رائد المدرسة الأشعرية في الغرب الإسلامي

2024-01-24

ياسين حكان

صدر مؤخرا، مؤلف جديد للباحث يوسف الحزيمري، يحمل عنوان: «رائد المدرسة الأشعرية في الغرب الإسلامي: الإمام أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي» عن مطبعة الكرامة في الرباط، في حدود 135 صفحة من الحجم المتوسط.

سعى الحزيمري من خلال مؤلفه هذا؛ إلى تتبع مراحل تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي، من خلال إبراز أهمية المرحلة السنوسية (نسبة إلى الإمام السنوسي) كآخر مدرسة في الهرم التطوري، وحسب الباحث نفسه، فإن لهذه المدرسة الأثر البارز في نشر العقيدة الإسلامية، وما زال صداها مستمرا إلى وقتنا الحالي.

ويشير الباحث إلى أن الإمام السنوسي استطاعت مؤلفاته أن تغطي كثيرا من اهتمامات عصره، من عقيدة وفلك، ورياضيات، وتفسير، وطب وتصوف، وحديث وفقه، إلا أن شهرته الكبيرة نالها من مؤلفاته في العقيدة ولاسيما كتابيه: (العقيدة الكبرى وشرحها، والعقيدة الصغرى وشرحها).

واهتم الكتاب بالدرجة الأولى، بالتعريف بالإمام السنوسي، من خلال ذكر أصله وكتبه وشيوخه وتلاميذه، وبعض من مؤلفاته وأفكاره (الفصل الأول) بحيث تعرض الباحث بإسهاب شديد وبطريقة منهجية لحياته، مبرزا أهم مراحلها وتأثيرها على أفكاره. وبخصوص الفصل الثاني، عمل فيه الباحث على بسط الحديث في مؤلفات الإمام السنوسي العقدية، مركزا على دوافع التأليف في العقائد عند الإمام السنوسي، موضحا مقاصد التأليف عنده، بالموازاة مع تبيانه لما سماه «شجرة العقائد السنوسية» بشكل دقيق ومفصل.

أما في ما يتعلق بالفصل الثالث، فقد خصصه لبعض مؤلفات الإمام السنوسي من خلال التركيز على قراءة محددة ومفصلة في عدد من أعماله المتعلقة بقسم العقائد، ومختلف المسائل والقضايا الخاصة بالعقيدة الأشعرية. كما تضمن الكتاب ملحقا خاصا بصور بعض مخطوطات مؤلفات الإمام السنوسي، وفهرسا غنيا بالمصادر والمراجع، وفهرسا آخر بموضوعات الكتاب وفصوله وأبوابه ومباحثه.

فيما يشبه خلاصة عامة؛ يستعيد الحزيمري من خلال هذا المؤلف القيم، سيرة الإمام السنوسي، مذكرا بفضائله وخصاله، واصفا إياه بأنه يمثل الانتساب الحقيقي للمدرسة الأشعرية المتأخرة، التي دافعت عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية. ولا يفوتنا هنا، أن نسجل أن هذا البحث ينضاف باعتباره لبنة من لبنات التعريف بالعقيدة الأشعرية في الغرب الإسلامي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي