
ميلاد فايزة
مشينا ساعات طويلة حالمين ببار صغير في الزاوية،
بار لأجل كتابة ما تبقى من الحكاية
لم أقل لها كيف حطت الطائرة في كفي
أو خبأت في لغتي أصداف البحر
أعطيتها يدي في شارع سانت كاترين
وانحنينا عندما فاجأتنا ريح الشتاء الباردة
رأيت في عينيها جوعي
وسرّ الجسور التي تتمدد تحت ثلوج مونتريال
دخلنا البار مثل غريبين
تاركين وراءنا كلمات مبهمة
وكائنات أليفة باكية
سيتأخر الصباح قليلا..قلت لها
ومزجت في الكأسين عصيرا
من الموسيقى
لأجل جسور أخرى في البلاد البعيدة
لي صديق في فيينا
وآخر في باريس
وأضفت ...لا يهم ما قد يحدث
نشرب بيرة أخرى
ونعود إلى سانت كاترين
لعلنا نجد خاتمة أخرى للحكاية
في عيون غريب مثلنا
أحاطت بذراعيها حولي
تحت الجدار الخشبي
سيدخل غريب آخر، قلت لها
قلت...
لكن طعم النبيذ بين شفتيها
بدّد الكلمات التي قيلت
وما كان سيقال
وأشعل في أصابعنا دماء جائعة
على الجدار الخشبي، في مدخل البار يتباوسان
لم يهتما بالداخلين أو الريح التي لم تطفئ نارا يانعة،
الريح التي ألهبت في الموسيقى رائحة الرغبة
وأثارت على النافذة حركة خفيفة في الستار الشفاف
عالية أصوات الرغبة
عالية
وبعيدة كؤوس الشامبانيا عن يد تائهة في ليل قصير
بين شمسين عالقتين في الغمام تنزل كارن من السرير
متلحفة بنصف رداء
وعلى كتفيها العاريتين كلمات مبهمة، خطوط حمراء ودوائر
تمشي في الغرفة، تاركة خلفها أنهارا صغيرة
وحدائق مشمسة...
شارلستون – نيسان 2008
شاعر تونسي يقيم في الولايات المتحدة