945.

فارق كبير في السن

تضم المقبرة أيضا قبر عاشقين أثارا صدمة عندما أغرما ببعضهما بعضا: مدرّس وتلميذة مع فارق 30 عاما بينهما.

دُفن موديستو كانتو (1890-1977) إلى جانب زوجته مارغريتا باتشيكو (1920-1959) في قبر عليه تمثالان نصفيان للزوج وعبارة "متّحدان بالحب الأبدي".

وقال دارياس "عارض كثر علاقتهما. قال الجميع إنها ستصبح أرملة بسرعة، لكنها ماتت قبله".

على مقربة، يوجد قبر أميليا غويري التي توفيت وهي حامل في شهرها الثامن عن 24 عاما سنة 1901، ودُفنت وطفلها فوق ساقيها، كما جرت العادة.

وبعد 13 عاما أراد زوجها الذي دأب على زيارة القبر ساعات طويلة كل يوم، أن يراها للمرة الأخيرة. لكن ما رآه عندما فتح القبر كان صادما: جثة أميليا سليمة وهي تحمل ابنتها بين ذراعيها. ومذاك وُلدت أسطورة وأطلق على أميليا "لا ميلاغلوسا" أي المعجزة.

وبدأ الكوبيون يتوافدون على قبرها حيث شيد لها تمثال، لترك تقديمات وطلب تمنيات، سواء للحمل أو حماية طفل أو لصحة جيدة أو امتحان مدرسي.

تعرف ليتيسيا موخارييتا (56 عاما) قصة الحب هذه وتلتزم طقوس عدم إدارة الظهر للتمثال، وهو ما اعتاد زوج غويري القيام به خلال أربعة عقود من الزيارات لقبرها.

تطلب ليتيسيا الحماية لزوجة ابنها الحامل التي هاجرت أخيرا إلى الولايات المتحدة.

وقالت لوكالة فرانس برس "رصدنا سائلا صغيرا في صدر الطفل. جئت لطلب المساعدة" من لا ميلاغروسا.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي